تنطلق اليوم أشغال المؤتمر الوزاري ال 85 لمنظمة الدول العربية المصدرة للنفط «أوابك» بالقاهرة لبحث تطور السوق النفطية ومتابعة مدى تأثيرات الأزمة المالية العالمية على صناعة النفط في الدول العربية، وتقييم نشاطات الشركات التابعة للمنظمة. وعشية انطلاق المؤتمر الوزاري الذي من المقرر أن يشارك فيه وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي ارتفعت أسعار النفط مجددا في جميع أسواق النفط لتبلغ مستويات قياسية لم تسجل منذ أكتوبر من سنة 2008، حيث كان خام برنت بحر الشمال قد أغلق أول أمس الخميس على مستوى 26، 94 دولار للبرميل، بينما سجل خام نيويورك معدل 51، 91 دولار وبيع النفط في الأسواق الاسيوية ب 38، 91 دولار وبنسبة أقل أي 02، 90 دولار للبرميل، بلغ سعر سلة خامات أوبك وبزيادة تقدر بدولار عن المستوى المسجل أسبوعا قبل ذلك، علما أن الأسواق أغلقت أمس الجمعة بسبب أعياد الميلاد. الإتجاه العام للأسعار يتجه نحو الزيادة، وحسب توقعات الكثير من المحللين فإنه من غير المستبعد جدا بلوغ أسعار النفط حاجز 100 دولار للبرميل لعدة أسباب أهمها استمرار موجة البرد الشديد في أوروبا وأمريكا وتراجع المخزون الأمريكي أكثر مما كان متوقعا، حيث سبق لوزارة الطاقة الأمريكية أن أعلنت في نهاية الاسبوع عن تراجع في مخزونها من الخام ب 3، 5 مليون برميل في اليوم، بعد أن تراجع اسبوعا قبل ذلك ب 10 مليون ب/ي، فضلا عن بروز بعض المؤشرات تشير إلى عودة محتملة لانتعاش الاقتصاد العالمي. وقبل أيام فقط عن انقضاء السنة الجارية، فإن هذه الأخيرة عرفت مستوى اسعار تراوح ما بين 70 و80 دولارا في المتوسط، مع اقترابها من حاجز 100 دولار، الأمر الذي دفع بأوبك إلى التعبير عن رضاها عن الوضعية الحالية ووصفها للسوق النفطية بأنها جيدة ومتوازنة، ولا يوجد في الوقت الراهن أي داع لتغيير سياسة الانتاج، حتى لو بلغ المستوى 100 دولار نتيجة للمضاربة، مثلما صرح به الأمين العام للمنظمة عبد الله البدري، عشية اجتماع وزراء نفط أوبك السبت الماضي بالإكواتور والذي أبقى على إنتاج المنظمة الحالي المقدر ب 84، 24 مليون ب/ي، الأمر الذي عزز مجددا أسعار النفط لتبقى في مستويات مرضية للمستهلكين والمنتجين على حد سواء. وعلى عكس «أوبك» فإن المنظمة العربية «أوابك» لا تتدخل في تحديد السياسة الانتاجية للدول الأعضاء، ولذا فإن اجتماعها اليوم سيبحث مسائل عضوية وتنظيمية فقط، علما أن سبع من أعضائها وهم الجزائر والعراق الكويت وليبيا وقطر والسعودية والامارات ينتمون إلى أوبك ومع كل من تونس والبحرين وسوريا ومصر، فالدول ال 11 نشكل المنظمة العربية للدول المصدرة للنفط، «أوابك».