فيما يخص هذا المشروع أبرز بونوح سليمان مدير الاستغلال بشركة «سيال» ل «الشعب»، على الهامش اللقاء، أهمية المياه الجوفية في التزويد بالماء الشروب، خاصة وأن الجزائر بلد يتميز بمناخ شبه جاف، وبالتالي فهو معرض لظاهرىة التصحر، وهذا ما جعل الدولة تعتمد سياسة تنويع مصادر المياه، والتي تتمثل في المياه السطحية (السدود)، والمياه غير التقليدية المتمثلة في المياه المحلاة «مياه البحر»، بالاضافة إلى استغلال المياه الجوفية. وبحسب بونوح فإن إنتاج المياه الجوفية يتراوح ما بين 240 إلى 250 ألف متر مكعب يوميا «ونعمل إلى رفعها إلى 280 ألف متر مكعب في اليوم»، والحفر المائية توجد في كل من براقي والحميز، مما يضمن تزويد مستمر للمياه الشروب بالنسبة للعاصمة ذات الطلب الهام بالنظر إلى كثافتها السكانية. 1.1 مليون م3 من الماء الشروب يوميا للعاصمة فقط كشف في سياق متصل، أن مصادر المياه الثلاثة مجتمعة (المياه السطحية ومياه البحر المحلات والمياه الجوفية) توفر للعاصمة 1.1 مليون متر مكعب من الماء الشروب يوميا، موضحا بلغة الأرقام أن الكمية التي يتوفرها مياه البحر تقدر ب200 ألف متر مكعب، بينما توفر المياه الجوفية ما لا يقل عن 250 ألف متر مكعب يوميا، أما السدود فهي تضمن كمية أكبر تصل إلى 550 ألف متر مكعب. في سياق متصل، أوضح بونوح أن المياه الجوفية تنتج من مياه الأمطار، فكلما ازدادت الأخيرة زاد تدفقها وتسربها إلى الجوف، والعكس صحيح. وتبرز أهمية هذه المياه في فترة الجفاف، حيث يتم ضخ الكمياة التي نحتاج إليها من تحت الأرض، وهذا ما يجعل المخزون يتناقص وقد ينضب. وحتى لا تصل الأمور إلى حد جفاف المياه الجوفية، اتخذت «سيال» تدابير احترازية، كما وضعت استراتيجية للمحافظة عليها، من خلال ترك فترة «راحة» لها في فصل الشتاء حتى تتجمع مياه الأمطار بكثرة وتمتلئ الآبار، واللجوء إلى استخدام المصدرين الآخرين (المياه السطحية ومياه البحر المحلاة)، لأن مخزون المياه الباطنية هو صمام الأمان لمواجهة فترة الندرة والجفاف.