تخونني الدموع في هاته اللحظات و لا أدري كيف السبيل إلى البكاء فينوب عني القلم و أجدني أكتب بدموعه الزرقاء ما يحز في فؤادي... لأن المرض قد تمكن من العزيزة و الورم قد انتقل إلى كامل جسمها. عندما يقرر الطبيب أن المرض في مراحله المتقدمة و أن العزيزة الآن قد صارت في مراحلها الأخيرة و يقف الطب عاجزا أمام هذا المسمى السرطان ... لم أذرف دموعا منذ حوالي عشر سنوات و يومها ذرفت دموعا حارات و أنا أرى جدتي في نعش الموت و هي التي فتك بها أيضا هذا المسمى السرطان ... فتك بها بعدما تعذبت جيئة و ذهابا بين الجلفة و مستشفى مصطفى باشا اثر الجراحة و حصص العلاج الكيميائي لعلاج هذا المسمى السرطان ... تخونك الدموع و تحمد الله على ذلك لأنك الوحيد الذي يعلم بالمرض و بالمرحلة التي وصل إليها هذا المسمى السرطان ... تحمد الله على خيانة الدموع لأنك قد تخلصت من عبء تقاسيم الوجه التي لن تفضحك و أنت تكذب على أهلك و ذويك محاولا المداراة على هذا المسمى السرطان ... تحمد الله على نعمة خيانة الدموع و هي التي لديها ألف سبب كي تسيل مدرارة بفعل هذا المسمى بالسرطان العزيزة كانت تعلم أن ما ألمّ بها شيء غير طبيعي و لعلها كانت تشعر بهذا الذي يتكاثر في جسمها و يسري في أرجائه بسرعة فكبتت آلامها و صبرت و فضلت أن تتعذب مع ذاتها على أن ترى ما رأته أمها و هي تحت رحمة هذا المسمى السرطان العزيزة فضلت تحمل الآلام في صمت على أن تزور الطبيب أو تحاول جراحة فهي لا ترضى لنفسها بأن تكون اقل من رمز للعطاء و التضحية و لا ترضى أن يقوم على شؤون زوجها و بيتها غيرها و لا تبالي في سبيل ذلك بأي شيء حتى و إن كان هذا الشيء يسمى السرطان العزيزة لا تريد أن تذر بيتها و زوجها إلى الجزائر أو البليدة مثل أمها و لعلها كانت تقول كتم الألم و الموت في بيتي و بين أبنائي أفضل لي من رحلة بعيدة قد أعود منها على نعش ... بفعل هذا المسمى السرطان سيدي الوالي ... هذه بعض من الصور التي نعيشها خلف هذا الستار المسمى بالسرطان اللهم إليك نشكو ضعفنا و قلة حيلتنا فامنن علينا بالصبر