إنّ من يتابع بعض القنوات التلفزيونية و المحطات المأجورة و أقلام السفهاء أدعياء التحليلات المغرضة و التصريحات المشبوهة التي تنفث سمها في جسم أمتنا الجزائرية ، يلاحظ الحملة المسعورة غير المبررة التي تشن على بلادنا بشكل مفضوح؛وذلك سعيا لإثارة الفتنة بيننا, و نحن لم نتعاف بعد من أزمة عمرها بعمر شباب قضوا ضحية إرهاب أعمى في شرشال في شهر رمضان - رحم الله الشهداء- و هاهي الجزائر تعرف هجمة شرسة و مركزة، تتبادل فيها الأدوار من عملاء الخارج و خونة الداخل، لإعادتها للمربع إلى الأول من الأزمة, و الكل آت من جهة؛ فالناصح الأمين الذي يسدي النصائح لا يريد بها إلا مصلحة الجزائر!؟ أو بلسان دعي حاقد لم يهنأ له بال أن تعيش جزائر الاستقلال في عهد آمن و مستقر في ظل مصالحة مع الذات أولا و أخيرا. زوبعة في فنجان: تركز هذه الأيام قنوات العار العربية خدمة لأجندات أجنبية؛ و رجال هم أشباه رجال إلا بمواصفات الذكورة، يركزون الحديث على الجزائر، و الإساءة لشعبها و جيشها مرة، و لتاريخها و سلطتها و شهدائها مرة أخرى، و تتكاتف معهم اليوم قوى الشر و الاستعمار القديم و الجديد على بعض نقائص لا تخلو منها أية دولة لكن بتهويل و تضخيم سعيا لوضع صورة سودوية لحالنا أمام الرأي العالمي و احتواء لعملاء الداخل, محاولة في زعزعة الإستقرار بشتى السّبل و المكائد، و لكن كما يراها كل جزائري حر رضع من لبن الكرامة الجزائرية، إلا زوبعة في فنجان، و سيجعل الله كيد الذين يتآمرون على الجزائر في نحرهم، و أن يموتوا كمدا و حسرة على ما يحركونه في المياه الآسنة التي اعتادوا الصّيد فيها. و الجزائر الصّامدة أمام العواصف و الأعاصير عبر تاريخها المجيد، فكيف لا تصمد اليوم أمام الزوابع من الترهات و الأكاذيب التي يرّوج لها أدعياء الحرية و الديمقراطية و حقوق الإنسان في الأقبية المظلمة، و استوديوهاتهم القذرة بأراجيفهم المفتعلة و صحفهم الصفراء، و أكاذيبهم الملفّقة. مجانين شهرة: لقد جاء في المثل القديم "خلّد نفسك في التاريخ و لو بلعنة"، و أية لعنة لأولئك الذين استشرفوا للفتنة على طول مساحة الوطن العربي ليحولوه لمساحة من التناحر و الاقتتال خدمة لأسيادهم من الغرب الصّليبي المتعطش لدمائنا ثأرا لهزائمه أيام صلاح الدين، و أمام ثورات أمتنا المجيدة. و هكذا فإن بعض الذين أعمى الله أبصارهم و بصائرهم عن رؤية الحق، و ما تنعم به الجزائر من أمن و هدوء و انجازات على مختلف المستويات في ظل مصالحة وطنية مع الذات، و بناء دولة قوية الكلمة فيها للأمة، فيها استقلالية القرارلدولة مستقلة, و ليس لأبواق المغرضين في الداخل و الخارج. و هكذا فإننا ما نراه اليوم من التباكي على الوضع في الجزائر ما هو إلا حلقة جديدة في سلسلة مؤامرة قديمة لم تنجح في تقويض أركان الدولة لحساب أعداء اليوم و الأمس، و لم تحقق أهدافها المعلنة و الخفية. و مما يحيّر اللبيب ركوب الموجة من قبل الكثير من أدعياء الدين من أمثال الشيخ(سلمان العودة) والشيخ (طارق سويدان) المدير العام لقناة الرسالة، و كان الأجدر بأمثال هؤلاء أن يبشروا و لا يحرّضوا أو أن يردوا على خصومهم الذين يتهمونهم حتى في دينهم و عقيدتهم المشكوك فيها أصلا. و لكن لعن الله حب الذات و الشهرة عند الشيخ سلمان، و طارق اللذين عميت أبصارهما وغيرهما عن رؤية الحق في الجزائر،ولكنّ عين السوء تبدي المساوئ , و لك- أخي القارئ- أن تتصفح تاريخ هذين الشيخين! و غيرهم ممّا لا يحلو لهم الحديث إلا على إيصال نار الفتنة إلى الجزائر و بأي ثمن و لو على حساب دماء الملايين من الجزائريين، إن مثل هذين الشيخين و بالنظرة في أخطائهما و خطاياهما تدرك حجم المؤامرة أخي القارئ الكريم . و ممّا زاد الطين بلّة أن حتى الذين يلعبون الوقت الضائع أصبحت لهم الكلمة في الحديث عن الجزائر، فهذا المعلق الرّياضي المخنّث "حمد جاسم" هذا النكرة في - قناة الجزيرة الرياضية-أصبح هو الآخر يتطاول على الوضع في الجزائر- هزلت- و يتجرأ على الحديث عن وضع جزائر أول نوفمبر، حينما أشار هذا السفيه بعبارته المسمومة في مجريات تعليقه على لعب نادي الأهلي المصري في الجزائر، و للقارئ أن يطلع على اليوتوب في الشبكة العالمية.........، و أعلم أن الذباب يتجرأ على الوقوف في وجه الأسد، و لذلك قالت العرب قديما: "أجرأ من ذباب" و أنا هنا أقول: أجرأ من جاسم حمد. حتى الجزيرة الرياضية تحشر نفسها في أوضاعنا، و كأني بهذه الشبكة بكل قنواتها لا تعدم الوسيلة في إثارة الفتن في كل البلاد العربية، فلعنة الله على الجزيرة ما تعرضت للجزائر بسوء، و من غريب العجائب أنّي قرأت في إحدى الصحف الوطنية مقالة لأحد معلقينا الرياضيين العائد من قطر! ليبشرنا ب (أوووه) أن الجمهورية الثانية ستقوم في الجزائر بعد أن أسدى النصائح لنا كجزائريين، و معلقنا يبشرنا بقيام الجمهورية الثانية الجديدة، و لكن ما لم نفهمه أبحسب كواليس الجزيرة القطرية!؟ أم برؤيتنا نحن كجزائريين؟ و مما نعجب له أيضا أن كل من يدخل إستديوهات الجزيرة والقنوات العميلة ينزل عليه وحي التحليلات، و الدراسات الإستشرافية، و يصبح الخبير في زعزعة استقرار الوضع العربي، و ما أتمناه لمعلقنا المشهور جدا (أوووه) أن يتحقق له حلم وزارة الرياضة في ظل حكومة الجمهورية الثانية التي يبشر بها و حينها سنتأهل لمونديال قطر!؟ الجزائر و خيوط المؤامرة: إن البيت الذي تنسجه عناكب أدعياء السياسة في البيوت المظلمة من دهاليز المخابرات الأوروصهيو-أمريكية وفي البلاد العربية العميلة ؛من خيوط تبشر بعهد جديد من الحرية و الديمقراطية و الرفاهية!؟ مثل ما تحقق ذلك في أفغانستان و العراق و الصومال سيتحقق لشعوب الشرق الأوسط الجديد!! و إذا كانت الكثير من الدول عندنا ستعرف ربيعا عربيا متواصلا، فإن خيوط المؤامرة بدأت تنسج للجزائر من الآن بآلات دقيقة عربية الصنع ؛غربية التخطيط ، لأن المتآمرين يحزّ في أنفسهم القفزة النوعية من التطور و الإستقرار التي تعرفها الجزائر منذ سنوات بعد تخطي سنوات الدم و الجمر؛ و هذا مما لا يروقهم, و ستبقى الجزائر صامدة في وجه المؤامرات لأنها شعب ضحى بمليون و نصف المليون من الشهداء في ثورة ما زالت شوكة في حلق الغرب و المتآمرين، و شعب ضحى بآلاف الشهداء في عشريتين ماضيتين، و لأن المؤامرة التي تحاك اليوم تجعل الجزائر في عين الإعصار، لأن الاستعمار يشده الحنين لأرض الجزائر و ثرواتها، و لأن الذين لديهم قابلية الاستعمار قد يركبون دبابات الناتو ليحكموا الجزائر، و لما لا!؟ إنه زمن التردي و الهجمات المبرمجة، و موضة حقوق الإنسان و حماية المدنيين! لذا فلنحذر!! كلنا من سطوة حثالة أصحاب المال و الإعلام المأجور للسيطرة على مقدرات شعبنا أو محاولة إدخالنا في متاهة جديدة قد لا نخرج منها أبدا، و ذلك باللعب بوعينا أو شراء ذممنا بثمن بخس من ديمقراطية عرجاء ممزوجة بالتبعية لغرب صليبي أو لمتخاذل من أبناء جلدتنا باع نفسه للشيطان، و من ثمة الإستيلاء علينا عبيدا لنزواتهم التاريخية العنصرية بحيث أننا – مهما يكن- لن نكون بشرا في نظرهم و لو أحرقنا بلادنا و قدمناها لهم على طبق من ذهب أسود فلن يرضوا عنا، فلقد تشكلت لديهم قناعة عقيدية تاريخية بأنهم هم السّادة و نحن العبيد، و لسان حالهم يخاطبنا : لا تشتر العبد إلا و العصا معه – إن العبيد لأنجاس مناكيد و أخيرا: إن حجم المؤامرة كبير على بلداننا العربية و على الجزائر ,والأدعياء الذين يشعلونها نارا للفتنة هم عندنا كثر في الداخل و الخارج، نعم إن هناك مشاكل و عقبات لا ينكرها عاقل أو أريب تعاني منها البلاد خاصة في شقها الإداري والإجتماعي و هذه مشكلة يصحّح مسارها مع الأيام، و لتنعم الجزائر بنعمة الإستقرار و الأمن, و الذي لا يرى غير ذلك فإنه ناكر للنّعم، و لذا نرى أن ما يروّجه المرجفون عن الجزائر ماهو إلا ثرثرة في مهب الريح، فلنحذر المؤامرة! فالقافلة تسير و الكلاب تنبح، و مثل هؤلاء المرجفون " كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث"، و كأني بلسان حال كل جزائري مخلص لهذه الأرض و لتاريخها و لشهدائها يردد ما قاله الشاعر العربي: إذا الكلب لم يضرّك إلا نباحه - فدعه إلى يوم القيامة ينبح. و سلام على الجزائر حرّة أبية.