أكّد رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الصحة والسكان لولاية وهران، أنّ الأدوية المضادة لفيروس السيدا أو الإيدز متوفّرة 100% وتقدّم مجانا للمرضى، بمن فيهم اللاجئون والجاليات الأجنبية في مختلف أنحاء الجزائر، موضّحا أنه وفقا للقانون، فإنّ الفحوصات تتم في غاية السرية، دون إجبار المعنيين على التصريح بالاسم أو الإقامة أو الجنسية. وذكر الدكتور يوسف بخاري، أنّ المريض الواحد الحامل للفيروس يكلف خزينة الدولة أكثر من 180 سنتيم سنويا، منوّها في الوقت نفسه بأهمية الحملات التحسيسية للكشف المبكّر عن مرض الإيدز - نقص المناعة- والتي تتواصل بعاصمة الغرب الجزائري، حسب ما كشف عنه الدكتور يوسف بخاري الأربعاء المنصرم، ضمن خطة متكاملة، تستهدف أساسا المراهقين والأطفال. وتمس هذه العملية المتزامنة مع يوم الأيدز العالمي العديد من المؤسسات التربوية والجامعات ومراكز التكوين المهني، مع التركيز على الفضاءات العمومية، على غرار ساحة النصر ونهج العقيد أحمد بن عبد الرزاق «روكس» وساحة الأمير خالد بالطورو، بغية التحسيس والوقاية من مرض السيدا الذي شهد ارتفاعا خطيرا خلال السنة الجارية 2017. وهو ما جعل محدّثنا يدق ناقوس الخطر، بعد أن أشار إلى ارتفاع مضاعف في عدد المصابين التابعين في إقامتهم إلى وهران من 36 حالة في السنة إلى 145 حالة، من بينها 8 أطفال حديثي الولادة، وذلك خلال الفترة من 1 جانفي إلى 31 أكتوبر الماضي، فيما قدّر عدد الإصابات على مستوى مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى وهران الجامعي ب584 شخصا، من بينهم 64 طفلا، ينتمون إلى 14 ولاية بالجهة الغربية والجنوبية الغربية. صِلة بذلك، بلغ عدد النساء المصابات بفيروس نقص المناعة 77 امرأة، أي بنسبة 50%، من بين مجموع الحالات المصرّح بها بوهران، خلال الفترة المشار إليها سابقا، فيما تحتل العلاقات الجنسية 99٪ من مسبّبات المرض، وتأتي من بعدها الاستعمال المشترك لبعض المعدّات الحسّاسة كشفرات الحلاقة وكذلك عن طريق الحقن بالنّسبة لمتعاطي المخدّرات، ناهيك عن الوسائل الطبّية غير المعقّمة. وقال محدّثنا إن هذه الإحصائية لا تعكس العدد الحقيقي للمصابين، مبيّنا أن العدد يتجاوز بكثير الحالات المصرّح بها، في إشارة منه إلى الإصابات المجهولة والمتستّر عنها التي تساهم بشكل كبير في نشر الداء، يضيف نفس المصدر، الذي أكّد على أهمية الكشف المبكر، سيما الشباب الأكثر عرضة للإصابة بالداء، وذلك من أجل تفادي المضاعفات الخطيرة. وعاد ليذكّر بأنّ الفحص يجرى في المراكز المتخصصة بطريقة طوعية وسرية ومجانية، إذ لا يُطلب من الشخص الراغب في إجراء الكشف أي معلومة شخصية، «بل يُجرى له تحليل ويُعطى له الدواء دون طلب معلومات شخصية»، يضيف بوخاري، معلنا في الوقت نفسه عن معدات جديدة تدعمت بها الولاية، للكشف عن السيدا باللعاب وكذا الوخز بالإبر، على طريقة فحص مستوى السكر في الدم.