نظمت، أمس، وعلى مدار ثلاث أيام وزارة الإتصال بالتنسيق مع المجلس الأعلى للغة العربية دورة تكوينية لفائدة الإعلاميين، العاملين بمختلف المؤسسات الإعلامية الوطنية ، السمعية البصرية والسمعية وكذا المكتوبة. تهدف الدورة التكوينية حسب رئيس المجلس الأعلى للغة العربية صالح بلعيد الذي أشرف على انطلاقتها إلى تحسين وترقية إستعمال العربية في وسائل الإتصال الجماهيرية ، وذلك نظرا لما تلعبه الأخيرة من دور في تلقين المتابعين باللغة الرسمية. وأوضح بلعيد لدى افتتاحه الدورة التكويني،امس، بمركز التكوين التلفزي بالعاصمة أن النزول إلى مستوى المتلقين في إستعمال اللغة العربية ليس من صالح اللغة إذا كان المتابعين دون مستواها ولكن يجب الرفع من مستوى الفصحى وفقا لمقتضيات المتابعين، مشيرا إلى أن الدورة تأتي للرفع من مستوى الأداء وليس البحث في الأخطاء المرتكبة من طرف الصحفيين عبر مختلف وسائل الإعلام الوطنية، مضيفا أن دور الصحفيين جد هام في مجال ترقية إستعمال العربية من خلال جذي المستمعين او القارئين بصوته وادائه لذلك تم التركيز على الصحفي في هذه الدورة التي تدخل ضمن مساعي المجلس الأعلى للغة العربية لترقية وتوسيع إستخدامها في الوقت الحالي. ووصف الدكتور بلعيد نزول الصحفيين بمستوى الخطاب الإعلامي اللغوي بالخطأ الفادح، وهو ما يقع فيه الكثير من الصحفيين، ما يؤدي حسبه إلى إنتشار وشيوع تعابير دخيلة عن اللغة العربية في المجتمع، الأمر الذي من شأنه الحياد عن رسالة الإعلام الوطني، الذي أكد أنه يظطلع بدور هام لترسيخ اللغة على ألسن الناس وذكر في هذا الصدد قاعدة العالم لنخوي سبويه التي تؤكد» أن الفصاحة هي ما يجري على ألسن الناس». وأفاد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية أن المجلس يسعى جاهدا إلى تطوير اللغة الوطنية من خلال مختلف الوسائل، التي يراها مناسبة لتطوير وترقية اللغة العربية الفصحى، حيث تم الاستعانة بأطروحات جامعية في هذه الدورة التي يشرف عليها مختصين في اللغة منهم من يمثل المجلس وآخرين إعلاميين سابقين. واعتبر صالح بلعيد ان المجلس الأعلى للغة العربية سيرعى رسالة الإعلام قائلا « لدينا يقين تام أن وسائل الإعلام الوطنية الأساس في تربية اللغة العربية حاليا «. تشمل الدورة التي تدوم إلى غاية غدا الثلاثاء مسائل تصحيح الأخطاء الشائعة في قواعد النحو والصرف، إضافة إلى مسألة علامات الوقف والتنقيط التي تعتبر ذات أهمية بالغة حسب القائمين على الدورة، الذين أكدوا أن هناك نقصا كبيرا لدى الإعلاميين بمختلف المؤسسات الإعلامية في الإعتماد عليها وهو ما يؤثر على مستوى اللغة في ظل تحديات الإعلام التقليدي التي فرضتها ما يعرف بالسلطة الخامسة ممثلة في وسائط الاتصال الحديثة. و تطويرا لمستوى اللغة العربية في وسائل الإعلام أصدر المجلس الأعلى للغة العربية مؤلفا موجها للإعلاميين موسوم ب حسن استعمال اللغة العربية في وسائل الإعلام، من تأليف رئيس المجلس بلعيد؛ وهو عبارة عن دليلا تطبيقيا للصحفيين يشمل مختلف جوانب الكتابة الصحفية وقواعد الصرف والنحو الأكثر استخداما في الخطاب الإعلامي، وكذا بابا حول مستجدات لغة الصحافة وخصوصيتها ونماذج عملية عن الأخطاء المرتكبة، فضلا عن قسم خاص باعلام الطفل.