يشكّل ملف تزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب في عدة أحياء وسط عاصمة ولاية ورقلة وبلديات كبرى أحد الملفات المطروحة بحدة والتي تحتاج إلى دفع من أجل تجاوزها بشكل نهائي نظرا لوضعية شبكة توزيع المياه القديمة، حيث لازال السكان يشترون دوريا مياه الصهاريج بدلا من استغلال مياه من الحنفية مباشرة بسبب ملوحتها وارتفاع نسبة الحديد في بعضها هذا رغم استفادة الولاية من إنجاز 10 محطات تحلية 9 محطات بورقلة و1 بتقرت، منها 4 محطات تحلية دخلت حيز الاستغلال، إلا أن الخلل الذي واجهها كان بسبب قدم واهتراء شبكة التزود بالمياه الصالحة للشرب، حسب مديرية الموارد المائية لولاية ورقلة. تندرج محطات تحلية المياه التي أنجزت عبر مختلف أحياء المدينة في إطار العمل على تحسين نوعية مياه الشرب الموزعة والسعي إلى تقليص نسبة الملوحة حتى تصل إلى نسبة ضئيلة غرام / لتر مع الذكر بأن المعايير الفيزيو - كيميائية والبكتيريولوجية تتوافق وتوصيات المنظمة العالمية للصحة وتموّن كل محطة من آبار توفر مياه ذات ملوحة مرتفعة نحو 3 غرام / لتر كما تسمح هذه المنشآت بمعالجة 70.500 متر مكعب من المياه لتوفير 75 في المائة من المياه المحلاة بما يعادل 52,875 متر مكعب/ يوميا. ولم يتمكن المواطن بورقلة حتى اليوم من الإستفادة من المياه المحلاة بسبب الخلل المسجل في شبكة التزود بالمياه الصالحة للشرب نظرا لقدمها ومن أجل تجاوز هذا المشكل تمّ إطلاق المخطط الإستعجالي الذي يهدف إلى تحسين التموين بمياه الشرب المحلاة والجاري تجسيده بالتنسق مع الشركة الجزائرية للمياه، حيث بلغت نسبة أشغال انجازه حوالي 80 في المائة بورقلة، حسبما ذكره المدير الولائي للموارد المائية نور الدين حميداتو، ويتضمن هذا المخطط إعادة الاعتبار لشطر من شبكة التوزيع بهدف استئصال النقاط السوداء التي تمّ تشخيصها وإنجاز صمامات قطاعية تسمح باستغلال مجموع محطات تحلية المياه المنجزة عبر ورقلة الكبرى. وتطبيقا لتعليمات وزير القطاع حسين نسيب خلال زيارته إلى الولاية والذي أبرز أهمية القيام بتشخيص وضعية توزيع هذه المادة الحيوية ووضع حدّ للتذبذب الحاصل في بعض الأحياء، تعمل الشركة الجزائرية للمياه بورقلة حاليا على إنجاز دراسة لتشخيص وضعية الشبكة ودعمها وأيضا تحديد وضع التوزيع والتحكم في الأعطاب وتصليحها من أجل الاقتصاد في هذه المادة الحيوية وتجاوز التذبذب الحاصل في التوزيع. يذكر أن قطاع الموارد المائية بولاية ورقلة قد استفاد في إطار برنامج سنة 2018، من عدة مشاريع هامة كما سبق وذكر في تصريح ل»الشعب» المدير الولائي نور الدين حميداتو من بينها إنجاز ثلاثة خزانات للمياه الصالحة للشرب، 2 خزانان بورقلة و1 بالرويسات بالإضافة إلى عدة عمليات من شأنها التخفيف من حدة مشكل تذبذب تزويد المواطنين بالمياه الصالحة للشرب. ومن بين المشاريع الجديدة أيضا دراسة لنظام الري للمدينة الجديدة عين البيضاء تتعلّق بالمياه الصالحة للشرب، بالإضافة إلى دراسة لمشروع إنجاز محطة إزالة الحديد من المياه بحي النصر، وذلك نظرا لنسبة الحديد المرتفعة نوعا ما في المنقب والتي تقدر ب7 في المائة وهي نسبة مرتفعة، حسب مقاييس منظمة الصحة العالمية، وعلى هذا الأساس تمّ تسجيل دراسة لإنجاز محطة لإزالة الحديد من المياه من أجل تزويد المواطنين بنوعية جيدة وذلك في إطار البرنامج القطاعي لسنة 2018، فضلا عن عمليات أخرى على غرار تصليح التسريبات في شبكة المياه عبر أحياء الولاية للقضاء على مشكل التسريبات في الشبكة القديمة.