تسعى افريقيا في زمن العولمة وبروز قوى اقتصادية جديدة الى تبوء مكانة اكثر تمثيلا في الهيئات السياسية والاقتصادية الدولية. وستكون قمة فرنسا - افريقيا المقررة اليوم وغدا مناسبة للتطرق لعدة مواضيع منها اصلاح مجلس الامن الاممي لصالح افريقيا واشراك افضل للقارة في اشغال مجموعة الثماني ومجموعة العشرين. واوضح مصدر مقرب من القمة انه لهذا السبب ستكون هذه القمة فرصة للدول الافريقية المشاركة للمرافعة عن قضيتها لدى فرنسا والاعضاء الاخرين في الاتحاد الاوروبي واسماع صوتها. بالفعل تمت دعوة 52 دولة افريقية للمشاركة في هذه القمة الى جانب ممثلي الاتحاد الاوروبي والمنظمة الدولية للفرانكوفونية ومنظمة الاممالمتحدة للتغذية والزراعة ومفوضية الاتحاد الافريقي والبنك العالمي. ويرى العديد من الملاحظين انه بنسبة 18 بالمئة من سكان العالم و27 بالمئة من الدول الاعضاء في منظمة الاممالمتحدة و4 بالمئة فقط من الناتج الداخلي الخام العالمي تبقى افريقيا طرفا فاعلا مهمشا في الهيئات الدولية الكبرى. وتطالب افريقيا التي تتوفر حاليا في مجلس الامن الهيئة العليا لمنظمة الاممالمتحدة على ثلاثة مقاعد لاعضاء غير دائمين باربع مقاعد اضافية من بينها اثنين دائمين مع حق النقض. وتم القيام خلال السنوات الاخيرة بعدة محاولات اصلاحية ترمي الى توسيع مجلس الامن دعمتها فرنسا على وجه الخصوص لكنها بقيت مجمدة بسبب خلافات بين الدول الاعضاء. وتبقى إفريقيا على مستوى الهيئات المالية الدولية ضعيفة التمثيل حتى وإن كان البنك العالمي منحها منصبا إضافيا. وتطالب افريقيا من جهة أخرى بحضور أكثر فعالية في مجموعة ال 20 وصرح رئيس المفوضية الإفريقية جون بينغ خلال اجتماع مع البلدان الأوروبية أن «إفريقيا تمثل عشر مرات أوروبا» مطالبا المجموعة الدولية بان تشرك إفريقيا من هنا فصاعدا في القرارات التي تهم مستقبلها. وستشهد قمة نيس عقد ثلاثة اجتماعات مغلقة مع جميع رؤساء الدول والحكومات حول الرهانات السياسية الكبرى للقرن ال21 وهي مكانة إفريقيا في الحكامة العالمية وتعزيز السلام والأمن والمناخ والتنمية. ومن جهة أخرى سيعمل وزراء الاقتصاد الفرنسيون والأفارقة وكذا ممثلو المؤسسات والنقابات حول خمسة مواضيع اقتصادية وهي محيط الأعمال وتمويل المؤسسات في إفريقيا والتكوين المهني والمسؤولية الاجتماعية والبيئية للمؤسسات ومصادرالطاقة للغد. كما ستقوم قمة نيس بتقييم دور المؤسسة الخاصة في التنمية الاقتصادية والشغل في إفريقيا.