تتواصل معاناة سكان بلدية حاسي بحبح شمال ولاية الجلفة والعابرين بها مع المشاكل التي باتت تنغص اليوميات التي يقضيها سائقو السيارات في طوابير طويلة بغية التزود بالبنزين الذي يعرف ندرة حادة وسط امتعاض شديد من السائقين الذي تعطلت مصالحهم خصوصا سائقي سيارات الأجرة الذين باتوا يستعينون بالصفائح البلاستيكية لتفادي الطابور وأملا في السعي وراء لقمة العيش، حيث أكدت الحركة الجمعوية في بيان لها تسمت "الجلفة إنفو" نسخة منه أنه بالرغم أنّ المدينة تقع في الطريق الوطني رقم 01 الذي يُعد معبرا هاما للكثير من المركبات حيث يعبره آلاف المسافرين بمركباتهم شهرياً إلا أنها لا تحتوي سوى على محطة وقود واحدة تابعة للدولة تم إنشاؤها في سبعينيات القرن الماضي، بالإضافة إلى محطة خاصة وسط المدينة قديمة جدا، موضحين في هذا الشأن أنّ المدينة التي كانت في وقت مضى صغيرة صارت كبيرة وأضحت مفترق عبور ونقطة سير هامة نظرا لما تشهده من توسع عمراني وسكاني، يستوجب حسبهم وضع حد للمعاناة اليومية للسائقين خصوصا، مؤكدين أنه رغم النداءات الكثيرة لحل مشكلاتهم التي تزداد تعقيدا كل يوم إلا أنهم لم يتلقوا إلاّ وعودا لم تتحقق على أرض الواقع، و أوضحوا في ذات السّياق أنّ المحطة الوحيدة المتواجدة بالمدينة أصبحت تكتظ بالطوابير يوميا كما أنها أصبحت عاجزة على تلبية الطلبات وكثيرا ما تحدث أزمة وقود تؤثر على المدينة والمارة بصفة عامة الذين هم بحاجة ضرورية للتزود بالوقود أثناء تنقلهم، مستغربين في الوقت نفسه من تخبط هذه الدائرة الكبيرة والإستراتيجية من هذا المشكل الذي ظل عالقا طويلا دون وجود أية بادرة لحله أو حتى الالتفاتة إليه من طرف الجهات الوصية، بالرغم من التأثير الواضح لأزمة الوقود على هذه المدينة على خلاف ما هو موجود في الدوائر الأخرى بالولاية حتى المعزولة منها التي تتوفر على الأقل على ثلاث محطات تابعة للدولة وللخواص ولا تعاني من الاكتظاظ حسب ما أوضحه ذات البيان... وحسبما أشار إليه الكثير من المواطنين فقد أوضحوا لنا أنّ المنطقة في تزايد مستمر بعد أن ارتفع عدد سكانها و وصل إلى يقارب المائة ألف ساكن وهو ما يعني تضاعف عدد السكان الذين ناشدوا من خلالها الجهات المعنية إنجاز محطات وقود إضافية لفك عزلتهم وتوفير احتياجاتهم من المواد الطاقوية المتمثلة في البنزين والمازوت والزيوت والغاز، و قد وصف المواطنون أنفسهم بالضحايا وأكدوا أن السلطات تتجاهلهم، لذلك قرروا الاستغاثة بوزير الطاقة والمناجم والاستنجاد به قصد التدخل العاجل وإنهاء هاته المأساة، متسائلين بمرارة عن سر غياب المنتخبين بالبرلمان و السلطات الولائية والمجلس الشعبي الولائي، والسلطات المحلية, كما طالبوا في سياق آخر بإنشاء واقيات فوق أجهزة توزيع الوقود لتحسين ظروف عمل أعوان التوزيع بالأخص أثناء سقوط الأمطار الغزيرة والحرارة الشديدة، ومن جهة أخرى عدم تعطيل الخدمات في الظروف المناخية الحرجة، بالإضافة إلى مطالبتهم بتعبيد أرضية المحطة، و كذا توفير الخدمات الجانبية المعتادة من (مرحاض عمومي و مقهى و مطعم،...). لهذا يأمل سكان بلدية حاسي بحبح أن يتحقق مطلبهم هذا بإنشاء محطات وقود إضافية لتغطية العجز الفادح في هذه المادة الضرورية بالمدينة التي تتميز بموقع استراتيجي هام وتعد من كبريات مناطق ولاية الجلفة الرعوية، حيث يتوافد إليها سنويا آلاف الموالين من مختلف الولايات السهبية للبحث عن مواطن الكلأ لقطعانهم، وبيع مواشيهم في السوق الأسبوعية التي تستقطب أسبوعيا ألاف التجار والباعة