في الوقت الذي يتلقى فيه الجزائريون تهاني العيد الممزوجة بالأماني الطيبة من قبل الأهل والأحبة تلقى غيرهم من النواب هدية ثمينة قيمتها 30 مليون جزاء خدماتهم الجبارة والشاقة المتمثلة في رفع الايدي وتسخين الكراسي مبلغ كهذا سينشط حتما خلاياهم الدماغية ويجعلهم يبتكرون طرقا سحرية وحلولا لم تخطر ولن تخطر على بال أحد، بحيث سيقضون فيها على مشكل البطالة ويقمعون فكرة الهجرة غير الشرعية وينزعون الفقر لأنهم وما من شك سيفكرون بعد أن وثقوا فيهم ذات يوم. لن يشتكي بعد ذلك أحد من السكن وزحمة المواصلات وقلتها ولا حتى من أسعار الخضر والفواكه، واللحوم ستزور بيوت كل الجزائريين، وسيحلو لها الاستقرار في بطونهم بعد ما كانت تزورهم في المناسبات فقط. والفضل كل الفضل لنوابنا الافاضل الذين سيتحولون بقدرة الثلاثين مليون الى سوبرمان عصرهم، وهكذا ستتهافت علينا كل الدول بما فيها المتطورة للاستفادة من التجربة الجزائرية، وحنكة برلمانيينا الذي سيختارون شعارا واحدا يفتتحون به خطاباتهم وهو المثل الشعبي المعروف (الدراهم يديرو الطريق فالبحر) فيا لسخرية الزمن؟! ماذا سيقول عامل النظافة الشاب الذي صادفته وهو يجر عربته يائسا، قطع علي الطريق ليطلب مني أن أعطيه ما يشتري به خبزة وهو يقسم بأغلظ الأيمان أنه يعمل في إطار تشغيل الشباب، لماذا لا تسوى وضعية أمثال هؤلاء كما يقول المثل العربي القديم ''احشفا وسود كيل'' يعني ''الزبل'' أكرمكم الله يسد أنفه ويقزز بدنه والمقابل دريهمات معدودات الله أعلم متى سيتقاضاها وهل يجب عليه أن ينتظر هو الآخر حلول النواب وهذا إن فكروا في ادراجه في أجندتهم فكما قلت لكم مشاغلهم كثيرة حتى إني أشفق عليهم ! ------------------------------------------------------------------------