قدم المركز الثقافي الإسلامي "العلامة سي عامر محفوظي" خلال هذا الشهر مجموعة هامة من النشاطات الثقافية والعلمية والأدبية المتنوعة، حيث أقام عدة معارض في مناسبات مختلفة، كما ساهم بتقديم محاضرات متعددة تهتم بنشر الثقافة الوطنية والدينية والأدبية حسب برنامج مسطر لهذا الغرض، وقد عمل المركز الثقافي الإسلامي على تنويع هذه النشاطات من أجل استقطاب شرائح مختلفة يواصل من خلالها تنمية الحركة الثقافية في ولاية الجلفة، حيث قدم معرضا هاما للدراسات الفكرية والسياسية والتاريخية المحلية والوطنية، بالإضافة إلى إصدارات في الإبداع الثقافي والأدبي ومختلف البحوث التي تساهم في تدوين التاريخ المحلي للمنطقة، هذا المعرض الذي جاء ليفتح الأبواب أمام الطلبة والباحثين للتعرف عن مختلف الإصدارات التي يمكن أن تفيد حقولهم العلمية. كما عمل المركز على عرض فيلم تاريخي يتمحور حول شخصية مصطفى بن بولعيد الذي تابع أحداثه العديد من الطلبة والمهتمين عابرا بذلك إلى مرحلة هامة في تاريخ الجزائر النضالي من خلال هذه الشخصية التي لها دور فاعل في تجسيد مفاهيم الثورة وزرع رغبة التحرر من كل قيود الاستعمار التي أحاطت بوجدان الشعب الجزائري آنذاك، كما عمل مع رفاقه على إيضاح فكرة الثورة المسلحة التي قاد فيها منطقة الأوراس عام 1954م، ويوضح هذا الفيلم معالم تلك الشخصية التي بادرت بجلب السلاح إلى الجزائر من أجل تجسيد الفكر الثوري وإنتاج ثورة لها وزنها الدولي كما لها عمقها الوجداني الذي يوضح بدوره عمق الألم جراء الظلم المتكرر ويبين صراحة الوعي الكامن في ضرورة الخروج من تلك السيطرة القاسية التي عملت طويلا على هدم الشخصية الجزائرية، كما يصور الفيلم مختلف الأحداث التي رافقت هذه الشخصية من الاعتقال والهرب إلى قيادة الثورة. من جهة أخرى فقد بادر المركز الثقافي الإسلامي "العلامة سي عامر محفوظي" بعدة نشاطات ثقافية مختلفة على غرار محاضرات للأستاذ فكرون عبد القادر والأستاذ بن لبيض محمد حول أبرز الأحداث التي كانت سببا في خروج الشعب الجزائري لمظاهرات ديسمبر 1960 كما تحدثا عن بعض الأحداث التاريخية التي وقعت في ولاية الجلفة، بالإضافة إلى ذلك كله نشط المركز أمسيات شعرية لعدد من شعراء الولاية كالشاعر أحمد رحمون، والشاعر جمال رقاب وغيرهما.