استيقظ صبيحة أمس سكان تجزئة 210 الكائنة بحي بوعافية ببلدية حاسي بحبح على وقع جريمة شنعاء في حق البيئة ، حيث أقدم قريب أحد المترشحين للمحليات المقبلة عن حزب جبهة التحرير الوطني بقطع 08 شجرات فتية من أصل ما يقارب أو يفوق 70 شجرة تحتضنهم ساحة عامة تتوسط السكنات المجاورة لها ، وكانت الجريمة ستكون أكبر لولا تدخل بعض الجيران ممن كانوا متواجدين ساعة وقوع الجريمة . حيث أكد بعضهم أن الجاني قد استغل غياب أغلب القاطنين بمحاذاة الساحة التي كانت قبل هذه الفاجعة البيئية حديقة تسر الناظرين ليرتكب فعلته ، وحين سؤالنا عن السبب قال أحد المواطنين أن الجاني ومن ساعده معروفين في المدينة وأن الموضوع في أصله ناجم عن إدعاء الجاني ملكيته للقطعة التي كان السكان منذ سنة 2000 يطالبون بترسيمها مساحة عمومية خضراء للفائدة العمومية ، بينما تحدث مواطن آخر بكثير من الحسرة على الشجرات التي ذهبت ضحية جرم بيئي من الدرجة الأولى عن أن القطعة في الأصل جزء من التجزئة 210 يتضمن مخططها وجود صيدلية في مكان الساحة اليوم . وأضاف المتحدث ذاته أنهم يشجبون هذا الجرم الشنيع مثلما يشجبون الصمت الرسمي إزاء الواقعة ، وفي الوقت ذاته فإن مسألة ملكية القطعية ملف لازال منذ سنوات بين أروقة العدالة وهي صاحبة كلمة الفصل فيه متحديا المدعي أن يقدم أوراقا ثبوتية قانونية تؤكد مزاعمه . وما يحز في نفوس المواطنين الذين التقتهم " الجلفة إنفو " هو ذلك المنظر المحزن للشجرات المقطوعة معتبرين الفاعل تقصد قطعها عن سبق إصرار وترصد، وذكر متحدث عنهم أن الفاعل جاء رفقة عدد من الأشخاص وقام بفعلته جهارا نهارا فيما تم إبلاغ أجهزة الأمن التي حضرت – حسب المتحدث إلى عين المكان واستمعت الى شهود عيان كما تم إبلاغ قطاع الغابات والبلدية بالحادثة، إلا ان هذه الأخيرة لم تحرك حسبه ساكنا ، ويضيف متحدث آخر أن مرتكب هذه الجريمة في حق البيئة كثيرا ما كان يهدد سكان الحي ويتوعدهم بنفوذه في دواليب السلطة ليأتي في هذا اليوم مستغلا ظروف الحملة الإنتخابية ويخرب حديقة أنجزها سكان الحي لتكون متنزها لهم ولأولادهم ، بينما لاحظت " الجلفة إنفو " حالة الذهول والدهشة بادية على وجه كل من كان في المكان أو مر به جراء المنظر الرهيب للأشجار وهي تكابد لحظاتها الأخيرة في الحياة . يذكر أن قاطني الحي خصوصا الساكنين بالقرب من المساحة الخضراء المعنية قد أوفدوا محضرا قضائيا حضرت " الجلفة إنفو " معاينته لأثار التخريب الذي طالها نتيجة قطع بعض أشجارها وسط استنكار واسع من المواطنين لهذه الجريمة رافعين مطالبهم إلى كل السلطات المعنية بضرورة اتخاذ الإجراءات الردعية القانونية ضد الجناة كي يكونوا عبرة لمن تسول نفسه الإقدام على التنكيل بأجمل مظاهر الطبيعة والبيئة .