تباينت أراء المشاركين في استفتاء وضعته منتديات الجلفة خلال ال 48 ساعة الماضية حول ما يزمع تنظيمه من مسيرات بالجزائر، فكان انقسام واضح و جلي في نتائج الاستفتاء عبرت عنه ردود الأعضاء المتباينة فمنها المرحبة و منها الرافضة و أكثرها متخوفة مما سينجر عن هكذا مسيرات... و قد كان الإستفتاء في شكل السؤال التالي : هل توافق على تنظيم المسيرات السلمية بالجزائر ؟ و قد مس الاستفتاء في يومه الثاني ما يقارب 328 مشارك من مختلف مناطق الوطن، حيث كانت النتائج أن وافق 155 عضو على تنظيم المسيرات السلمية بالجزائر، فيما عارضه 152 عضو، و امتنع 21 عضو آخر عن إبداء رأيهم... و فيما يلي بعض المشاركات و آراء المتدخلين : من بين أوائل المتدخلين الشاب طارق من عين الدفلى الذي تسائل قائلا: كيف كنا قبل مجيء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ؟ المشكل الأكبر كان الأمن.. فلم أكن أبالي بكثير مما ذكرت وأنا أخاف إن ذهبت ألا أرجع: كثير من أقراني لم يدرسوا اللغات الأجنبية بسبب منعها في مؤسساتهم.. من طرف الجماعات.. كثير من البنات توقفن عن التعلم بسبب منع ذلك من طرف الجماعات.- كثير من المعلمات توقفن عن العمل .. نفس السبب.. كثير من العائلات فقدت أعزاءها الأبرياء.. ما السبب..؟ هل تأمن على أمتنا عواقب الفتنة ؟ أجبني بعد أن تجيب نفسك.. فيما عارضه الشاب زينو من سيدي بلعباس قائلا: نعم أنا مع المسيرات لأنها ستفيق النظام من سباته ويعلم أن هناك شعب يحتاج لكل شيء ، المسيرات حقققت في تونس ومصر في غضون شهر ما لم يحقق في الجزائر مند الاستقلال، السلطات الجزائرية تعيش في عالم والشعب في عالم أخر نحن لا نطالب بالإطاحة بالرئيس وإنما نطالب بإقالة الحكومة التي أثبت فشلها وفتح المجال لحرية التعبير.. أما عطر من الجلفة فقد عارضت فكرة المسيرات معللة بما يلي: أنا ضد ان يقوم شباب متهور و غير واعي لتصرفاته و ربما محرض من أطراف لها مصالح شخصية بقيامه بتكسير المرافق العمومية لماذا لا يدرك هؤلاء الشباب أن هذه المؤسسات أنشأت لتحقيق مصالحهم ان هذه المرافق ملك للشعب و في خدمة الشعب لا هي ملك الحكومة و لا هي ملك رئيس سابق او الرئيس الحالي او من سيأتي بعده هذه الممتلكات نتيجة جهد أجيال سابقة تعود جذورها لأجيال الثورة و ستبقى ملك للأجيال القادمة هي مكاسب لا يمكن أ ننكر ان جزءا هاما منها تحقق أثناء عهد بوتفليقة خاصة بعد الدمار الذي مرت به البلاد في العشرية السوداء لذلك على الشباب الجزائري أن يقدر ثمن هذه المكاسب و ان لا ينكر مجهودات الرجل في استرجاع الامن و القيام ببعض المشاريع الهامة و نحن نعلم ان طبع الجزائري الاعتراف بالجميل و عدم الجحود و نكران الجميل كما لا يمكن انكار ان المافيا المحيطة بالرئيس كان لها دور في احتكار الثروات في دائرة مصالحهم لهذا من وجهة نظري لا بد من إقالة هذه الحكومة التي امتصت دماء الشعب اما مسألة المطالبة بتنحي السيد عبد العزيز بوتفليقة فكرة غير مجدية حاليا خاصة في هذه الظروف الدقيقة لا توجد بدائل أحسن منه ثم يجب إعطائه فرصة لغاية الانتخابات الرئاسية المقبلة و لا يجب بأي حال من الأحوال ان نقارن ما يوجد في بلادنا من مشاكل بما حدث في تونس و مصر الأمر مختلف كثيرا... بقليل من الحكمة سوف تعالج الامور يخالفها الشاب ساعد من الجزائر بقوله: نعم انا مع تنظيم المسيرات و اسماع صوتنا الى الرئيس ، نسمع الرئيس ما يحدث لنا من اساءة استعمال للسلطة من طرف الحكومة ، نسمع صوتنا بان اموال الشعب للشعب و لسنا عبيدا عند احد ، نسمع صوتنا و نقول لسنا سواسية امام القانون ابناء الفقراء محقورين و ابناء الاغنياء ينالون كل شئ، نسمع صوتنا و نقول بأعلى صوتنا نحن شعب اغلبيته تعيش تحت الخط الاحمر ، نقول ان قطاع التربية اصبح قطاع افساد الشباب ، وزارة الثقافة اصبحت و زارة الرقص فقط، و الفساد انتشر بين كل القطاعات و فئات الشعب فيما يتخوف وحيد من العاصمة من الوضع و يكتب: في اعتقادي أن الجزائر قد قطعت شوطا هاما في التنمية اذا نظرنا الى 130 سنة من الاستعمار و عشرية سوداء من الارهاب الذي دمر الاقتصاد والبنى التحتية ...ولا نريد أن ندخل في حقبة جديدة من الفوضى والتدمير تسانده رميساء من سكيكدة و تصرح بما يلي: انا ضد المسيرات التي ستحدث لانها ستتطور وتصبح مسيرات كلها فساد وخراب لاسلمية كما يقولون، بالاضافة الى ان الحكومة اخذت درسا من الأحداث التي جرت في تونس ومصر وتعيد النظر في كل شيء، وفي الأخير اقول ان الرئيس بوتفليقة أحسن رئيس فقام بعدة تغيرات منذ توليه السلطة ، اقول قولي هذا لانهم يقولون ان هذه المظاهرات من اجل تغيير اويحيي لكن وكما قلت سابقا ستتطور الأمور وتصل الى خلع الرئيس... أما جمال من تبسة فيدافع عن حق التظاهر بقوله: بعض السياسات رسخت القناعة عند الكثيرين بانه لا حقوق ولا استجابة للمطالب الا بعد التكسير والحرق والنهب والفوضى وهذا في شتى الميادين هل من الممكن ان يذكرني احد بان هناك حق من الحقوق تم تحصيله عن طريق اسلوب حضاري من الحوار او الكتابة او النقاش الهادف فعلا قد تجدون صعوبة كبيرة للاجابة عن هكذا تساؤل نحن في الوظيف العمومي تم الاستجابة لكثير من مطالب الاساتذة طبعا عن طريق الاحتجاج والعصيان اما الاقلية في العدد مثل العمال او الاسلاك المشتركة او المصالح الاقتصادية فقد يستجاب لنا لما يشيب الغراب ليس لان مطالبنا غير مشروعة بل لان عددنا لا يقلق ولا يخيف لهذا ولهذا فقط نفس التخوف تبديه الشابة ريحانة من مدينة تنس: أنا لا أوافق المؤيدين للمسيرات مهما كانت درجة التنظيم ، لأنها تبدأ سلمية وسرعان ما تتحول الى موجة عارمة من الفوضى ، واذا تفلتت الأمور من الصعب جداا اعادتها الى نصابها ، أعلم أن العديد من الشباب لديهم وعي ورقي في ضبط هذه المسيرات لكن هناك كذلك الفئة الهمجية ..همها الوحيد انتهاز الفرصة للافساد. و تساندها السيدة زهيرة من معسكر في تخوفها بما يلي: أنا عن نفسي ضد الدمار والتخريب وإيقاف الشارع و العمل و الدراسة وكافة النشاطات اليومية , يا ترى هل لها فائدة وهل سوف تراهم الحكومة وتسمعهم وتعلم بمشاكلهم و هل ستقضي على شبح الرشوة والتوظيف للأقارب وغيرها من الآفات السامة التي تنخر في مجتمعنا, صدقوني لولا الفضائيات ووسائل الإعلام التي تظهر الصورة للعالم وخوف السلطات من تدخل الخارجي حتى لو أحرقت كل البلاد لن يأبهوا لهم بل على العكس سوف يكررو ا مثل مجزرة 8 ماي , رغم كل هذا الكلام أنا ضد التخريب ومع المسيرات السلمية فلعل وعسى... وربي يجيب الخير إن شاء الله و من تلمسان يؤكد كارمن أن الشعب الجزائري لا يملك منطق المسيرات السلمية، و يردف قائلا: أؤيد المسيرات السلمية لكن ليس في الجزائر..نحن لا نملك منطق المسيرات السلمية...و قبل أن نحدد مطالبنا أعتقد أنه من الواجب أن نحدد واجباتنا تجاه هذا الوطن و تجاه أنفسنا. نحن ننعت بالشعب الأكثر نرفزة في العالم فهل هذا يشرفنا ؟......طبعا لا...نرفزتنا تدفعنا للتخريب، الفوضى، القتل....نحن نطالب بوظائف الشغل و عندما نحصل عليها لكم أن تتصوروا مقدار مردودية عمل كل واحد منا، خصوصا في المؤسسات التابعة للدولة أي الحكومية.....لا يفارق مخيلتي سيناريو الموظف الذي يلتحق بمقر عمله بعد الساعة التاسعة أو التاسعة و النصف، لا لغرض إلا لتسجيل حضوره حتى يضمن مدخول يومه الذي يقضي معظمه في قراءة الجريدة بعد أن يكون قد مر للمقهى مع الأصحاب، بعدها يتفرغ للنقاش في أمور الحياة اليومية مع العمال الآخرين و هنا يبدأ سب و شتم السلطة لأنها لم تزد في الأجور، أي أجر يا أخي تتحدث عنه؟ ماذا أنتجت كي تتحدث عن الزيادة في الأجر؟ ثم إن هناك شيء آخر يؤلمني هو استباحة البعض لممتلكات الدولة و كأنها ليست ممتلكات الشعب و عندما تنهيه عن تصرفه يجيبك ..ماعليش..ياك تع الدولة....قبل أن نطالب بالتغيير يجب أن نغير أنفسنا قبلا...." إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم بشير من تيارت يرفع شعار "نعم للمسيرات لا للخريب": نعم لمسيرات ومظاهرات تحررنا من إرهاب الدولة وظلم الأجهزة الأمنية وتكسر حاجز الخوف والرهبة . نعم لمسيرات حضارية تجسد عظمة الشعب الجزائري ونبل أهدافه . نعم لمسيرات ومظاهرات تعكس أخلاق هذا الشعب المتسامح لا لمسيرات فوضوية ،لا لمسيرات عنفية ،لا لمظاهرات موّجهة من قبل الأحزاب المجهرية والجهوية . لا تخوّفونا بفزاعة الإرهاب والتخريب والتدمير والتكسير . النظام الفاسد هو الذي أرهب الشعب وخرّب ممتلكاته ودمّر نفسية شبابه وكسّر طموحه رجاله . أما ثامر من الجلفة فيقول: الحق و اضح وضوح الشمس فلا تغطو الشمس بالغربال، الجزائر تعيش حالة سيئة جدا ، يجب دعم رئيس الجمهورية من اجل التغيير نحو الأحسن ، نرفض ممارسات عدد كبير من أعضاء الحكومة... صالح من قسنطينة يتوقع الأسوء حيث يقول: لا نشك أن النظام الذي يحكمنا نظام فاسد، كما لا نشك أن الأحزاب السياسة كلها على قلب رجل واحد فليس لهم هم إلا تحقيق مصالحهم و تسيير البلاد وفق أفكارهم و توجهاتهم ثم هي جهة الشر و الفساد متفاوتة و لقد رفع بعض تلك الأحزاب دعوة للتغيير و زينوا ذلك في قلوب الجهال فتبعوهم و الا فاي تغيير ننتظره من حزب الأرسيدي و من هم على شاكلته اللهم إلا اذا كان التغيير من السيء للأسوء محمد من المدية يؤيد المسيرات ... و يدعو لإعطاء المشعل للشباب: انا مع هذه المظاهرات السلمية للمطالبة بتغيير الحكومة التي جلبت الخراب للبلاد ، أنا مع المظاهرات لكي ينهض النظام والحكومة من نومهم العميق ، الفساد والرشوة والبيروقراطية عشعشت في البلاد ...حكومة مليئة بالوزراء التي أعمارهم اكثر من 70 سنة ...أين الشباب ..؟؟ بعدما ايقنت الحكومة بان الشعب سئم مما يجري ... بدأت كالعادة نشرة الثامنة تجمل قرارات الحكومة الأخيرة فيما يخص الشباب ...اتصور : الا يوجد في البلاد من يحكم الحكومة الا اويحي أو بلخادم ؟؟؟... وزراء ثبتوا في مناصبهم رغم الفضائح يتطرق سليم من ميلة للفرق بين الجزائر و بين تونس و مصر حيث يقول: نحن في الجزائر بحاجة الى احتجاجات وليس الى ثورة. نحن نحتاج الى إصلاح النظام و خصوصا من الفساد لا الى تغيير النظام. نحن نعلم ما حدث بعد مظاهرات أكتوبر88 لقد تم الاستيلاء على رأي الشعب ودخلنا في دوامة عنف. لذلك اقول باننا في الجزائر بحاجة الى احتجاجات دورية ضد الفساد. ولا اظن أننا نعاني من قمع و لا تعذيب كما يفعل النظام في مصر ولا من حجر على ابسط الحقوق كما كان يفعل النظام في تونس. ببساطة ما يحدث في تونس ومصر حدث عندنا سنة 1988... و يشكك الشاب ميلانو من تيبازا في نوايا الداعين لهته المسيرات: لا مسيرات ولا هم يحزنون لأن الهم الوحيد لهؤلاء الأشخاص هي المصلحة الشخصية وليست مصلحة الشعب ، فسيتم إسكاتهم بمناصب في الحكومة كما فعلوا مع خليدة تومي من قبل...وفي الأخير يضحكون على الشعب بكل بساطة. أما يونس من ام البواقي، فيؤيد الدعوة للمسيرات معللا: عل الأقل يجب ان تغرب تلك الوجوه التي التصقت بالكراسي الحكومية لدهر من الزمن و أولهم بن بوزيد العابث بمستقبل الأجيال و بكرامة المربين، و اويحي قامع العمال المطالبين برفع الأجور في عصر البترول ب70 دولار. من الأربعاء يسرد لنا العضو علي ما عانته الجزائر في العشرية السوداء: نحن الجزائريين لنا تجربة كبيرة و مرة على حد سواء في ما يخص المسيرات، فبعد مسيرة أكتوبر 1988 لم يتحسن شيء إذا استثنينا الحرية الإعلامية حيث كان السب و الشتم هو السائد في تلك الفترة و ربما هذا هو الإنجاز الوحيد في تلك الفترة، و بعد ذلك العصيان المدني الذي قادته الجبهة الإسلامية للإنقاذ سنة 1992، و الذي تلته عشرية دموية حمراء لم يشهده أي بلد في العالم، و بالتالي فلا أظنّ أن المسيرة المزمع إجراءها ستأتي بشيء إيجابي سوى الخراب و الدمار للبلاد و العباد، لأنه لا توجد نعمة أفضل من نعمة السلام و الأمن الذي نحن فيها و لله الحمد و من سعيدة يبين الكوثري رأيه فيقول: انا مع الاحتجاج السلمي،لكن ليس في هذ الوقت تحديدا،وليْس في وقفة يرأسها سعيد سعدي وعبريكا...وليست الجزائركتونس ولا كمصر،ولا هذه كتلك ولكنّهم في الجملة يتقاسمون عناصر مشتركة ككل دول العالم العربي والحكام العرب،و أنبه أن أمزجتنا معروفة فهي متوهجة مستوفزة كأنما خُلِقت للحرب !! لهذا فأنا مع الاحتجاج السلمي ومع دولة يحكمها القانون وتسودها العدالة الاجتماعية يسيِّرُها أهل الكفاية في كل باب ومجال،لكنّ التوقيت لا يعجبني،وليس هذا أوانه ولا نحن إناؤه !! لمتابعة التدخلات مباشرة من منتديات الجلفة....حوار هادف و مسؤول حول ما يزمع تنظيمه من مسيرات بالجزائر