أصدر مؤخرا الشاعر أحمد رحمون مجموعته الشعرية الأولى "فوق منحدر الظن" عن دار الاختلاف التي رحبت بمنتوج هذا الشاعر الذي يحاول أن يقدم نصا يطرح عدة أسئلة تبحث عن الإنسان والزمان والمكان، وكل العلاقات التي تربط بينهما، وتعتبر هذه المجموعة الشعرية هويته الفعلية للدخول إلى عالم الكلمة من بابه الواسع، وقد ساهمت في نشر هذا الكتاب مكتبة المطالعة العمومية "جمال الدين بن سعد" حيث أكد مدير المكتبة السيد صخري عبد الكريم على أن المكتبة تسعى جاهدة في دعم الكتاب الأدبي حسب إمكانات المؤسسة، كما صرّح بأنه سوف يساهم في إصدار أعمال أخرى خاصة بعد نجاح الطبعة الثانية للملتقى الوطني "القراءة والطفل"، وقال إن الشاعر أحمد رحمون يمتلك حسا شعريا مرهفا ويعزف على أوتار قصائده ألحانا مختلفة تؤكد أن في ولاية الجلفة مبدعين يتنفسون الإبداع ويعملون بجد وإخلاص، كما يعمل على نص يمزج فيه عدة أجواء وطنية وإبداعية فنية ووجدانية واجتماعية، فيها عمق إنساني وجمالي ودلالي متنوع. يقول الشاعر أحمد رحمون في قصيدة بعنوان "بريء من اللون": من غيومٍ يجيء الندى و المدى و يفيق الشجر فتورق بالصّخر من عدمٍ نبتةٌ للضجر ينبغي أن نراوغ ... صباحٌ قويٌ واضح كالظلام يتأمل هذا العدم يا غيمُ هل شجرُ الورد ، ألوانه هي من مائك الواحد مطرٌ بريء من اللون يشعله الرّعد يلهب هذا الشجر شجرٌ يلهب الوقت رمادٌ يحدّث كنتُ يزرعُ الشك هذا الكلام..! هذا ويعتبر الشاعر أحمد رحمون من الأسماء الإبداعية الهامة في ولاية الجلفة التي تحمل راية الإبداع والنشاط الثقافي، حيث يساهم في تفعيل عدة نشاطات ثقافية محلية وله متابعة جيدة لنشاطات وأعمال المؤسسات الثقافية سواء تلك التي تتابعها دار الثقافة "ابن رشد"، او المكتبة ومديرية الثقافة أو المسرح الجهوي، بالإضافة إلى مشاركته الفاعلة في عدة ملفات تعالج قضايا النشاط الثقافي في ولاية الجلفة يقدم من خلالها دفعا للمسؤولين في المجال الثقافي لتحريك النشاط الثقافي وتنميته في الولاية، حيث أصبحت الثقافة مؤخرا شبه نائمة لولا بعض النشاطات الثقافية هنا وهناك التي تحاول أن تحفظ ماء الوجه، حيث مازال الكثير يطالب بحركة مختلفة وبتفعيل تنوع يوازي تطلعات النخبة الثقافية والمهتمين بهذا المجال.