لجأت بقايا التنظيمات الإرهابية في ليبيا، إلى أسلوب التفجيرات الغادرة واستهداف المدنيين الأبرياء، وهو ما حصل في العملية الدموية المزدوجة أمام مسجد ببنغازي شرق البلاد، مساء الثلاثاء. وأكدت مصادر طبية في مدينة بنغازي، أمس، أن ضحايا انفجار سيارتين أمام مسجد “بيعة الرضوان” بمنطقة السلماني بمدينة بنغازي بلغ 41 قتيلا و80 جريحا. وكانت سيارتان مفخختان انفجرتا في محيط مقر للجوازات والجنسية قريب من مسجد “بيعة الرضوان” في مدينة بنغازي، بفارق 30 دقيقة، وتزامن التفجيران مع خروج المصلين من المسجد، ما تسبب في ارتفاع عدد القتلى نتيجة تجمع المواطنين في المكان عقب التفجير الأول. مقتل مسؤول أمني رفيع وأفادت صحف ليبية بمقتل آمر قوة التحري والقبض التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية ويدعى أحمد الفيتوري، وإصابة “آمر وحدة مكافحة الجوسسة في المخابرات الليبية العميد المهدي عبد العزيز الفلاح”، وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى مقتل 34 شخصا وإصابة 37 آخرين. وفي رد فعله على الهجوم، أدان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني استهداف مسجد بيعة الرضوان في بنغازي، وأعلنت حكومة الوفاق أنها “ستسخر كل إمكاناتها للمساهمة في الكشف عن الجناة والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاء ما اقترفوه”. وقال الرئاسي، إن “هذه الأعمال الإجرامية تتنافى وتتناقض مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وتتعارض مع المبادئ والقيم الإنسانية”، داعيا جميع الليبيين إلى الوقوف صفًا واحدًا في “مواجهة قوى الشر والبغي والعدوان الممثلة في تنظيمات الإرهاب والجريمة، وكل من أظلمت عقولهم وسيطر الحقد على أفعالهم”. إدانات دولية أدان أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الهجوم الإرهابي المزدوج الذي وقع في مدينة بنغازي الليبية، مساء أمس الأول، داعيا إلى وحدة الصف والتكاتف من أجل اقتلاع الإرهاب من جذوره. وصرح الوزير المفوض محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، بأن “ أبو الغيط أكد بهذه المناسبة على تضامن الجامعة العربية الكامل مع الدولة الليبية والجيش الوطني الليبي في مواجهة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة التي تستهدف أمن واستقرار البلاد وتقويض الجهود السياسية الرامية إلي جمع الليبيين ورص صفوفهم”. ودعا أبو الغيط جميع الليبيين إلى وحدة الصف والتكاتف من أجل اقتلاع الإرهاب من جذوره، وخاصة من خلال توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية الليبية. من جهتها، نددت السفارة الإيطالية في ليبيا بالهجوم ودعت الليبيين إلى توحيد القوى لمكافحة “الإرهاب” الذي يصيب “بشكل عشوائي ويزرع الموت والموت فقط والخراب”. ونددت الحكومات الفرنسية والمصرية وعدد من البلدان الأخرى بالتفجير الإرهابي الذي خلف العديد من الضحايا من المدنيين الأبرياء. ووصل الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا غسان سلامة، أمس، إلى بنغازي للقاء قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر، الذي يسيطر على المدينة ويتخذها مقرا رئيسيا لقوات الجيش الليبي.