شدد المتدخلون في أشغال اليوم البرلماني حول «إندماج الشباب في الحياة السياسية»على أهمية التحاور مع الشباب على اعتبار أن الحوار كفيل بتسهيل اندماجهم وأحسن فضاء لبحث انشغالاتهم، وحذروا في سياق متصل من إهمال هذه النقطة الجوهرية والنتائج الوخيمة التي قد تترتب عنها. أجمع المشاركون في أشغال اليوم البرلماني المنظم أمس من قبل الكتلة البرلمانية لحزب الجبهة الوطنية الجزائرية بمقر المجلس الشعبي الوطني، على أن فتح الحوار مع المجتمع لاسيما مع القاعدة ممثلة في شريحة الشباب لمناقشة اهتماماتهم وعرض انشغالاتهم. عبد القادر دريهم رئيس المجموعة البرلمانية للجبهة الوطنية الجزائرية حول «الحوار الشباني من أجل تفعيل مشاركته في الحياة السياسية»، اعتبر في مداخلته بأن قضية عزوف الشباب عن المشاركة السياسية بمثابة ظاهرة تقتضي الدراسة خاصة بعد أن فقد الشباب الثقة في رجالها وربط كل ما يتعلق بها والخوض في غمارها بالفساد، بسبب غياب الحوار وعدم وجود تواصل بين الطبقة السياسية وهذه الشريحة. وأفاد دريهم في السياق ذاته بأنه ''وبعد فشل السياسات الترقيعية لمشاكل الشباب، بات الزاما أن يتولى الشباب بنفسه زمام الأمور ولن يتأتى ذلك إلا باندماجه في الحياة السياسية'' وذهب إلى أبعد من ذلك في كلام وجهه للشباب بقوله ''مشاركتكم في الحياة السياسية ليست من أجل أن تكونوا جسرا سياسيا كما هو الحال في بعض التنظيمات السياسية التي تشغلك في المناسبات الانتخابية فقط، وإنما لتبوأ مراكز سياسية وقيادية في البلاد لأن المشعل يؤخذ ولا يعطى''. ولم يفوت الفرصة ليوضح بأن تنظيم اليوم البرلماني يهدف أساسا إلى الوقوف على الأسباب التي أدت إلى عزوف الشباب عن المشاركة في الحياة السياسية والحزبية من خلال فتح حوار بين الشباب ومختلف الشخصيات السياسية وزرع الوعي السياسي بدءا من امتلاك بطاقة الانتخاب ووصول إلى صنع القرار. من جهته شدد الدكتور علي خوجة بجامعة الجزائر على ضرورة الرجوع إلى فئات المجتمع للبحث عن الاستقرار الاجتماعي إذ لا بد من محاورة المجتمع، واستنادا إلى ذات المتحدث فإن ''الطلبة لديهم وعي ومشاكل يريدون طرحها وأسئلة يريدون اجابات عليها''، مضيفا بأن ''مكونات المجتمع تعرف بأن الخلل يكمن في عجز الحكومة والنخب والنظام السياسي على فهم الأمور''. من جهته ركز عبد العالي رزاڤي أستاذ بكلية العلوم السياسية والإعلام في مداخلته حول ''جيل ما بعد الاستقلال'' حيث تطرق من خلالها إلى جيل الشباب الذي تبنى الثورة وكذا مجموعة ال 22 أو الجناح المسلح في «الأفلان» والجيل الذي تولى المسؤوليات بعد استرجاع السيادة وكان معدل عمره لا يتجاوز 25 سنة، أما جيل مابعد 62 فوصفه بالمهمش كونه لم يتسلم المشعل ثم تساءل فماذا عن جيل مابعد التعددية؟ وكيف نستطيع أن ندفع بالشباب إلى الحوار من أجل الإندماج في الحياة السياسية؟ وبرأيه فإن تغييب الحياة السياسية سببه حالة الطوارىء والمعارضة حسب الحقوقيين. في حين تحمل المعارضة المسؤولية لأحزاب التحالف وكذا عدم اعتماد احزاب جديدة والاعتماد على الحركات التقويمية. وخلص رزاڤي إلى أن عملية الاندماج في الحياة السياسية تستند إلى الحوار والأحزاب وبأن الحزب الحالي الذي يلتف حوله الجزائريون هو حزب «الفايس بوك» ولابد من التوفيق الآن بين الافتراضي والواقع.