أبدى المتعاملون الاقتصاديون ارتياحا من آليات المرافقة التي اعتمدتها وزارة الصناعة، ضمن خارطة طريق غايتها رفع الإنتاج خارج المحروقات وكسر التبعية المفرطة للبرميل وما يفرضه من حالة انهيار بسبب تقلبات السوق. وذكر المتعاملون في تصريح ل«الشعب» بأهمية مشروع إنشاء الوكالة الوطنية للابتكار المعول عليها في تشجيع الاقتصاد الوطني العائد من بعيد بعد سنوات إعادة الهيكلة والتقويم والتجديد بتسخير له غلاف 450 مليار دينار خلال الخماسي الحالي. وأكد جلاخ عبد الفتاح، مدير مركز السلام، الذي شارك في مسابقة الجائزة الوطنية للابتكار في طبعتها ال2، التي فازت بها مؤخرا 3 مؤسسات خاصة، أن هذه الآليات ضرورة ملحة لتشجيع كل وحدة تناضل من اجل التمايز والخصوصية وتستثمر في الموارد البشرية لكسب روح التنافسية الرهان الكبير. وأضاف جلاخ وهو باحث وخبير في الطاقة الحيوية، أن مركز السلام بورڤلة يحرص من خلال التكوين بالمراسلة منذ أربع سنوات على هذا الجانب، ويعمل ما في الممكن من اجل فرض نفسه عبر الابتكار والتجدد. وتقدم للمسابقة ببراءة اختراع في هذا المقام، ممثلة في صنع حزام أمان للجنين تضعه المرأة الحامل لمنع الإسقاط، ويمكن الجنين من سماع الذبذبات الصوتية للقرآن الكريم. من جهته، أكد عمار بلهوشات مسير مؤسسة اايسباكا ببرج بوعريريج إحدى الوحدات الفائزة بالمسابقة الوطنية للابتكار، توظف الأموال الطائلة في سبيل صنع التجهيزات والماكينات التي تراعي طلب المتعاملين في الحصول على منتوج تنافسي وبسعر مغر لا يزيد العمل كلفة ويغرق الوحدات في متاعب وكساد. وحسب بلهوشات فان اايسباكا انتزعت جائزة الابتكار التي ترعاها وزارة الصناعة إلى جانب جوائز أخرى للجودة وشهادات المطابقة والتقييس، بفضل مراعاتها لهذا التوجه ومنحه الألوية والاعتبار، واخترعت ماكنة صناعة حواف الطرقات العاملة بالبنزين لإنتاج 4 أمتار من حواف الطرقات في الدقيقة الواحدة. واعترف بلهوشات بأن «ايسباك» التي تنشط ب7 موظفين منذ نشأتها في 2004 تعرف التوسع الملحوظ وتكسب ثقة المتعاملين بفضل السياسة المنتهجة، وهي تتعامل مع مؤسسات كثيرة منهم شيك الجزائر صاحبة إنتاج المواد الفندقية، ومركب تربية الدواجن المزودة لها بآليات ومعدات ميكانيكية. وحققت المؤسسة هذا الرواج رغم دخولها النشاط في إطار تشغيل الشباب، وهي تتطلع مستقبلا للدخول في مشاريع الطاقات المتجددة اعتمادا على تجربة اكتسبتها في الميدان وتجاوبا مع البرامج الوطنية المشجعة الاستثمار في هذا الحقل. ومن جهته، ذكر بن عبيد الطيب مدير شركة المساهمة «دار الافرشة» بوهران، أن جائزة الابتكار التي كانت من نصيبها أسوة بمؤسستين أخريين تحدت الظرف الصعب من خلال عرض الافرشة وتأثيث الفنادق والمحلات والمطاعم. وهو ديكور كسبت فيه الرواج عبر تصاميم تأخذ في الاعتبار الخصوصية الجزائرية والموروث الثقافي والحضاري. وتحدث بن عبيد، الذي حول دار الافرشة إلى وهران من فرنسا، عن مشاريع لفائدة الفنادق ذي أربعة نجوم أو أكثر، وهي فنادق تبحث عن ديكور متميز يتناسب والهوية والشخصية وميزة كل منطقة المتجاوب معها السياح إلى ابعد حدود. وعلى هذا الأساس، تستعد ادار الافرشةب تأثيث فندق سياحي بتيميمون بأدرار الذي أعجب بتصاميم الافرشة التي قامت بها لحساب فنادق بوهران وتلمسان وعنابه والجنوب الممزجة بين الأصالة والمعاصرة، بين النموذج الشاوي والبربري والترڤي والعربي وكلها تشكل الشخصية الجزائرية والانتماء الوطني الثلاثي الأبعاد.