شهد مقر متعامل الهاتف النقال نجمة الواقع ببلدية أولاد فايت غرب العاصمة ليلة أول أمس أعمال تخريب من طرف عشرات الأشخاص الذين خرجوا إلى الشارع وهم في حالة غضب كبير مطالبين باتخاذ إجراءات ردعية في حق من تسبب في ارتفاع الأسعار بشكل جنوني وقد وقفت االشعبب على مخلفات التخريب الذي أحدثته المظاهرات والتي أدت إلى تسجيل خسائر مادية كبرى بها، حيث استغل بعض المنحرفين الفرصة لسرقة بطاقات الشحن والأجهزة الالكترونية. توسعت الاحتجاجات بولاية الجزائر إلى أحياء جديدة حيث عرفت جل بلديات غرب العاصمة على غرار بلدية أولاد فايت والشراقة وعين البنيان إضطرابات خطيرة، حيث خرج مئات المواطنين إلى الشوارع في حالة غضب كبيرة مطالبين بوضع حد للزيادات التي عرفتها مختلف المواد الأساسية متسببين في أعمال العنف وتخريب طالت واجهات مرافق عمومية، وحطم المتظاهرين أملاكا خاصة تابعة لأملاك سواء محلية كانت وأجنبية بمختلف أحياء هذه البلديات على غرار موقع لمقر نجمة. وقام المحتجون بغلق الطرقات وشل الحركة باستخدام المتاريس وإشعال النيران بالعجلات المطاطية، ورفع المتظاهرون الذين كان أغلبيتهم من الشباب البطال شعارات معادية بسبب الحالة التي يعيشونها وارتفاع أسعار المواد الأساسية. واستغل بعض المتطرفين الاحتجاجات بتحويلها إلى صدمات عنيفة، استخدموا فيها الأسلحة البيضاء، كما قام المحتجون بإستخدام المتاريس وقطع الطرق ورشق الشرطة بالحجارة للتتحول على إثرها الاحتجاجات المطالبة بخفض أسعار المواد الأساسية وتسوية الأوضاع الاجتماعية إلى مواجهات عنيفة مع قوات مكافحة الشغب. وعلى إثر هذه الأعمال شهدت مختلف هذه المناطق تعزيزات أمنية كبيرة تحسبا لانزلاقات أخرى محتملة بالشارع كما عرفت نقاط التفتيش الثابتة لقوات الأمن تشديدات غير اعتيادية في إجراءات المراقبة. من جهة أخرى، عبر بعض المواطنين ممن تحدثوا مع االشعبب عن استيائهم للطريقة التي يتبعها هؤلاء الشباب في التعبير عن الأوضاع التي يعيشونها وعلى رأسها ارتفاع أسعار المواد الأساسية ومشكل البطالة والسكن، مطالبين إياهم بالحكمة والتريث والمطالبة بحقهم بطريقة سلمية وإيقاف كل عمليات التخريب التي تطال المحالات والمؤسسات، لأنها على حد تعبيرهم مصدر رزق للكثير من العائلات، مؤكدين أن حرق أو تخريب هذه الهياكل لن يحل من المشكل، بل على العكس سيكون عامل في تشريد العديد من العائلات. وطالب هؤلاء من السلطات العمومية، اتخاذ كل الإجراءات الاستعجالية الضرورية لوضع حد لعماليات التخريب التي تطال معظم أملاكهم والتي قد تنعكس سلبا على حياتهم اليومية وتزيد من مشاكلهم المعيشية، باعتبار أن المتظاهرين يتعمدون حرق سيارات ومحلات المواطنين على غرار ما وقع ببلدية باب الوادي، أين كانت الخسارة الكبرى للمواطنين الذين خسروا مصدر رزقهم.