قرر المكتب الفيدرالي أول أمس، خلال اجتماعه، حلّ الرابطة الوطنية لكرة القدم وانهاء مهام رئيسها علي مالك الذي انتهت عهدته ولن يكون بإمكانه الترشح لعهدة جديدة، كما نصّب أعضاء المكتب لجنة مؤقتة تتكون من ڤيدوش، عسلوني وڤداح، لتسيير بطولتي القسمين الأول والثاني إلى غاية انعقاد الجمعية الانتخابية المقرر لاحقا. ولم يكن هذا القرار مفاجأة بالنسبة للمتتبعين والعارفين بشؤون الكرة الجزائرية، بالنظر إلى الفوضى التي تسود المنافسة الوطنية والمشاكل التي عرفتها الرابطة الوطنية خلال عهدة علي مالك، الذي وضعت على طاولته عدة قضايا ساخنة وشائكة، أسالت الكثير من الحبر وأثارت العديد من ردود الأفعال على غرار قضية اللاعب يسعد بورحلي مع الحكم بوقجار، الاحترازات التي رفعها شباب بلوزداد ضد لاعب شبيبة القبائل حركات، مقابلة نادي بارادو مع مولودية العلمة، اضافة إلى قضية أمل بوسعادة ورائد القبة مع اتحاد الحراش. وما زاد من تعجيل اتخاذ هذا القرار، هو انكشاف المستور بعد إعلان علي مالك حربا كلامية مع رئيس الفاف حميد حداج، حول المستحقات المدفوعة من طرف رائد القبة في الموسم الماضي، حيث قالت الاتحادية أن الفريق القبي لم يسددها، في حين فنّد رئيس الرابطة ذلك، وأكد أن إدارة الرائد دفعت كل المستحقات المقدرة ب50 مليون سنتيم وفي وقتها المحدد. هذا، وقد كان علي مالك في وضع لا يحسد عليه منذ الصائفة الماضية، عقب إقراره بصحة الاحترازات التي رفعها اتحاد الحراش ضد لاعب القبة خليدي، وهو ما جعل منصبه مهددا، خاصة بعد تعالي الأصوات المطالبة بتنحيته، على غرار رؤساء الأندية، الذين شددوا من لهجتهم وعبروا في أكثر من مناسبة عن عدم رضاهم من طريقة تسيير الرابطة، بالنظر إلى التماطل الكبير في معالجة ملف رائد القبة، الذي يبقى مسلسله متواصلا رغم الفصل فيه من طرف المحكمة الرياضية الدولية، اضافة إلى فترة الراحة الطويلة التي تركن إليها البطولة في كل مرة، وهو ما أثر في عدة فرق خاصة وأن الرابطة تتخذ قراراتها دون استشارة الأندية. والظاهر أن عهدة علي مالك على رأس الرابطة الوطنية لم تكن ناجحة، حيث عجز الرجل الأول على رأس ثاني هيئة كروية في الجزائر بد الفاف عن الضرب بيد من حديد واتخاذ القرارات المناسبة في الأوقات المناسبة خلال كل القضايا الساخنة التي قابلها، وهو ما عجل في رحيله في ظل كثرة الأصوات المطالبة بالتغيير الجذري على مستوى كل الهيئات، للنهوض بالكرة الجزائرية التي تراجعت بشكل رهيب في السنوات الأخيرة، وكثرت فيها مظاهر العنف على غرار ما حدث في بوسعادة الموسم الماضي ووهران، الشلف وتلمسان، دون الحديث عن مبارتي آرزيو ومستغانم هذا الموسم. وبعيدا عن ذلك، علمنا من مصادر مطلعة، أن الرئيس السابق لنصر حسين داي مراد لحلو، عبّر عن نيته في البقاء في محيط الكرة الجزائرية والترشح لرئاسة الرابطة الوطنية خلافة لعلي مالك. ------------------------------------------------------------------------