تعرف أسواق العاصمة ارتفاعا فاحشا في أسعار الخضر قبل 3 أيام من عيد الأضحى، وهو ما جعل المواطنين يتذمرون من جشع التجار وغياب الردع، حيث باتت المواسم والأعياد نقمة على الجزائريين ففي ظل ارتفاع التضخم لم تعد الورقة النقدية ل 1000 دج تكفي لقضاء حاجيات يوما واحدا من المواد الاستهلاكية. قامت «الشعب» بجولة أمس إلى أسواق الخضر بالأبيار وعلي ملاح بساحة أول ماي، حيث وقفنا على الغلاء الفاحش لأسعار الخضر قبل حلول عيد الأضحى فسعر البطاطا قفز من 40 إلى 55 دينارا بينما سجلت الطماطم 80 دينارا للكيلوغرام وبيع الخس ب 80 دينارا في حين وصل الفلفل إلى 100 دينارا. ويعكس ارتفاع الأسعار فشل جميع المخططات للتحكم في الأسعار وردع المضاربين والسماسرة الذين امتصوا السيولة المالية، التي تبعت رفع الأجور ويستثمرونها في الاحتكار والمضاربة، وهو ما جعلهم يشكلون سوقا موازيا يسير أموال الاقتصاد الوطني ويغرق السوق المالية في التضخم، كما كشفت أزمة السيولة النقدية مؤخرا الآثار السلبية للاقتصاد الموازي، الذي بات أخطبوطا حقيقيا يهدد الاستقرار والنظام العام من خلال استحواذه على نسبة كبيرة من دواليب الاقتصاد ويتسبب في خسائر كبيرة للخزينة العمومية خاصة من ناحية التهرب الضريبي. وبرر أحد الخضارين بسوق الأبيار ارتفاع الأسعار بالتقلبات الجوية الأخيرة، التي جعلت حقول الخضار مليئة بالطين ما جعل جني المحاصيل صعبا نوعا ما، وقد اكتشفنا هذا بأسواق الجملة ببوڤرة وبوفاريك، أين كان العرض ناقصا نوعا ما بالمقارنة مع الأيام الماضية وهو ما يبرر ارتفاع الأسعار. ويحدث هذا في ظل ارتفاع أسعار الماشية التي وصلت إلى مستويات قياسية، وهو ما أفسد فرحة العيد على الأطفال والأسر الجزائرية، فجعل أحياء العاصمة تعرف حركة محتشمة بالمقارنة مع ما كانت عليه السنوات الماضية.