سجلت مصالح الحماية المدنية لولاية ورقلة، منذ بداية شهر جوان إلى غاية اليوم، 28 تدخلا لإخماد حرائق النخيل على مستوى الولاية وقد أسفرت هذه التدخلات عن خسائر تمثلت في 278 نخلة وتتركز أغلب هذه الحرائق ببلدية عين البيضاء، بمعدل 93 حريقا، وببلدية تقرت ب 80 حريقا وفي منطقة مخادمة بحوالي 51 حريقا. تحدد مصالح الحماية المدنية مخططا للتحكم في مثل هذه الحرائق التي عرفت تسجيل خسائر معتبرة على مستوى العديد من المناطق وذلك من خلال مواصلة تنظيم الحملات التوعوية والتحسيسية لفائدة الفلاحين والمواطنين على مستوى بلديات الولاية والاعتماد على وسائل التدخل والعتاد الجديد، بالإضافة إلى التكوين الكفء لعناصر وحدات الحماية المدنية، وكذلك تثمين مساهمة الفلاحين والمواطنين في تنفيذ الإجراءات الوقائية. تشير معلومات ذات الجهة أن عدد التدخلات لإخماد حرائق النخيل في سنة 2017 بلغ 458 وتوضح هذه الأرقام ارتفاعا في إجمالي عمليات التدخل لإخماد حرائق النخيل مقارنة بسنة 2016 التي سجلت 361 تدخل، حيث مثلت خسائر النخيل في سنة 2017 ما يعادل 3914 في حين سجلت في سنة 2016 ما يعادل 1909 وعلى الرغم من الخسائر المعتبرة فقد أكدت مصالح الحماية المدنية أنها في انخفاض ملحوظ وتناقص مستمر، حيث تراجعت خسائر النخيل، بحسب ذات المصادر بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة بالمقارنة مع السنوات 2008، 2009، 2010 ويرجع ذلك إلى العتاد المتطور الذي ساهم في تسهيل التدخل لتسجيل أقل الخسائر بالإضافة إلى تكثيف الحملات التحسيسية والتوعوية. تتلخص أسباب حرائق غابات النخيل بولاية ورقلة في 3 عناصر، ارتفاع درجة الحرارة، الفعل العمدي، تهاون بعض الفلاحين، وبحسب ذات المصادر فإن الصعوبات والمشاكل المسجلة في حملة مكافحة حرائق واحات النخيل تتحدد في صعوبة تطبيق الإجراءات الوقائية في هذه المناطق، نظرا لطبيعة ملكية الغابة (أوقاف، إرث قديم غير مقسم إلى غير ذلك)، ماعدا المحيطات الجديدة المنشأة وفق المقاييس المعمولة بها بالإضافة إلى عدم وجود وسائل الإبلاغ والإنذار، تواجد واحات النخيل بداخل أو قرب المناطق العمرانية، ضيق المسالك أو انعدامها داخل الواحة وكذا عدم وجود نقاط توقف وسائل الإطفاء للتعبئة. فضلا عن أن الأرضيات هشة لا تتحمل ثقل وسائل التدخل، مصدات الريح والفواصل بين الأملاك المستعملة من الجريد اليابس التي تتسبب في الانتشار السريع للحريق من جهة أخرى، وأيضا نقاط المياه الاصطناعية والطبيعية المحصاة التي لا تتوفر على الشروط التقنية للاستعمال، كما يشكل انعدام الحراسة في واحات النخيل وخاصة الموروثة منها والمهجورة أحد الأسباب المؤدية إلى تسجيل هذه الخسائر. تقترح مصالح الحماية المدنية لتجاوز هذا الخطر تدارس كيفية احترام القوانين في ما يخص المحيطات الفلاحية والواحات مع السلطات من أجل منع تحويلها لمناطق سكنية، البحث مع الهيئة المعنية في كيفية حماية الممتلكات الوقفية المتعرضة للحرائق باستعمال مصدات الرياح بمواد غير قابلة للاشتعال، حث الفلاحين على تطبيق الإجراءات الوقائية داخل الواحات، تنشيط الجمعيات المهتمة بثروة النخيل من أجل تحسيس الفلاحين والمواطنين، تقسيم أو فصل الحواجز المنجزة بالجريد بمواد غير قابلة للاشتعال مثل الأسوار من الحجر أو الصفحات في كل 20م . يعود ذلك إلى أسباب متعددة أهمها عدد خسائر النخيل المسجلة خلال 10 سنوات الماضية المقدرة بما يفوق 47 ألف نخلة، الثروة الهائلة لعدد النخيل الواجب الحفاظ عليها، شساعة المنطقة، بعد المسافات بين المناطق، ارتفاع عدد نخيل، اتساع المساحة الغابية خاصة وأن تسجيل الخسائر يعتبر حتميا نظرا لتواجد النخيل القديم «الموروث المهمل» الذي يمثل نسبة 70 ٪ من الخسائر.