أحيت بلدية دار الشيوخ كغيرها من بلديات ولاية الجلفة الذكرى 57 لاندلاع الثورة التحريرية حيث كان البرنامج ثري بالندوات والمعارض التاريخية وكذا العروض المسرحية المتنوعة... فقد كانت البداية يوم 31 اكتوبر2011 في ثانوية "النور" حيث نشطت جمعية أول نوفمبر لتخليد وحماية مآثر الثورة بدار الشيوخ محاضرة ألقاها الأستاذين طليبي محمد وقاسم سليمان ... وقد تمحورت الأولى حول مقارنة بين جيل الشباب الذي فجر الثورة التحريرية وبين شباب اليوم حيث ذكر الأستاذ خلال هذه المناسبة التلاميذ بجيل نوفمبر الذي دافع عن وطنه ضد المستعمر الفرنسي كما انه وجه رسالة لجيل اليوم مفادها المحافظة على الوطن في ظل المتغيرات على الساحة الدولية والساحة العربية ... فيما كانت المداخلة الثانية للأستاذ قاسم سليمان تتمحور حول مرحلة معينة من الثورة وهي مرحلة ما بعد 1958 تكلم فيها على الوضعية السائدة آنذاك في المنطقة الثانية من الولاية السادسة التاريخية وعن قساوة المنطقة في ظل الحصار المفروض على الناحية خاصة بعد الانقلاب الذي وقع في دار الشيوخ والذي راح ضحيته الكثير من الأبرياء على يد بقايا فلول "بلونيس" بعد القضاء عليه يوم 14 جويلية 1958 كما عرج الأستاذ على دور القادة العسكريين مثل الشهيد "عمر إدريس" والشهيد "نايل علي" في التصدي للقوات الاستعمارية ... بعد الانتهاء من الندوة قامت قسمة المجاهدين بإذاعة الأناشيد الوطنية على مستوى المقر إلى غاية منتصف الليل حيث انه عند حلول ساعة الصفر تم رفع العلم الوطني في مقر قسمة المجاهدين. في صبيحة أول نوفمبر وعلى الساعة الثامنة صباحا تجمع المجاهدون والكشافة الإسلامية والعديد من المواطنين عند مقر قسمة المجاهدين بعدها توجهوا إلى مقبرة الشهداء حيث رفع العلم الوطني وتليت فاتحة الكتاب على أرواح الشهداء من قبل الإمام "محمد الإبراهيمي"... بعد ذلك توجهت الوفود إلى ابتدائية "أول نوفمبر الداخلية 01" حيث عقد لقاء حضرته السلطات المدنية والعسكرية ترأس هذا اللقاء أمين قسمة المجاهدين تحدث فيه عن دور المجاهدين في الثورة التحريرية ووجه بالمناسبة رسالة للجيل الحالي بان يحافظوا على الأمانة الملقاة على عاتق كل جزائري كما انه ذكر بالمنجزات التي تزخر بها بلادنا الجزائر بعد ذلك أعطيت الكلمة للإمام "مصطفى بلخيري" الذي تحدث عن دور العلماء والأئمة في الثورة التحريرية فقد نوه بالدور الكبير الذي لعبوه في الدعوة إلى الجهاد في سبيل الله وفي سبيل الوطن، بعد كلمة الإمام كانت المداخلة للأستاذ الإمام "محمد شاربي" الذي ألقى على مسامع الحضور قصيدة تغنى فيها بحبه للوطن الجزائر ثم توجه الحضور إلى المركب الرياضي بدار الشيوخ الذي أقيم في إحدى قاعاته معرض تاريخي يتضمن العديد من الصور التاريخية حول الثورة التحريرية، كما كان للعديد من الجمعيات الفاعلة على الساحة الثقافية مثل جمعية "الخيمة الثقافية" وجمعية "البركة" نشاطات مختلفة مثل معارض ومسرحيات ... من خلال هذه الندوات رغم الحضور المتواضع للمجاهدين والذي يعتبر واجبا وطنيا في حقهم لكن ذلك لا يشفع لهم في عدم تبليغ الرسالة لأبناءهم لان غيابهم التام في هذه المناسبات يعكس مدى غياب تربيتهم حول مبادئ أول نوفمبر الخالدة وهذا دليل يؤكد على انقطاع التواصل بين جيل الثورة والجيل الحالي أو ما يسمى بجيل العولمة ...