عرفت الجزائر تطورا كبيرا في مجال الطرقات ، والتي شملت كل المناطق بدون استثناء، وهذه النقلة النوعية غيرت من وجه الجزائر، وخففت من المشاكل التي كان يعاني منها مستعملي الطرق ، وخاصة أصحاب المسافات الطويلة . وهذه الإنجازات التي لا ينكرها إلا جاحد، رافقتها بعض السلبيات ، وهي انعدام الدراسة الجيدة قبل انجاز المشاريع ، وبالتالي تتضاعف الخسائر، البشرية والمادية ، وما نشهده في بعض الولايات ومنها ولاية الجلفة، من إعادة تقوية ، وترميم لبعض المشاريع التي أنجزت حديثا، إلا مثالا على ذلك ، وخاصة على مستوى الطريق الوطني رقم 1. ومن بين السلبيات والكوارث ، هي إقامة القوالب الإسمنتية الفاصلة بين الطريق المزدوج ، وهذه أكبر كارثة، فقد أصبحت تعيق سيلان مياه الأمطار، وبالتالي مازالت تشكل خطرا على السائقين، نتيجة اصطدامهم ببحيرات من المياه الراكدة. من جانب آخر، فإن القوالب الإسمنتية قد ألحقت ضررا كبيرا بالتنوع البيئي، وعلى رأسها الحيوانات والزواحف التي تساهم في المحافظة على الطبيعة، وهي الآن في طريقها إلى الانقراض، بسبب ما يلحقها يوميا من ضرر، حيث أنه عند عبورها للطريق من جانب إلى آخر، تصطدم بالحواجز فتعود مباشرة ، وعندها تدهسها السيارات ، وكثيرا ما تتسبب في حوادث مميتة لسائقين أرادوا تجنبها، والحوادث كثيرا ما تحصل في الليل عند ما تخرج للرعي والبحث عن الكلاء، فتلاقي الموت المحتوم ، بسبب القوالب، وانعكاس أضواء السيارات، ولكم أن تتخيلوا الحوادث. حسب ما سمعته في السابق ، فإن تلك الآلات إلي تصنع الحواجز الإسمنتية ، كانت صفقة مربحة لشركة خاصة، تحصلت على أغلب المشاريع ، وأعتقد أنها من بين أسباب قضية الفساد التي عرفتها ، وزارة الأشغال العمومية تكلمت عنها الصحف لأيام ، حيث أسقطت مسؤولين مركزيين، وتوبعوا قضائيا. فهل سيكون تدخلكما قريبا، يا وزيري الأشغال العمومية والبيئة ؟؟ لتوقيف العمل بهذه النوع من الأشغال التي تتسبب في كوارث ، فلا هي موجودة في الدول الأفريقية المتخلفة ، ولا في الدول الأمريكية ، ولا حتى في الدول الاسكندينافية . إنه نداء عاجل للتدخل العاجل، حفاظا على ما تبقى من سلامة البشر، والحيوانات والبيئة ؟؟