تنطلق اليوم بالعاصمة القطرية الدوحة، أشغال منتدى الدول المصدرة للغاز يرأسها رئيس الدورة الحالية السيد يوسف يوسفي وزير الطاقة والمناجم الجزائري، لبحث ومناقشة أهم التطورات التي طرأت على مجال صناعة الغاز والتسويق الدولي له في ظل ما تشهده هذه الصناعة من تحولات تكنولوجية سريعة، وتراجع في أسعار الغاز في الاسواق الدولية. المنتدى الذي يضم 12 دولة مصدرة للغاز في العالم إلى جانب حضور كل من النرويج وهولندا يعد هيئة تشاورية في كل ما يتعلق بالغاز الطبيعي وفرصة لتبادل الخيرات في مجال البحث والتنقيب والنقل قصد وضع استراتيجية للمنتدى تمتد على السنوات الخمسة القادمة والتحضير لامكانية عقد قمة للمنتدى يشارك فيها زعماء الدول الأعضاء فيه. جدول أعمال المنتدى في طبعته ال 11 بعد تلك المنعقدة في أفريل الماضي بالجزائر سيناقش مسألة اقرار ميزانية 2011 واختيار الرئيس الجديد للمنتدى ورئيس جديد للهيئة التنفيذية ولعل الموضوع الرئيسي لهذه الدورة الذي سيهيمن على الأشغال ويتعلق بوضعية أسعار الغاز التي تعرف انخفاضا كبيرا بسبب تقلص الطلب على هذه المادة في ظل استمرار تداعيات الأزمة المالية العالمية، حيث تراجعت الى مستوى يقارب ال 4 دولار مقابل ما يزيد عن 8 دولار قبل عام تقريبا. وان كانت العديد من الدول المنتجة والمصدرة للنفط تتخوف من تداعيات إنهيار أسعار الغاز على الاستثمارات في مجال الصناعة الغازية، فان الجزائر وبحسب تصريح وزير الطاقة السيد يوسف يوسفي في حوار أدلى به لوكالة الأنباء الجزائرية قبل أيام معدودات عن تنقله الى الدوحة للمشاركة في المنتدى الدولي للغاز، ترى أنه على الرغم من الوضعية الحالية للأسواق الغازية والبترولية، لن تتراجع سوناطراك عن سياستها الاستثمارية الطويلة المدى التي تهدف الى تعزيز قدراتها الانتاجية واستغلال الغاز الطبيعي يدخل ضمن هذا التصور الطويل المدى، حيث أكد يوسفي على أنه لايمكن تثمين المشاريع في الطاقة إلا بعد مرور سنوات طويلة، معبرا عن تفاؤله حول مستوى الطلب العالمي على الطاقة الذي سيزداد مع تراجع تداعيات الأزمة الاقتصادية، خاصة وأن إنجاز بعض المشاريع في انتاج الغاز الطبيعي المميع الناجم عن محطات التمييع لن يكون الا في أفق سنة إلى سنتين، وهي مدة كافية من وجهة نظر الوزير لانتعاش الطلب مجددا على الطاقة، وإيجاد أسواق أخرى لتزويدها بالغاز الجزائري وخاصة في آسيا التي تشهد بعض دولها مثل الصين ارتفاعا في استهلاك الغاز. وقبل إنطلاق اللقاء بيومين جدد وزير الطاقة القطري السيد عبد الله بن حمد العطية مطلب بلاده بضرورة انشاء آلية لربط سعر الغاز الطبيعي بسعر النفط من أجل تحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة، التي ستكون مفتوحة على الجميع، اذا توصل الأعضاء إلى اتفاق حول هذه الآلية، علما أن إجمالي احتياطي الدول الاعضاء في المنتدى من الغاز الطبيعي يناهز 70٪ من مجمل الاحتياطات العالمية. أما عن فكرة ما كان يعرف «بأوبك للغاز» فيبدو أنه قد تم استبعادها نهائيا على الاقل في الوقت الراهن بعد أن أثير من حولها جدل كبير، ترجم مخاوف الدول المستهلكة في أن يتحول «أوبك للغاز» إلى وسيلة ضغط عليها، مثلما ترى ذلك في منظمة «أوبك» الحالية لانتاج وتصدير النفط، وأجهضت هذه الفكرة بعد تعمد بعض الدول المصدرة للغاز عدم حرصها أو إيلاء آية أهمية لحصص الانتاج في ظرف يتميز بوجود فائض كبير في مادة الغاز الطبيعي بسبب ضعف الطلب وهو ما يشغل كثيرا بال الدول المصدرة.