نوه الوزير الأول احمد اويحيى بالصحافة الجزائرية التي قطعت أشواطا معتبرة كاشفة عن دور الشريك الكامل في بناء جزائر أخرى متفتحة على روح التغيير والحداثة دون التخلي عن أصالتها وانتمائها وهويتها. وأكد اويحيى هذا الطرح في كلمة قراها نيابة عنه الناطق الرسمي للتجمع الوطني الديمقراطي ميلود شرفي في ندوة نظمها الارندي أمس بفندق السفير بمناسبة اليوم العالمي للصحافة أن الإعلام الجزائري بمختلف مشاربه وتوجهاته أعطى الدرس للمشككين في بناء جزائر التجديد الذين يعيشون على الأزمة ويتاجرون بها ويناورون من اجل بقاء الوطن أسير الانتقالية الدائمة. واظهر لهم بالملموس كيف تبنى الجزائر الأخرى التي تنتصر على الصعاب ولا تعترف بالمستحيل. واتخاذ من الهفوات قوة انطلاق إلى الأمام في تجاوز التعقيدات بروح التبصر والنظرة إلى الأفق البعيدة والقريبة اعتمادا على كل الجزائريين وإشراكهم في البناء الديمقراطي الذي تلعب فيه المؤسسات دورا كاملا غير منقوص. منها الصحافة مضرب المثل في حمل هموم جزائر التعددية والدفاع عنها بلا كلل وملل. وظلت على مدى عشرية تدافع عن جزائر المؤسسات الجمهورية ولم تتخل قيد أنملة عن خط التعددية الذي دافعت من اجله الكثير وضحت بأغلى الأبناء والآباء مدركة أن الحرية تعلو فوق الحسابات. وان حرية التعبير التي تحتل حلقة مركزية في مهنة المتاعب التي انتزعت بالقوة ولم تمنح على طبق من ذهب هي أقدس من أن تساوم ويتنازل عنها. وذكر اويحيى في كلمته بالندوة التي نظمها الارندي حول »مسيرة الإعلام في رحاب التعددية« التي حضرتها وجوه سياسية ونقابية وبرلمانية وإعلامية كرمت في يوم حرية الصحافة، كيف تولت العناوين المتعددة مهمة الدفاع عن جزائر التعددية خلال العشرية الحمراء بمواجهة مشروع تغريبي حاول الإرهاب فرضه بالقوة ساعيين إلى إدخال البلد إلى فتنة لا مخرج منها. وكيف تمادت العناوين في إيصال صورة الجزائر الحقة غير المشوهة إلى الخارج في ومن الحصار غير المعلن عنا. وكيف واجهت الحملة المسعورة التي يروجها جزائريون من الفضائيات بالتشكيك في كل شيء ينجز بجزائر التجديد والتقويم عبر تسريب المقولة المشئومة »من يقتل من ؟« واستبدالها بلا روح ضمير »بمن يتصالح مع من؟« كسرت الصحافة الجزائرية هذه الأقاويل المعوجة وأعادت للمعادلة الوطنية توازنها المختل. وصارت مضرب المثل في الدفاع عن التعددية كاسبة الثقة والمرجعية. وهي تعزز نفسها اكبر بالتشريعات التي تحضر من اجل إعطاء الاعتبار للصحفي وحمايته ومرافقته في تأدية المهمة بروح المسؤولية ونقاء الضمير وأخلاقية المهنة. وتوقف عندها عبد النور بوخمخم الأمين العام للفيدرالية الوطنية للصحافيين الجزائريين بالتأكيد الصريح على تجاوز قانون العقوبات الذي يجعل كل خطأ إعلامي جريمة في حق الصحفي يزج به في الحبس. وانتقد بوخمخم هذا الوضع بالقول انه آن الأوان ليس لاصطياد أخطاء الصحفي وإنزال عليه أقصى العقوبات وأشدها، لكن بمرافقته في تطوير المهنة عبر آليات تنظيمية تمنح لها القوة والاستقامة أكثر من النظر إليه كخارج القانون ويشكل خطر. ونوه كمال عمارني الأمين العام للنقابة الوطنية للصحافيين في كلمة قرانها نيابة عنه زكرياء شعبان بالمكاسب المحققة في ضوء حرية الصحافة وتعدديتها. وطالب بالمزيد من العمل في سبيل وجود صحافة حرة لا تخضع للضغوط والمزايدات والاملاءات. لان هذه الصحافة هي التي يتوقف عليها الصرح الديمقراطي الذي جعلت منه الجزائر أولوية واستعجالا. وكان التساؤل المحير في الندوة التي قدمت فيها مداخلات عن المرأة في الإعلام، وحرية الصحافة والتعددية كيف السبيل لبناء ديمقراطية في غياب حرية التعبير واتخاذ من القلم سلاحا لمحاربة الفساد والانحرافات ليس من زاوية الانتقام أو صب الزيت على النار بل للمساهمة في بناء جزائر الجميع ، جزائر التعددية التي تفتح أحضانها لأبنائها للتعايش عبر قاعدة الرأي والرأي النقيض بلا مزايدة وضغينة وما يشابه ذلك من ممارسات وسلوكيات لا زلنا نعيش تداعياتها بمرارة.