أعطى والي ولاية تيبازة موسى غلاي تعليمات صارمة لمسؤولي المصالح المعنية بتسيير المياه تعنى بتوفير 15 شاحنة صهريج لاستغلالها في دعم التوزيع بالمناطق النائية، إضافة إلى استلام مؤسسة سيال لتسيير المياه على مستوى 15 دوارا نائيا كانت تتكفل بها البلديات من ذي قبل، وهي العملية التي يرتقب أن تكتمل مع نهاية السنة الجارية. كان والي الولاية قد وعد سكان بلدية بني ميلك النائية مؤخرا بتخصيص شاحنتين لهم طيلة موسم الصيف، في انتظار استكمال أشغال توصيل مياه سد كاف الدير المجاور لمختلف البلديات الغربية للولاية بمعية بلديات مجاورة أخرى تقع بولايتي الشلف و عين الدفلى، كما يرتقب بأن تتدعم عملية التوزيع قريبا بعدّة منابع مائية محلية، تمّت تهيئتها خصيصا للقضاء على أزمة الماء الشروب التي عمّرت طويلا بهذه المنطقة على غرار منطقة أغبال المجاورة، والتي استفادت هي الأخرى من عدّة مشاريع تنموية مكملة تعنى بالتنقيب عن المياه الجوفية، وتهيئة الينابيع المائية كحل استعجالي لابد منه للتخفيف من أزمة المياه، في انتظار استكمال مشروع توصيل مياه سد كاف الدير. وفي السياق ذاته، أمر والي الولاية مسؤولي مؤسسة سيال بالتكفل تدريجيا بتسيير المياه على مستوى 15 دوارا كانت تخضع سلفا لتسيير البلديات، بحيث يعقد سكان هذه الدواوير آمالا كبيرة على هذه العملية التي شرع فيها مع مطلع السنة الجارية، ويرتقب بأن تنتهي مع نهاية السنة بالنظر إلى التقنيات المتطورة التي أضحت تستعملها ذات المؤسسة مقابل اعتماد نمط تسببر تقليدي من طرف البلديات المعنية، وتأتي هذه الاجراءات الميدانية الاستعجالية كتكملة لجملة من الاجراءات الأخرى التي مسّت مختلف المناطق التي تشهد عادة ندرة في المياه لاسيما خلال موسم الصيف، بحيث يرتقب بأن يتمّ تخفيض حصة البلديات الشرقية التي تعوّدت على الاستفادة من المياه على مدار 24 ساعة، وذلك لغرض دعم حصة البلديات الجنوبية كأحمر العين وبوركيكة ومراد، والتي تمّ توصيلها بنفس الشبكة الموصولة بمحطة تحلية مياه البحر بفوكة، كما استفادت بلديتا شرشال وسيدي غيلاس من عدّة مشاريع جديدة خلال العام الجاري تصب في هذا المنحى، بحيث كشف العديد من سكان مدينة شرشال مؤخرا عن تحول جذري في طريقة توزيع المياه، فيما تواصلت العملية ذاتها ببلدية سيدي غيلاس خلال شهر رمضان من خلال إجراء التجارب اللازمة لاكتشاف مدى جاهزية الشبكة للتوزيع، والأمر نفسه شهدته منطقة فجانة ببلدية مناصر، والتي حظيت هي الأخرى بمشاريع مماثلة عقب إنهاء مشروع آخر بقربة فجانة التابعة لبلدية مراد، مع الاشارة الى كون مجمل البلديات والمناطق التي ظلّت تعتبر نقاطا سوداء على مدار عقود خلت من الزمن استفادت جميعها من إجراءات استعجالية متعددة الأوجه تهدف إلى توفير الحد الأدنى من خدمات توزيع الماء الشروب. المياه الجوفية لسد العجز تتنوّع مصادر الماء الشروب بولاية تيبازة بين المياه الجوفية ومياه المسطحات وتحلية مياه البحر، بحيث تنحدر المياه الجوفية من أكثر من 142 بئرا منتشرا عبر مختلف أقاليم الولاية، ولاسيما بمنطقة متيجة والمناطق الغربية الرطبة بانتاج بومي يقارب 108 آلاف متر مكعب، فيما تنحدر مياه المسطحات من سدي بوكردان وبرومي في انتظار تشغيل سد كاف الير بمنطقة الداموس قريبا، مع الاشارة إلى كون سد بورومي يسع ل 182 ألف متر مكعب، ويتم استخراج ما معدله 4 ألاف متر مكعب يوميا لتزويد بلديتي أحمر العين وبوركيكة بالماء الشروب، كما يسع سد بوكردان ل 105 آلاف متر مكعب، وتستخرج منه كمية 50 ألف متر مكعب يوميا لتموين بلديات سيدي عمر، شرشال، تيبازة، الناظور، حجوط ومراد، فيما يسع سد كاف الدير ل 125 ألف متر مكعب وتجاوزت نسبة امتلائه مؤخرا حدود 70 بالمائة، بحيث تترجم هذه النسبة المرتفعة نسبيا كون السد لم يدخل دائرة الاستغلال بعد. وفيما يتعلق بتحلية مياه البحر، فإنّ محطة التحلية الكائنة بفوكة تنتج منذ عدّة سنوات خلت 120 ألف متر مكعب يوميا تخصص نصف هذه الكمية لولاية الجزائر، فيما يوجه النصف الثاني للبلديات الشرقية والوسطى لولاية تيبازة، وينتج 119 بئرا تابعا لمؤسسة سيال 84955 متر مكعب من الماء يوميا مقابل 2421 متر مكعب من 8 آبار تابعة للبلديات. أما المنابع المائية التي تنتشر معظمها بالناحية الغربية فهي توفر مجتمعة 11960 متر مكعب يوميا، من بينها 8 منابع تسيّرها مؤسسة سيال وتنتج 3713 متر مكعب يوميا، الأمر الذي يمكّن الجهات المسيّرة للماء من إنتاج 240 ألف متر مكعب يوميا إجمالا. وبالرغم من الجهود المبذولة طيلة السنوات الفارطة لترقية واقع تزويد الساكنة بالماء الشروب، إلا أنّ بعضا من التجمعات السكانية لا تزال تعاني من تذبذب حاد في عملية التموين لأسباب تتعلق معظمها بعدم صلاحية شبكة التوزيع، ومن ثمّ فقد أعدّت مصالح الري بالولاية برنامج عمل مفصل لترقية خدمات توزيع المياه بذات التجمعات، كما يشهد الواقع أيضا عجزا ملحوظا في مصادر المياه على مستوى 6 بلديات غربية انطلاقا من سيدي سميان ووصولا الى بلدية بني ميلك النائية، ومن ثمّ فقد شهدت المنطقة تجديدا مميزا لتجهيزات الآبار ومحطات الضخ، كما استفادت بعض المناطق من تجديد لشبكات التوزيع بها، غير أنّ هذه التحسينات تبقى ظرفية ومؤقتة لأنّ التغيير الجذري لعملية توزيع الماء الشروب بهذه المنطقة سيتم اعتماده رسميا مع نهاية أشغال نصب نظام استغلال سد كاف الدير بمنطقة الداموس، وهو النظام الذي يشمل 182 كلم من قنوات النقل وإنجاز محطة معالجة بسعة 210 ألف متر مكعب يوميا و12 محطة ضخ و11 خزان بسعة إجمالية قدرها 121500 متر مكعب يوميا.