سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
روبورتاج. الطريق الوطني رقم 40 ب: غبار، حجارة، أتربة ... وورشات مفتوحة منذ سنتين مديرية الأشغال العمومية بالجلفة "تعذّب الجزائريين" و تضع وعودها في المزاد !!
مازال الطريق الوطني رقم 40 ب، في جزئه الرابط بين سيدي لعجال وعين وسارة، يشكّل هاجسا يوميّا لمستعمليه بسبب طول الورشات المفتوحة على مستواه للسنة الثانية على التوالي وكذا غموض تاريخ تسليمه كاملا ... حيث يبدو أن شهري نوفمبر وديسمبر غير كافيين للإنتهاء من هذا المشروع-المحنة رغم أن المدير السابق للأشغال العمومية كان قد وعد بتسليمه خلال سنة 2013. "الجلفة إنفو" عاينت هذا الطريق الذي يعتبر محورا هاما يربط بين ولايات الهضاب العليا والمدن الداخلية ويستخدمه كافة الجزائريين خلال تنقلاتهم من الشرق الى الغرب. والطريق الوطني رقم 40 يمرّ عبر حاسي فدول باتجاه الشهبونية - بوقزول، في حين الطريق الوطني رقم 40 ب يبدأ من مدينة حاسي فدول مرورا بسيدي لعجال وعين وسارة. رقم قياسي في بطء الإنجاز ... جسر صغير لم تنته به الأشغال منذ 08 أشهر بمجرّد الخروج من مدينة سيدي لعجال، شمال غرب عاصمة ولاية الجلفة، فان مسلسل المعاناة سوف يبدأ غير بعيد عن هذه المدينة التي تبعد عن بلدية عين وسارة بحوالي 35 كلم. ومن خلال الملاحظة الميدانية، فان أول ما سيلفت انتباه مستخدمي هذا الطريق، باتجاه عين وسارة، هو الجسر الصغير الأول الذي مازال لم يتم تزفيته الى غاية كتابة هذه الأسطر رغم أن "الجلفة إنفو" كانت قد عاينت نفس الجسر في ماي 2013 والتقطت صورة لورشة انجازه آنذاك. وحسب ما لاحظناه اليوم، فان مشكلة هذا المقطع تكمن في عدم تزفيته على مسافة حوالي 200 متر. وهي ليست بالمسافة التي تعجز الشركة القائمة على أشغال الإنجاز. الجسر الصغير الأول تم بناؤه ومازال ينتظر التزفيت مشروع الجسر الصغير الثاني، يقع على مسافة حوالي 07 كلم شرق مدينة سيدي لعجال وغير بعيد عن الجسر الأول، ويعرف هو الآخر وتيرة أشغال بطيئة قد تصبح كارثة على مستخدمي هذا الطريق اذا أُريد لها أن تكون بنفس وتيرة الجسر الأول الذي استغرق أكثر من 06 أشهر للفراغ منه. وتكمن معاناة السائقين مع هذا الجسر في كونه يجبرهم على الانحراف الى طريق ترابية يفوق طولها 500 متر مع ما يشكله ذلك من خطر الأعطاب على المركبات. 04 انحرافات والسائقون مجبرون على السير في التراب ... لا تتوقف معاناة السائقين عند الجسرين السابقي الذكر، بل انهم سوف يجدون أنفسهم مجبرين على الانحراف نحو طريقين آخرين من التراب بسبب ورشات مفتوحة على مستوى الطريق القديم. ويبدأ الانحراف الثالث على بعد حوالي 10 كلم شرق مدينة سيدي لعجال أين يجد السائق نفسه مجبرا على الخوض في طريق ترابية لا تصلح تماما لسير الراجلين فما بالك بالمركبات. ويبلغ طول هذه الطريق الترابية حوالي 01 كلم. أما الانحراف الرابع، فيبدأ على بعد 15 كلم غرب مدينة عين وسارة بالقرب من أعمدة الكهرباء لخطوط الضغط العالي. حيث يعتبر أكبر ورشة عاينتها اليوم "الجلفة إنفو" ليس بسبب وجود 11 أنبوب عملاق لصرف المياه مرمي على جانبي الطريق وليس لكمية الحجارة والأتربة والغبار المتطاير على مستواه وليس لعدد الآليات والعتاد المركون بالقرب منه... بل لأن هذا المقطع توجد به جبال من "التيف" والكثير من الحفر التي تجبر أصحاب المركبات على السير في طريق ترابية ولمسافة تفوق 02 كلم يستحضر معها المسافرون محنة "عذاب الطريق". تدعيم جانبي الطريق الوطني رقم 40 ب ... مشروع آخر لمشروع لم يكتمل وما زاد في غموض وضبابية مصير الفراغ من الطريق الوطني رقم 40 ب، اضافة الى بطء أشغال الإنجاز، هو أن ذات الطريق، عبر المسافة الرابطة بين مدينتي عين وسارة وسيدي لعجال، مازال بحاجة الى التدعيم عبر ضفتيه بمادة "التيف" الا من بعض النقاط التي تم تغطيتها بالمادة المذكورة. كما أن بعض المقاطع من نفس الطريق تتميز بارتفاعها عن سطح الأرض بمقدار يتجاوز أحيانا 100 سم، ما يفرض على الجهة القائمة على الأشغال تدعيم تلك المقاطع بمصدّات معدنية كونها تقع فوق أودية. الجلفاويون يتّجهون الى وهران عبر البرواقية ومطاعم عين وسارة تخسر زبائنها تسبب بطء اشغال الطريق الوطني رقم 40 ب في معاناة كبيرة للمسافرين عبره. فمن جهة صار أصحاب سيارات الطاكسي لولاية الجلفة، المسافرين نحو وهران، يتجهون رأسا صوب مدينة البرواقية (190 كلم شمال مدينة الجلفة) من أجل الولوج الى مدينة خميس مليانة (ولاية عين الدفلى) ومن ثم الطريق السيار باتجاه مدينة وهران. وهذا كله من أجل تجنب الطريق-المحنة رقم 40 ب وتحمل مسافة اضافية تتجاوز 60 كلم. ونفس الأمر بالنسبة لصحاب شاحنات وزن الثقيل الذين صاروا يتجهون صوب مدينة بوقزول عبر مدينتي حاسي فدول والشهبونية رغم أن ذلك قد يعني لهم مسافة اضافية تعطّل مصالح وتضييع الوقت دون الحديث عن التعب الجسماني لاسيما المتجهين منهم من الشمال الغربي الى الجنوب الشرقي مثل ولايتي واد سوف وبسكرة وكذا مدينة بوسعادة وما يجاورها. وبسبب هذا الوضع خسرت مطاعم مدينة عين وسارة الكثير من زبائنها وصار نشاطها يقتصر فقط على روّاد الطريق الوطني رقم 01 الذي تنافسها فيهم مدن أخرى. كما لا ننسى ان خط سيارات الطاكسي بين مدينتي الجلفة وتيارت مازال معطّلا منذ ما يقارب سنتين بسبب صراع بين سائقين. وعندما سألت "الجلفة إنفو" بعض سائقي سيارات الطاكسي من المدينتين عن وقت اعادة تفعيل الخط، اجابنا سائقون بأنه قد تم حل المشكل و جرى الاتفاق على اعادة فتح الخط ولكن ذلك مرتبط بفتح الطريق الوطني رقم 40 ب. هل ستفي مديرية الأشغال العمومية بالجلفة بوعودها أم ستخلف الوعد؟ بتاريخ 17 آفريل 2013، قام الوالي السابق لولاية الجلفة السيد "أبوبكر بوستة"، بزيارة الى دائرتي عين وسارة و سيدي لعجال، وكان من بين التعليمات التي قدمها للقائمين على المشروع آنذاك أن أمرهم بتسليمه قبل تاريخ 05 جويلية 2013. وقد قامت "الجلفة إنفو" بزيارة الى هذا الطريق بتاريخ 12 ماي 2013 وعاينت تأخر الأشغال و المعاناة التي كان يتكبدها المواطن والشكاوي التي رصدناها من طرف مستعملي ذات المحور الطرقي. وبتاريخ 22 ماي 2013 استضافت ندوة "الجلفة إنفو" السيد محمد أوشان، المدير السابق للأشغال العمومية، وكلا من المهندسين الرئيسيين "سماعين مراد"، رئيس مصلحة الصيانة، والمهندس "بورقدة يحيى" رئيس مصلحة التطوير، حاليا يشغل منصب مدير الأشغال العمومية بالنيابة. وطرحت "الجلفة إنفو" على المسؤولين المذكورين وقتها قضية الطريق الوطني رقم 40 ب. وكان ردّ المسؤولين أن هذا الطريق سوف يتم تسليمه بشكل نهائي قبل نهاية السنة الجارية (2013) ... الا أن المعاينة الميدانية التي قامت بها "الجلفة إنفو" اليوم الجمعة (25 أكتوبر 2013) تحيل الى أن مديرية الأشغال العمومية أمام تحد كبير في الوفاء بالوعد الذي أطلقته بخصوص استلام هذا الطريق قبل نهاية 2013 لا سيما و أنه أمامنا شهران فقط ... نوفمبر وديسمبر ...