تعرف مدينة تلمسان على أنها إحدى أهم المواقع السياحية بالجزائر بحكم إنها عروس المغرب العربي لما لها من تنوع في التراث والثقافة، هذه المدينة التي تجمع من تراث الحضارات القديمة الذي يمتزج بالمواقع الطبيعية التي ذاع صيتها خارج الحدود على غرار الشواطئ الخلابة التي يتقدّمها شاطئا مرسى بن مهيدي وسيدي يوشع المشهوران عالميا، وكذا مغارة بني عاد العجيبة التي تنافس في جمالها مغارة المكسيك، والتي تستقطب السواح بكثرة سنويا. لكن ورغم هذا التنوع نجد أن الآثار التاريخية والمواقع التراثية لها هي الأخرى دور فعال في تنشيط الثقافة، وصارت تنافس الشواطئ والمنتجعات سواء في المداخيل أو في عدد السواح، حيث كشف رئيس فرع الديوان الوطني لتسير المواقع الاثرية بتلمسان السيد محمد بن عزة، أن المواقع الأثرية قد استقطبت خلال السنة الماضية 88600 سائح اجنبي، كما سجّل مداخيل تقدّر ب 06 ملايين دج، وهو أنّه مبلغ زهيد إذا قارناه مع كتلة أجور العمال بالديوان البالغ عددهم 147 عاملا، أو ما صرفته الدولة على ترميم الاثار بمناسبة احتضان تلمسان لتظاهرة عاصمة الثقافة الاسلامية سنة 2011 أين تم ترميم صومعة أغادير ب 13 مليار سنتيم ومنصورة ب 10 ملايير سنتيم، وحمام عين بنت السلطان بأغادير ب 2.6 ملايير سنتيم ومجمع سيدي بومدين ب 3.2 مليار سنتيم، ومسجد أبي الحسن الراشدي ب 1.5 مليار سنتيم، ناهيك على العشرات من المواقع الاخرى التي استنزفت من خزينة الدولة الملايير، لكنه كبداية يعتبر محفّزا لتطور السياحة الاثرية خاصة أن مدينة تلمسان التي تحوز على 80 بالمائة من الآثار العربية المصنّفة التي تبقى مجهولة لدى العالم نتيجة عدة ظروف، وعلى الأفواج التي زارت تلمسان التعريف بها كما يجب على الوكالات السياحية التعريف بتلمسان التي تبقى ورغم الاهمية الكبرى لتلمسان عربيا ودوليا بفعل مرور أعلام شهيرة بها واستقرارهم على غرار أبي مدين شعيب، وابن خلدون، ووجود آثار تاريخية تشكل أكثر من 2 / 3 الاثار العربية المصنفة وتجمع العديد من الحضارات، إلا أن ذلك لم يشفع لها لتكون قبلة للسواح مقارنة مع بعض مدن شمال افريقيا على غرار باب البحر بتونس ومراكش وفاس بالمغرب، وذلك راجع لغياب الاشهار والتعريف بهذه المواقع، ما يستوجب على الديون الوطني لتسيير المواقع الاثرية العمل أكثر على التعريف بها لتكون موردا اقتصاديا هاما يساهم في خزينة الدولة ضمن السياسة الاقتصادية الجديد لإقامة الاقتصاد الناشئ خارج المحروقات، خاصة وأن الحركية السياحية بالولاية تطورت وصارت تعمل على خلق سياحة دينية وثقافية وحموية، زيادة على توفير الدولة لمراكز إقامة متطورة من شأنها أن تجعل المدينة قطبا سياحيا بامتياز ومركزا لخلق الثروة. ..والمستفيدون من مشاريع «أونساج» بتلمسان يطالبون بمسح الديون احتجّ نهار الخميس الماضي عشرات المستفيدين من الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب «أونساج» أمام مقر المديرية الجهوية بحي ايمامة بتلمسان للمطالبة بمسح ديونهم بعدما فشلت مشاريعهم التي استفادوا منها نتيجة غياب مخطط واضح لتسيير المشاريع. المحتجّون الذين تجاوز عددهم ال 100 مستفيد حملوا مطالب أساسية بمسح ديونهم التي عجزوا عن تسديدها نتيجة التشبع وغياب سياسة تنظيمية للمشاريع، حيث أكد ممثل المحتجين أن سوء تسيير مديرية اونساج للمشاريع كان وراء عجز الشباب المستفيد عن دفع الديون المترتبة عنهم بفعل التشبع، فمثلا الدولة منحتهم وسائل نقل البضائع، ففي الوقت الذي تحتاج الولاية 500 وسيلة تم منح 5000 وكذا مشاريع المخابز، حيث أن العشرات من المستفيدين وقعوا ضحية ممونين منحهم عتاد غير صالح. من جانب آخر أشار رئيس مصلحة بمديرية دعم وتشغيل الشباب لتلمسان، أن أغلب المحتجين ممّن لم يجسّدوا مشاريعهم وحصلوا على الأموال بتواطؤ مع الممونين وبددوها أو ممّن لا يريدون دفع ديونهم، مؤكدا أن هناك المئات من حققت لهم وكالة اونساج مشاريع العمر ونجحو فيها، في حين أن هناك المئات من الملفات المطروحة على العدالة بفعل الغش والتدليس الذي يحاولون التستر عليه بالاحتجاج للمطالبة بمسح الديون التي هي من أموال البنوك والدولة والشعب الجزائري. هذا وقد حاول المحتجّون نقل احتجاجهم إلى مقر الولاية لكن تفرّقهم أفشل الاحتجاج الذي جرى وسط طوق أمني مشدّد.