شنت قوات الجيش المغربي صباح أمس هجوما عسكريا عنيفا على مخيم النازحين الصحراويين الواقع باقديم ازيك شرق العيونالمحتلة، أسفر عن إصابة المئات من المواطنين الصحراويين بجروح متفاوتة الخطورة، فيما استعملت الرصاص الحي في حق الصحراويين المنددين بهجومها وسط العيونالمحتلة. كما كان متوقعا لم تمر 24 ساعة على خطاب ملك المغرب المؤجج للحرب والعنف، حتى ارتكب جنوده جريمة جماعية في حق النازحين الصحراويين شرق العيونالمحتلة تزامنا مع المفاوضات غير المباشرة التي تجريها جبهة البوليزاريو والمملكة المغربية بنيويورك وترسيخا لخطابه الذي ألقاه في ذكرى مسيرة العار. وحسب مصادر من العيونالمحتلة، استعملت قوات الاحتلال المغربي في هجومها ضد النساء والأطفال والشيوخ بالمخيم طائرات الهيلكوبتر التي كانت ترمي القنابل المسيلة للدموع، كما استعملت خراطيم المياه مخلفة عددا من الإصابات في صفوفهم . واقتحمت وحدات من الجيش المغربي مسلحة بالعصي والهراوات المخيم وشرعت في مداهمة الخيم مما أسفر عن مواجهات مع المعتصمين. وفور سماعها بالخبر خرجت الجماهير الصحراوية بالعيونالمحتلة لاستنكار هذا العمل الغادر ضد المواطنين الصحراويين المسالمين لتشهد مدينة العيونالمحتلة، مواجهات عنيفة اثر خروج المواطنين الصحراويين للتضامن مع مخيم اكديم ازييك، وأفاد شهود عيان أن قوات القمع استعملت الرصاص الحي في مدينة العيونالمحتلة، بحسب مصدر من عين المكان. وحسب بيان لوزارة الأرض المحتلة، هاجمت الشرطة المغربية بالرصاص الحي مواطنين صحراويين بحي العودة وسط مدينة العيون فيما واصل الجيش المغربي حرق خيم المعتصمين بمخيم اكديم ازيك بعد الهجوم الذي استهدفه. وأشار ذات المصدر إلى أن سلطات الاحتلال المغربية استعملت الذخيرة الحية والقنابل المسيلة للدموع، لتفريق المتظاهرين وترهيب المواطنين الصحراويين، فيما حاصرت القوات المغربية وأجهزة القمع المغربية من شرطة ودرك، شوارع وأحياء المدينة مثل حي معطى الله، السمارة، العودة، الوفاق، الأمل. وأفاد البيان بأن قوات القمع المغربية تدخلت بشكل ''عنيف'' ضد المتظاهرين الصحراويين مستعملة الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع، وكذلك طائرات الهليكوبتر التي قذفت المتظاهرين الصحراويين بالماء الساخن، وهو ما نتج عنه إصابة العشرات منهم إصابات بليغة، مثل عبد الفتاح بكنا - مصاب على مستوى البطن بالرصاص المطاطي، خالد أمبيركات -مصاب على مستوى الساق بالرصاص المطاطي، لحبيب العيساوي -كسرت ذراعه. وواصلت قوات القمع المغربية بعد اقتحامها مخيم النازحين حرق الخيام وتعنيف المعتصمين والاعتداء عليهم بشكل همجي، مما أوقع عدة إصابات في صفوفهم. وعقب وقوع هذه الجريمة النكراء التي تضاف إلى السجلات السوداء للمملكة المغربية، دعت الحكومة الصحراوية مجلس الأمن الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف أعمال القمع المتواصلة ضد المواطنين الصحراويين في مدينة العيونالمحتلة، محذرة من مغبة نتائج الاعتداء على مسار المفاوضات مع المغرب. وأوضحت الحكومة الصحراوية بان خطاب ملك المغرب الأخير كان بمثابة الأمر في الشروع في عملية اجتياح مخيم اكديم ازيك الذي تم صباح أمس وخلف عشرات الجرحى ومختلف الإصابات الخطيرة في صفوف المعتصمين. ونبهت الحكومة الصحراوي- في بيان لوزارة الإعلام تلقت ''الشعب'' نسخة منه - بأن مدينة العيونالمحتلة تعيش وضعية مأساوية، مبرزة بأن «الهجوم خلف العشرات من الجرحى ومختلف الإصابات الخطيرة وعمليات المطاردة والقمع من طرف القوات المغربية للمواطنين العزل وعشرات المنازل التي تعرضت للتدمير والعبث بمحتوياتها». وذكر البيان بان سلطات الاحتلال المغربي كانت تحضر لهذه العملية «الغادرة» التي لا تزال فصولها مستمرة، وكثفت من تحضيراتها بشكل لافت على إثر الخطاب الذي ألقاه ملك المغرب يوم 6 نوفمبر الماضي، بما حملة من ''تهديد صريح''، كان بمثابة الأمر بالشروع في هذا الاعتداء الوحشي الجديد للقوات المغربية على مدنيين صحراويين مسالمين وعزل. وأضاف البيان بان الهجوم العسكري الوحشي الغادر على مخيم النازحين -تم في حدود الساعة الخامسة من فجر أمس الاثنين- مستهدفا مواطنين صحراويين مدنيين مسالمين معتصمين في احتجاج سلمي على الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يعانون منها على مدار 35 سنة من الاحتلال المغربي.