منذ ما يقرب من شهر سجل الجمهور المطلع في الجزائر وغيرها، عن وسائل الإعلام المرئية، المكتوبة والإلكترونية وخاصة "الجلفة إنفو" وبشكل إستثنائي متتبعي تطورات قطاع التربية والتعليم المسلسل "الدراماتيكي" الذي يتعلق بتعيين مدير التربية لولايتنا. الشيء الذي جعل المهتمين في دوامة، وكنت من الذين اهتموا بالوضع وحضرت الاجتماع الذي نظمه نواب البرلمان بغرفتيه مع تنسيقية نقابات التربية و رئيس فدرالية أولياء التلاميذ في مكتب رئيس المجلس الشعبي الولائي السابق لكي يطلعوا ويفهموا القضية، و وقفت في التجمع الاحتجاجي أمام مقر مديرية التربية والتعليم، وحتى هاته الساعة أرى أن المطلب الذي جاءت به النقابات والذي أعتمده النواب الذين كان عددهم 12، ( بالمناسبة أحييهم وأشكرهم على تحقيق هدفين بالحجم الكبير) هو مطلب مشروع. وقد أستقبل وزير التربية بطلب منهم أربع ممثلين عن بقية نواب الولاية، يوم السبت 01/12/2012 بمقر الوزارة رفقة رئيس فدرالية أولياء التلاميذ ، وأستغرقت المقابلة أكثر من ثلاث ساعات، و لم يرفض حينها عضو الحكومة أي من البنود التي جاؤا بها، خاصة منها تعيين مدير جديد ذو كفاءة وخبرة ناجحة وطويلة... هذا ما صرح به أحد النواب. أين مصلحة الأطفال ؟ الإضراب يضر ويعيق التلاميذ كما أودعوا له ملفا ثقيلا يحتوي على مطالب كانت ولازالت مديرية التربية والتعليم بولايتنا في حاجة ماسة وكبيرة إليهم (أهمها ألف منصب شغل). إلا أنه وبعد المضاربات وردود الأفعال المعاكسة، بما فيه موقف مجموعة من أبناء الشهداء بحجة أن المدير الذي يثير التساؤلات حوله هو "إبن شهيد". كما حل بالجلفة يوم الأحد 09/12/2012 السيد الأمين العام للوزارة ، في مهمة تنصيب المدير الجديد. وفي يوم الأربعاء 12/12/2012 تم إدخال المدير الجديد " امحمد معاوية" لمقر مديرية التربية باستعمال القوة العمومية . وكأن الضمانات والتطمينات التي أبلغنا بها السادة النواب بعد لقائهم مع السيد وزير التربية الوطنية أصبحت في خبر كان، وأن الزوبعة التي دامت أكثر من 20 يوما انتهت لصالح الفئة التي تؤيد التمسك بتنصيب الوافد، وعلى حساب كل الأطراف الأخرى، أو بمعنى بسيط أنه : 1- إذا كان الطرح الذي تقدمت به تنسيقية نقابات التربية للرأي العام و اعتمدوه و تمسك به السيدات و السادة النواب، وأولياء التلاميذ، صادق وصحيح فأين نحن من الديمقراطية وسيادة الشعب حول المصالح الحيوية للمجتمع. وأين الذين يدعون وجود هذه المكاسب الأساسية والسيادية، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالمستقبل العلمي والتربوي للأجيال القادمة. 2- إذا بنينا مفهومنا عن الوجه الذي تقدم به كل من كتبوا وقذفوا وشتموا وشككوا في مصداقية النقابيين ، لم نجد في كل التدخلات ما يثبت عكس ماقاله الطرف الأول كما لم تتقدم بصورة تزكي بها عن "علم ودراية " السيد أمحمد معاوية. بل من قراءتي لجل التدخلات، فهمت أن المشكلة بين أهل الديار، ولم يذكر المدير الوافد إلا باقتضاب. نقرأ على بعض المعلمين، خشيتهم البالغة عن تعثر هيبة الدولة في ولايتنا، ثم نقرأ لبعض الأمناء، أن العيب فينا كمجتمع، فيما أحدهم كتب أن البداوة طاغية علينا ويعني بها أننا متخلفون حضاريا. هنا أتصور السيناريو الذي تقوده مجموعتين : المجموعة الأولى : هي من سلك التعليم ولأسباب خاصة و متجذرة من زمان، جاءتهم الفرصة لكي يشفوا غليلهم. وكل ما كتبوه هو من أجل ضرب النقابيين في العمق من جهة ومن جهة أخرى نصبوا أنفسهم وكلاء على أهل القطاع، يعرضون أنفسهم كبديل أمام الحاكم. أين مصلحة الأطفال ؟ الإضراب يضر ويعيق التلاميذ المجموعة الثانية : أضنها تتكون من فئتين، الأولى الناقمين على أهل القطاع لأسباب شتى، قد تكون تتعلق بالتوظيف أو بتحويل أو إنقاذ لتلاميذ من الرسوب مثلا... يكتبون بأسماء مستعارة ناصحين للأولياء في ما يتعلق بمستقبل أولادهم متهمين كل عمال مديرية التربية بالفساد والتعفن ويمثلونهم بالسرطان الناحر في الجسم التربوي، ولا يهمهم هذا الوافد أو غيره. أما الفئة الثانية فهي لأسباب أو لأخرى مؤيدة لتعيين السيد "أمحمد معاوية" ، وهي على ما أضن لا يتجاوز عددها أربعة أو خمسة أشخاص ومن بينهم من ليست له أي علاقة بالولاية إلا كونه موظف بها. وهم كل مرة ينتحلون شخصية جديدة، يشتم من تدخلاتهم رائحة التخويف، وكأن الدولة تكاد أن تضيع من هيبتها عندما تتراجع الوزارة عن قرارها. والتحذير موجه للجميع بمعنى للوزارة وللنواب ومن خلفهم . مع العلم أن المدير الجديد لم يسبق له أن تقلد مثل هذا المنصب، إلا أنهم يثنون عليه ليبعثوا الطمأنينة في قلوب الأولياء . احذروا فاكبر الملاحظين هم الأطفال ... الم يعرف أبطال الرواية أن كل صباح يخرج من كل بيت في مدن وقرى الولاية طفل يتوجه إلى المدرسة وأهله يأملون له بمستقبل زاهر علمي وتربوي؟. ثم ماذا طلب النقابيون والنواب وأولياء التلاميذ ؟ ... "مسؤول يتمتع بخبرة وله رصيد كبير"... هذا هو الذي دفعني اليوم إلى مخاطبة أولياء التلاميذ راجيا منهم أن يلتفتوا وأن يلتفوا في القريب العاجل وراء مصلحة التلاميذ والتلاميذ فقط،. أين مصلحة الأطفال ؟ الإضراب يضر ويعيق التلاميذ نجد قوما في ولايتنا لهم خصوصيات تنعكس على كثير من واقعنا وحياتنا بكل أبعادها، وهم الفئة التي تتصدر الأحداث في كل الظروف وفي كل المجالات. ونعرف عن بعضهم أيام الإمبراطورية التي حكمتنا من خريف 2004 إلى خريف 2010. فمنهم من يتصدى لكل من يسمح لنفسه أن تسول له بذكر جانب سلبي لمسؤول، واكبر دليل على ذلك كارثة نتائج باكالوريا 2007 التي كانت مبيّتة، وكان وراءها مدير التربية وكذالك المسؤول الأول على الولاية آنذاك، و الكل يتذكر الطوفان الذي سببه لنا حراس المعبد. ذلك ما يجعل النقاش الاجتماعي الذي يجري اليوم بين هؤلاء وهؤلاء "كوميدي و سخيف" و لا يخدم المصلحة العليا للأطفال. ثم لماذا تبنى وتشيّد المدارس؟. ولماذا وجود المعلمين والأساتذة إذا لم يكونوا لفائدة تربية وتكوين الطفل، فالطفل أولا وآخرا... ولنبذل قصارى جهودنا لحماية مصالح هذا الكنز الذي هو التلميذ ، ولنترك لممثلي الشعب (السيدات والسادة النواب ) يلعبون الدور الذي هم جديرين به. أين مصلحة الأطفال ؟ الإضراب يضر ويعيق التلاميذ على العموم أطلب من كل الذين يهمهم وضع التربية والتعليم في ولاية الجلفة و أين تكمن مسؤولية وزارة التربية والتعليم، أن يزوروا الروابط التالية : حقائق مغيبة تكشف لأول مرة حول ملف التربية بولاية الجلفة : الجزء الأول و الثاني... (*) أحمد مومن : ولي تلميذ