تضرر ألف فلاح ومربي مواشي جراء الفيضانات الأخيرة التي مست منطقة غرداية حسب آخر حصيلة مؤقتة نشرتها المصالح الفلاحية للولاية. وقد أحدثت هذه الفيضانات أضرارا مست حوالي 1800 هكتارا من زراعات الأشجار على مساحة فلاحية صالحة تمتد على 520,26 هكتارا كما أدت إلى فيضان عدد من آبار الري جراء تهاطل الأمطار الطوفانية، وأكد نفس المصدر أن بلديات ضاية بن ضحوة والقرارة وبريان ومتليلي معنية بهذه الوضعية. من جهة أخرى، أشار رئيس الإتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين إلى أن أكثر من 70 بالمائة من فلاحي ومربي المواشي بهذه البلديات قد تضرروا من هذه الفيضانات علما ان ولاية غرداية تضم 550,13 فلاحا ومربي مواشي. ونصبت مديرية المصالح الفلاحية خلية أزمة كما نشرت 15 وحدة متنقلة عبر المناطق الفلاحية المنكوبة بهدف تقييم الخسائر، وأشارت المصالح الفلاحية للولاية إلى أن حصة استعجالية متكونة من 000,13 قنطارا من أغذية المواشي الشعير قد خصصت لمربي المواشي بالولاية. وكان رئيس الحكومة السيد أحمد أويحيى قد أوضح في ندوة صحفية الأحد أن برنامجا ''خاصا'' سيوجه لقطاع الفلاحة بولاية غرداية. تدخلات مكثفة للتكفل النفسي بحالات المتضررين يشكل التكفل النفسي بحالات من المتضررين من الفيضانات التي اجتاحت عدة مناطق من ولاية غرداية أحد الجوانب المرتبطة بعمليات التكفل بالمنكوبين الذين تعرضوا لصدمات نفسية غير متوقعة. وأوضح في هذا الصدد الدكتورالشيخ صالح قاسم أخصائي في الإمراض النفسية بأنه قد تم ومنذ حدوث هذه الكارثة الطبيعية وبالتنسيق مع مصالح الهلال الأحمر الجزائري التركيز على العمل الجواري حيث تم إنشاء ضمن مبادرة جماعية فريق يتكون من أطباء نفسانيين وأعوان الصحة من أجل التكفل بالحالات النفسية المسجلة للمتضررين من هذه الفيضانات سيما منهم الذين انتابتهم صدمات نفسية حادة. وأشار في هذا السياق بأن معظم الحالات النفسية التي يتكفل بها هذا الفريق الطبي لحد اليوم تتمثل في حالات الصدمات الحادة والشعور بالقلق واليأس وفقدان الأمل في الحياة، وقال الدكتور بأنه سيتم استغلال التجارب السابقة التي اكتسبت في الكوارث الطبيعية التي شهدتها بعض مناطق الوطن في السنوات السابقة على غرار زلزال بومرداس وفيضانات باب الوادي بالعاصمة. ومعظم هذه الحالات - كما قال نفس المتحدث - ناجمة عن تعرض المصابين لصدمات حادة أصيبوا بها إثناء تدفق مياه الفيضانات بقوة إلى منازلهم قبل أن تغمرها بشكل كامل، وأضاف في هذا الشأن بأنه سجلت حالات الشعور بشبه انهيار تام لأشخاص سيما منهم الفئة الأكثر هشاشة الذين عايشوا الساعات الأولى من وقوع هذه الكارثة الطبيعية داخل مساكنهم لما غمرهم شعور بالعجز التام عن إنقاذ أنفسهم وذويهم وإحساسهم باقتراب موت محقق. وتتم هذه التدخلات - يضيف نفس المصدر- سواء باستعمال الهاتف للاتصال بأعضاء الفريق المتواجدين في عدد من مراكز إيواء المنكوبين أو باستقبال المصابين أنفسهم على مستوى هذه المراكز، ولاحظ الدكتور الشيخ صالح قاسم أنه يصعب في مثل هذه الأوضاع الاستثنائية التعامل مع مثل هذه الحالات النفسية المعقدة والتي تتطلب - كما أوضح - تعاملا طبيا خاصا بما يضمن مساعدة نفسية فعالة للمصابين. وأبرز نفس المتحدث بالمناسبة أهمية الاستمرارية والتكفل على المدى الطويل بهذه الفئة من المصابين حيث يراهن في هذا الإطارعلى أهمية إنشاء وبصفة استعجالية لمركز التكفل بالمصابين بالإمراض النفسية على مستوى ولاية غرداية . يذكر أن الهلال الاحمر الجزائري ارسل 300 متوطع (نفساني) من مختلف ولايات القطر لتقديم الدعم النفسي للمتضررين من هذه الكارثة حسبما صرح به الاحد رئيس هذه الهيئة السيد الحاج بن زقير .