تأسف الشاعر يوسف الباز بلغيث في لقائنا معه من تهميش معلن في حق أدباء لهم تاريخهم الثقافي والإبداعي والفني، ولهم منجزات أدبية وفنية داخل الجزائر وخارجها، واعتبر أن التقليل من هذه المجهودات هو تقليل من الكيان الأدبي للولاية كلها، مبينا أن النخبة فيها يعدون على الأصابع، وكل ذلك نتيجة الإقصاء الذي وصفه الشاعر بالمتعمد من طرف الإدارة الثقافية، التي لم تحتسب -حسبه- إلى الآن القيمة الأدبية الحقيقية للشعراء والكتاب المتميزين، وما تلك التكريمات التي تتناثر هنا وهناك إلا ذرا للرماد في العيون. الغرابةُ أن تجدَ تشريفًا ثقافيّا أو أدبيًّا يتجاوز المدينة والولاية ويرقى باسم الدولة في المحافل الثقافية العربية والعالميّة ولا تجد تقديرا بمستوى هذا الاستحقاق وأكد صاحب التتويجات العربية والدولية أن تشجيع الأدباء الجدد هو واجب إداري وأخلاقي وليس واجبا أدبيا، لأن النقد هو الذي يقف على سفوح النص ويكشف بنيانه.. هذا وقد أكد الشاعر أن النضال الثقافي هو في إنتاج نص هام قادر على احتواء المتلقي ليجد فيه هذا الأخير الجديد الذي يؤكد على تجربة فاعلة وهامة، أما الجانب الإداري فبين أنه يبقى على حاله مادام المسؤول الثقافي بعيد عن فهم النوعية الثقافية من الأسماء، أو النخبة التي يقع عليها واجب تطوير الفضاءات الأدبية، حيث لا يقع ذلك على بعض الأقلام التي لا تراوح مكانها. لعلّ حظَّ الكاتب المبدع في الجزائر أقلُّ قدرًا من حظّ الرّياضيين والمغنّيين، لعدم تقدير الدّولة له، برغم ما يجلب لها من قيمة وتقدير وقال "إنّ الكلام عن الإبداع والمبدعين يكوّر في النفس ألما وحسرةً، يتفاوت من شعب لشعب ومن دولة لأخرى؛ ولعلّ حظَّ الكاتب المبدع في الجزائر أقلُّ قدرًا من حظّ الرّياضيين والمغنّيين، لعدم تقدير الدّولة له، برغم ما يجلب لها من قيمة وتقدير؛ وعندما نقصد الدّولة فإنّنا نوجّه الكاشفَ مباشرةً للهيئات المسؤولة على عضويّته ككاتبٍ داخل إطار منظومتها، أو ضمن حدود مسقط رأسه وعاصمة ولايته كمواطنٍ نوعيّ". وفي سؤالنا عن هذا الأسف الشديد الذي وجدناه عليه قال إن "أشدّ ما يحزّ في نفس الكاتب _ المبدع _ لامبالاةُ السّلطات المحليّة والجمعيات الثقافيّة،المعني بانتسابه لرقعة الأرض التي يعيش فوقها، أو تلك التي تربطه بالبؤرة المركزيّة الثقافيّة لعاصمة الدّولة، وفي الحديث عن التكريمات يستبق الفكرُ أفقَه للحديث ولا أجد حرجًا في أن أسوقَ أيضًا بمرارةٍ أثرَ عطلة النّخبة النّاقدة في عدم إيلاء اهتمامهم بالنّصوص الفائزة نقدًا وتمحيصًا وتقديرًا، في مقابل احتفائها بنصوص واهيةعن تحديد التّناسب بين استحقاق التشريف وقيمة التّكريم؛ وأثرِ الميزان الذي يوافق بينهما.. والغرابةُ أن تجدَ تشريفًا ثقافيّا أو أدبيًّا يتجاوز المدينة والولاية ويرقى باسم الدولة في المحافل الثقافية العربية والعالميّة ولا تجد تقديرا بمستوى هذا الاستحقاق..أليس مِن نكَد الدّنيا على الكاتب الحرِّ أن يُكرَّمَ تكريمًا مهينًا، والمعايِنُ لا يجد توافقًا حقًّا بين تشريفٍ راقٍ وتكريمٍ مذلّ..؟!" وعلى غرار الاستحقاقات، فقد تأسف الشاعر أيضا من جملة التكريمات التي لا تطال اسمه، ولا تطال قدر من كُرّموا سابقا ماديا، وقال إن "من هذا المنطلق _ ومن باب المقارنة والإنصاف _ يحدوني الأرقُ للقول : " إنّ المعادلةَ بينَ المفهومين _ التشريف و التّكريم _ لا تتحقّق بنفس المعايير في ولايات أخرى من وطننا ،فلكم رأينا و عاينّا تكريماتٍ كانت على نفس الصّعيد من التشريف، بل و تفوته أحيانا؛ و الشّاغلُ أن القائمَ على هذه الموازنة مثقّفٌ يقدّر الإبداع و المبدعين و يكيل بمعيار في نفسه يسمّى الجمال". وفي سؤالنا عن دور الإعلام في إعادة الاعتبار للكاتب والمبدع حتى يتسنى للإدارة فهم دورها الحقيقي أكد الشاعر أن "الهيئة الإعلاميّة ( إذاعة / تلفزيون / وكالة أنباء / صحافة / جمعيات ثقافية... ) قد لا تنتبه لحدثٍ أدبيّ أو ثقافيٍّ إن لم يصلها الخبرُ بمكالمةٍ هاتفية شخصيّة من المبدع الفائز نفسِه !! ولا أجد حرجًا في أن أسوقَ أيضًا بمرارةٍ أثرَ عطلة النّخبة النّاقدة في عدم إيلاء اهتمامهم بالنّصوص الفائزة نقدًا وتمحيصًا وتقديرًا، في مقابل احتفائها بنصوص واهية، الاشتغالُ بالتنقيب عن جمالٍ فيها هو اغتصابٌ قهريٌّ لذائقة القارئ الحرّ، وتشويهٌ بيّنٌ للمشهد الثّقافيّ في هذا البلد؛ وفي أحسن الظروف تُتلقَّف بمجاملةٍ مكشوفة.. أو بانتقادٍ فج. وفي هذا الصّدد قد يحسنُ بالكاتب _ المبدع _ أن يبحث عن هواءٍ نقيٍّ يتنفّسه خارجَ ولايته، بعيدًا عن مسقط رأسه، طالبًا اللّجوءَ الثّقافيَّ من قطر آخر في بلاده، يعيش فيه بكرامةٍ وأنفةٍ وتقدير واحترام. أجل؛ إن ألق التكريم لا يكمن في القيمة المادية له فقط، بقدر ما للقيمة الرّمزية والمعنوية والصدق من تأثير في مسار المبدع. ولعل مهاتفة السلطات المعنية للمبدع تهنئةً له أصدق من تكريم مزيّفٍ يلحقه أذًى وخسّة". _ بعض من انجازات الشاعر : _ حاصل على الجائزة الوطنية الثالثة في الشعر/ مسابقة معهد اللغة و الأدب العربي / جامعة الجزائر 1994 . _ حاصل على الجائزة الوطنية الرابعة في شعر المديح – مسابقة وزارة الشؤون الدينية / 1996 . - حاصل على الجائزة الوطنية الأولى في الشعر – الملتقى الوطني الأول للأدب و السياحة /2000 . - حاصل على جائزة الجمهور المصري لأحسن كلمات غنائية بمهرجان الأغنية العربية بالقاهرة 2000. - ممثّل الجزائر بمهرجان الأغنية العربية بالجزائر بقصيدة " سافرتُ طويلا " الجزائر 2007. - بترتيب ال 36 شاعرا في الوطن العربي في مسابقة " شاعر العرب " قناة " المستقلة " بلندن _ 2007. - حاصل على وسام العطاء من منتدى قناديل الفكر و الأدب جمهورية مصر العرب 2014. _حائز على جائزة الإبداع لسنة 2010.لبنانبيروت. - حائز على المركز 1 في مسابقة مجلة " همسة " بالقاهرة في الشعر الحر بقصيدة " لاجئة " 2014. - مدرج بالموسوعة الكبرى للشّعراء العرب / الجزء الأول . الإمارات العربية المتحدة 2009/2010. - حاصل على المرتبة الأولى في مسابقة الخاطرة / سحر البيان 2009 / عناقيد الأدب السعودية. _ ترجمت بعضٌ من نصوصه للفرنسية و الإنجليزية و الإسبانية. _ صدر له : _ " نبضاتُ الاغتراب " منشورات إتحاد الكتاب الجزائريين / 2001. _ " أنفاسٌ تحت القصف " مطبعة الفنون البيانية – الجلفة / الجزائر / 2006 . _ " الهودج " دار أسامة للنشر و التوزيع بالجزائر / 2008. _ " خربشاتٌ على حفريّة حزن"_ دار ماهي للنشر و التوزيع _ الإسكندرية _ مصر 2014 .