باشرت مديرية توزيع الكهرباء والغاز لولاية بومرداس، بالتنسيق مع السلطات الولائية، عملية ربط واسعة بشبكة غاز المدينة عبر عدة أحياء وقرى ببلديات الولاية، في إطار برنامج الحكومة المسطر لتوفير هذه المادة الحيوية للمواطن، وهذا بربط 4638 منزل مبرمجة خلال الثلاثي الأول من سنة 2018 على مسافة 133 كلم، في انتظار باقي المشاريع القادمة قيد الإنجاز والمسجلة لفائدة سكان الولاية. لاتزال نسبة كبيرة من بلديات بومرداس بأحيائها وقراها الجبلية تنتظر، منذ سنوات، عملية الربط بشبكة غاز المدينة لانتشالها من أزمة التزود بقارورات غاز البوتان التي تزداد حدة في فصل الشتاء نتيجة الندرة وتذبذب سلسلة التوزيع غير المتحكم فيه من قبل محطة التوزيع الوحيدة لنفطال ببرج منايل على مستوى الولاية. وهي الانشغالات التي حاولت السلطات الولائية، عن طريق مديرية الطاقة والمناجم ومديرية توزيع الكهرباء والغاز لبومرداس، التعاطي معها بإيجابية وجدية أيضا في محاولة لتجسيد البرنامج الإضافي الذي سطرته الدولة لتوسيع شبكة الربط بغاز المدينة بالولاية، التي لم تبلغ بعدُ عتبة 30٪ منذ عقود، مع التضارب في النسبة بين الأطراف المعنية وبالتالي الخروج من دائرة الانتقادات المتواصلة من قبل المواطنين والمنتخبين الذين عجزوا عن القيام بأشياء ملموسة لتحريك هذا الملف وأحيانا بغض الطرف والخنوع من قبل عدد من المجالس البلدية وعدم المبادرة بإعداد مخططات وبطاقات تقنية عن المناطق المحرومة عن طريق مكتب دراسات لتسليمها إلى المديرية بحجة التكاليف، وبالتالي تركت أكثر من 60٪ من التركيبة السكانية لبومرداس دون غاز طيلة عشرية المخططين الخماسيين من 2005 إلى 2015، حيث بدأت بعدها الحركة التنموية في التحرك. اليوم، تحاول السلطات الولائية التحرك بسرعة لبلوغ سقف 60٪ من الربط أو تتجاوزه قليلا بفضل المشاريع المجسدة والأخرى المبرمجة للإنجاز خلال السنوات القادمة، وهو ما بدأ يظهر في الميدان ويلتمسه المواطن رويدا رويدا، كان آخرها ربط 823 منزل بقريتي «الغيشة» و»ذراع الحلوف» ببلدية برج منايل بغاز المدينة، بمناسبة إحياء ذكرى 19 مارس، وأيضا ربط 459 منزل بمنطقة بن يونس ببلدية زموري، 51 منزلا بقرية «بوعاصم» ببلدية الناصرية، 760 منزل بقرية «بن حمزة» ببلدية بغلية، 1087 منزل بمنطقة «أولاد إبراهيم» ببلدية حمادي و1458 منزل ببلدية خروبة، في انتظار بلديات أخرى، على غرار تاورقة بأقصى شرق الولاية، وبلدية عمال. في حين تبقى بعض المشاريع المبرمجة متوقفة نتيجة اعتراضات المواطنين والفلاحين على تمرير قنوات الربط على أراضيهم وأخرى كثيرة لم تسجل بعد، وهو ما يتطلب مجهودات خاصة وتركيزا تاما على هذا الملف، الذي بقي نقطة سوداء في جبين السلطات المحلية التي جعلت من بومرداس الممتدة على مرمى حجر من العاصمة تصنف في ذيل الترتيب مقارنة مع ولايات الوطن الأخرى.