تنوعت النشاطات الثقافية الفكرية والدينية بالمركز الثقافي الإسلامي -الشيخ سي عامر محفوظي- بالجلفة خلال شهر رمضان المعظم، حيث قدّم العديد من النشاطات كان من بينها مؤخرا محاضرة للشيخ بن شريط لخضر بعنوان "مقاصد التربية المسجدية ووسائلها"، نوه الشيخ من خلالها لدور المسجد في تربية الأمم، وذكر نماذج رجال نشأتهم وتربيتهم كانت في المساجد، وهذا في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم . ثم تحدث عن الجو الذي يخلقه المسجد للإنسان المداوم على الصلاة فيه لترتقي بذلك أخلاقه ويتنور قلبه بمجالسة ومصاحبة أهل الذكر والعلماء. كما تطرق الإمام الشيخ بن شريط لخضر إلى العديد من النقاط الهامة التي تصب جميعها في أهمية المسجد داخل المجتمع. كما أحيا المركز الثقافي الاسلامي في يوم رمضاني آخر وبالتنسيق مع جمعية أول نوفمبر ومتحف المجاهد ليلة ثقافية واعية بدور رمضان الكريم، كانت المحاضرة بعنوان "رمضان شهر الانتصارات" نشط محاور هذه المحاضرة كل من الحاج لبوخ خليفة الأمين العام لجمعية أول نوفمبر، و الشيخ بن مزوز محمد إمام مسجد حي السعادات، و الدكتور جرذ سالم أستاذ تاريخ بجامعة الجلفة. حيث تمت إقامة معرض تمثل في لوحات لبعض الشهداء من منطقة الجلفة وعرض كتب حول تاريخ الثورة الجزائرية وأفلام ثورية مثل معركة الجزائر ومعركة 48 ساعةوغيرهما وقد تحدث الشيخ بن مزوز محمد خلال محاضرته عن مناسبتين عظيمتين وهما غزوة بدر الكبرى وفتح مكة، وأكد على أن رمضان الكريم هو شهر الانتصارات جمع الله فيه كل خير وثقة للمسلين في رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث حقق فيهم ألفة جعلت المسلمين على كلمة واحدة، أما الدكتور جرذ سالم فقد ذكر بعض الأحداث التي عجلت في استقلال الجزائر وانتصار الثورة برغم الإغراءات التي قدمها الاستدمار الفرنسي للجزائريين للتنازل عن حقهم في الحرية، ولكن عزم الجزائريين والمجاهدين جعل الحكومة الفرنسية تتكبد الخسارة تلوى الأخرى وجعلوا المجرم ديغول يقول "آن الأوان أن أنقذ فرنسا من الجزائريين". هذا وفي ختام هذه الندوة كرمت جمعية أول نوفمبر كلا من الشيخ بن مزوز محمد والدكتور جرذ سالم، كما قدمت الجمعية بعضا من إصداراتها هدية للمركز الثقافي الإسلامي، عرفانا بمجهود المركز ودوره الثقافي. من جهة أخرى واستمرار للفعاليات الثقافية المستمر فقد قدم المركز الثقافي الاسلامي - الشيخ سي عامر محفوظي- يوم الأربعاء 21 رمضان ندوة حول أعلام المنطقة نشطها كل من الأستاذ بونوة احمد بن محمد ، والدكتور نوري عبد الرحمان، حيث استعرض الأستاذ بونوة أحمد دور العلماء في حياة الأمة وفضل أهل العلم الذين رفعهم الله وذكرهم في عدد من الايات القرآنية، كما تكلم عن بعض الزوايا التي تنشط في تحفيظ كتاب الله بالإضافة إلى تعليم علوم الدين، ثم تطرق إلى ذكر بعض باقة من العلماء التي تزخر بها ولاية الجلفةوالجزائر على وجه العموم، كما تأسف الأستاذ على عدم توثيق حياة هؤلاء العلماء والكتابة عنهم وعن فتاواهم وأرجع ذلك إلى الإهمال واللامبالاة من الطبقة المثقفة وغياب الغيرة على علماء المنطقة أما الأستاذ نوري عبد الرحمان فقد ذكر من جهته شخصية بارزة من علماء المنطقة وهو الشيخ سي احمد الصغير بن الصادق فأسهب في مآثر الشيخ الذي جعل بيته مكملا للمسجد وقد كان عالما ومتفتحا. حيث قدّم علوم الدين بطرقة سهلة وبسيطة بساطة عيشه . كما كان الشيخ يستغل المناسبات من أفراح وأقراح للتحدث في مسائل الدين والتوجيه الصحيح والنصح وإصلاح ذات البين . وشارك الاستاذ قرود احمد بكلمة موجزة عن حياة ومآثر الشيخ عبد القادر بن إبراهيم المسعدي كما تحدث الحاج الزين بوشنافة عن طرائف بعض المشايخ وحياتهم التي كانت بسيطة ومفعمة بالنشاط رغم الفقر وبذل الجهد من أجل تعليم القرآن وأمور الدين لتتختتم الندوة باقتراحات من طرف الحضور. وقد اختتم المركز الثقافي الإسلامي أمسية يوم الأحد 25 رمضان سلسلة النشاطات الثقافية التي سطرها لهذا الشهر الكريم بسهرة إنشادية قدمتها فرقة الأقصى حيث أمتعت الجمهور بوصلات رائعة تنوعت بين الأناشيد الفلسطينية والموال المحلي . وقد تجاوب الحاضرون مع جميع الوصلات، وأكد لنا رئيس مصلحة النشاط الثقافي مولود نمس أن هذا البرنامج تنوع في هذا الشهر الكريم بما يتناسب وطبيعة التوجه الديني الثقافي للمركز الإسلامي، وشكر جهود كل الأساتذة والجمعيات والمتابعين الفاعلين والمخلصين الذين ساهموا في إنجاح هذه الفعاليات الرمضانية ولو بالكلمة الطيبة.