في الولاياتالمتحدةالأمريكية ومنذ تأسيس الدولة اقترح "توماس جيفرسون" تجديد الهياكل الحكومية كل 20 سنة، وهو ما حدث فعلا عدة مرات، منها 7 مناسبات هامة: 1. في 1828 تولّى "أندرو جاكسون" الرئاسة تحت شعار: "دع الشعب يحكم"، الذي كان بمثابة التحدي للكونغرس والمحكمة العليا؛ 2. إبان الحرب الأهلية في عهد "أبراهام لينكولن" أين تم تحرير العبيد، فارتفع عدد الموظفين الفيدراليين وظهرت الحاجة إلى التوسع؛ 3. في نهاية القرن 19 أحدث "ثيودور روزفلت" الدور الاقتصادي التنظيمي للحكومة، وسن قوانين السكك وحماية الثروات، ومن بعده تولى "ودرو ويلسون" تطبيق إصلاحاته، التي ظهر فيها جلياً فصل الإدارة عن السياسة؛ 4. في ثلاثينيات القرن المنصرم تصدى " فرانكلين ديلانو روزفلت" للكساد، بإطلاق حملته الانتخابية تحت شعار"دور الحكومة في إنعاش الوطن"، حيث أعاد الثقة في الأنظمة البنكية، وتولى إصلاح العملة الوطنية، مما جعل الشعب الأمريكي يجدد فيه الثقة لأربع عهدات لا كالعهدات؟؟!!...؛ 5. في أواخر السبعينيات وُصف "جيمي كارتر" بالعداء ضد واشنطن، حيث تم التخلي عن ضريبة الملكية في كاليفورنيا وحدثت تطورات مشابهة في ولايات أخرى من الدولة؛ 6. بانتخاب "رونالد ريغن" تحت شعار ""الحكومة ليست حلا لمشكلات الأمة.. بل الحكومة نفسها هي المشكلة..؟؟!!" تم نقل مسؤوليات فيدرالية إلى المحليات، وأطلق حملة تشبيب النظام لا كالتشبيب؟؟!!...؛ 7. بتولى "بيل كلينتون" رفع نائبه "آل غور" شعار: "الاهتمام بالناس أولاً"، وأحدث ثورة ضد البيروقراطية وضد تضخم الفيدراليين وضد ارتفاع الإنفاق، وكانت العملية مثلما وُصفت بحق "وقف الباب الدوار"؟؟!!... على هذا النحو أطلق "أوسبورن وجوبلر Osborne & Goebler " مصطلح "إعادة إختراع الحكومة" Re-inventing على كتابيهما، الذي تهافت الكُتاب على استعماله، حيث تناوله بالدراسة أزيد من 105 كتاباً منها 6 عن الإدارة، وترجم إلى أكثر من 40 لغة إلاّ اللغة العربية؟؟!!... تتلخص أهم مبادئ الفكرة في أنّ: -الحكومة ليست شراً لابد منه، مثلما يعتقد الكثيرون، بل هي ضرورية وهامة وأساسية لكل المجتمعات المتحضرة، وهم يؤمنون بها؛ -العاملين في الحكومة ليسوا هم أساس المشكلة في تدني الخدمات وضعف الأداء، ولكن النظام الإداري هو السبب، والدليل على ذلك نجاح من يفشل فيها في القطاع الخاص؛ -حكومات عصر الصناعة مركزية بيروقراطية متشابهة، لا ترقى إلى مستوى التحديات والمتغيرات التي تواكب عصر المعلومات؛ -المشاكل التي تواجه الحكومة ليست بسبب الفكر الليبرالي التقليدي ولا المحافظ التقليدي ولا بسبب ارتفاع أو انخفاض مستوى الإنفاق، ولكن بسبب ركود الحكومات وعدم تجديدها؛ -نجاح أي حكومة في التطور، مرهون بالهدف الأسمى لها والذي يؤمن به تماماً أعضاؤها، والمتمثل في: العدالة وتكافؤ الفرص ؟؟!!... إنّ هذا الاصطلاح الذي يمثل تعبيراً مثيراً وجريئاً يتناسب وعقلية رجل الشارع الأمريكي في التهكم والإثارة، جعل من أمثال "آل غور" في الولاياتالمتحدة، و"جون ميجور" في بريطانيا، وصناع النهضة في نيوزيلاندا، وتركيا، وماليزيا يؤمنون بنفس الأسس التي يقوم عليها المفهوم، ويحدثون التغيير الواعي في أوطانهم، ويفرضون إستراتيجيات بديلة أحدثت نقلات نوعية في الحياة اليومية لمواطنيهم...