طالب العديد من المزارعين بوهران، السلطات المعنية بضرورة التدخل العاجل من أجل التفكير الجدي في إيجاد الحلول لظاهرة زحف السبخة على الأراضي الفلاحية، جراء ارتفاع نسبة الملوحة فيها وتحولها من خضراء إلى سوداء قاحلة غير قابلة للزراعة. وللوقوف على هذه الظاهرة كانت لنا جولة عبر المنطقة الفلاحية بريدعة بدائرة بوتليليس، حيث التقينا فيها مع العيدوني علي وزوجته رابحي حفيظة، استغرقا سنوات طويلة لاستصلاح أراضيهم وإعادة الاعتبار لها، قبل تشجيرها بالزيتون من نوع “السيغواز” والبرتقال من نوع “طومسون كاليفورانيا”، إضافة إلى بعض الأنواع الأخرى من الأشجار المثمرة والمحاصيل الزراعية. يقول المزارع العيدوني علي إن الأراضي الزراعية في محيط بوتليليس والتي كانت من أخصب الأراضي في الولاية تحولت مساحات هامة منها إلى أراض بور مهملة بسبب ارتفاع نسبة الملوحة فيها، معتبرا إياها مشكلة حقيقية بحاجة إلى بحث من قبل المتخصصين الزراعيين، وعلى رأسهم الوصاية، من أجل وضع حواجز خاصة أو إيجاد بديل لاستغلال الأراضي الشاسعة التي كانت خضراء منتجة، قبل أن تصبح بين ليلة وضحاها”سبخة”. وبيّن انه يمتلك أرض زراعية تتجاوز 37 هكتارا كانت تنتج مختلف المحاصيل الزراعية التي يشتهر بها المحيط الفلاحي مسرغين إلا أن ملوحة “السبخة” وارتفاع مستوى المياه فيها، أنقص من مردوديتها ونوعيتها، بعدما غمرت هذه المياه أكثر من 10 هكتارات من المساحة المستغلة. كما عبّر محدثنا عن استغرابه الشديد لإهمال هذه الظاهرة، محذّرا مسؤولي القطاع من التوسع المتواصل للسبخة على حساب الأراضي الخصبة الممتدة من منطقة بوتليليس غرب ولاية وهران إلى عين تموشنت، بسبب حركة مياهها في باطن الأرض وتسربها إلى الخارج. وقال في الختام إن استصلاح الأراضي، حسبما هو متعارف عليه يمس الأراضي على اختلاف أنواعها وظروفها الجغرافية وطبيعة التربة ومستوى المياه وملوحة التربة وغيرها من العوامل الأخرى، مشيرا إلى أن المسؤولية مشتركة بين الحكومة والمزارعين لوضع حد لزحف السبخة واستغلال الأراضي التي تأثرت بمياهها في زراعة محاصيل تتحمل الملوحة، من خلال إدخال تقنيات متطورة واتباع الطرق العلمية في الإنتاج. كما تجدر الإشارة إلى أن سبخة وهران الشهيرة هي عبارة عن بحيرة كبيرة من المياه المالحة تقع في الجنوب الغربي لولاية وهران، وبالإضافة إلى هذه السبخة توجد العديد من السبخات المنتشرة في الولاية من أكبرها وأشهرها: سبخة “البحيرة الصغيرة” التي تقع في جنوب بلدية وهران وشمال بلدية السانية، وسبخة أرزيو التي تقع في شرق الولاية وسبخة تلامين.