يعيش أنصار مولودية الجزائر حالة من الخوف والترقب في الأيام القليلة الماضية، خصوصا بعد التعثر الأخير للفريق أمام العملاق الكونغولي «تي - بي - مازامبي» برسم مباراة الجولة الرابعة من الدور المجموعات لمنافسة رابطة الأبطال الإفريقية لكرة القدم، التي جعلت الشك يتسرب لعشّاق اللونين الأحمر والأخضر، خصوصا بعد العودة القوية لفريق وفاق سطيف، الذي تمكّن من تسجيل فوز وتعادل على نادي الدفاع الحسني الجديدي نصبه في المركز الثالث في الترتيب العام، مشدّدا بذلك الخناق على العميد وصيف الترتيب بفارق نقطة وحيدة. تعادل العميد بسبب خطأ فادح بين الدفاع وحارس المرمى، أكد لأنصار الفريق وعشاق كرة القدم الجزائرية بأن أخطاء الموسم الماضي لا زالت في الواجهة، وكشف عيوب الاستقدامات التي قام بها المدير الرياضي للفريق كمال قاسي السعيد وإدارته لحد الآن، حيث تأكّد الجميع بأن إدارة الفريق مرت جانبا في عملية الاستقدامات، بعدما فشلت في جلب مهاجم بمواصفات عالية، واكتفت بجلب مهاجمين جديدين مغمورين يضافان إلى «سويبع» و»نقاش» في الخط الأمامي، ما سيضيف المشاكل للطّاقم الفني خلال الموسم الكروي لتكوين خطّه الهجومي، كما أنّ قاسي السعيد لم يتمكّن لحد الآن من ضمان خدمات جناح أيمن مميز يساهم في تحرّر بعض المهاجمين. بالإضافة إلى كل هذا، فشل قاسي السعيد المسؤول الأول على عملية الاستقدامات في تعويض رحيل الثنائي «بولخوة» و»بدبودة» عن الفريق نهاية الموسم الماضي، ولم يتمكّن من إقناع «قراوي» بالبقاء، واكتفى بانتداب «حدوش» الذي لا يمكن للطاقم الفني استغلال خدماته في لقاءات المنافسة القارية بما أنه خاض نفس المنافسة مع وفاق سطيف، في حين انتدب «حاشي» في ذات المنصب هو الذي قضى موسما شبه أبيض العام الماضي مع فريقه السابق «ماميلودي سانداونز» الجنوب إفريقي، وخاض معه سوى 4 مباريات ويبقى بعيدا عن مستواه، ولم يتمكّن «كازوني» حتى من الاستفادة من خدماته وسط غياب الحلول الدفاعية أمام مازمبي، كونه أصيب خلال التربص رفقة «عروس» الذي كان ليكون حلا إضافيا على الجهة اليسرى، كلّها عوامل جعلت الطاقم الفني للمولودية يخوض اللقاء دون مدافع أيسر، ليتواصل مسلسل الموسم الماضي الذي لعب فيه متوسط الميدان «قراوي» مرحلة العودة بأكملها في ذات المنصب وعوض فيه الثنائي (بدبودة وبولخوة) بامتياز، وكان وراء الفوز على الوفاق والتعادل أمام الجديدي في رابطة الأبطال بتسجيله هدفين في لقاءي الجولتين الأولى والثانية. العميد الذي مرّ جانبا في استئناف مباريات رابطة الأبطال بعدما عاد خائبا من سفرية لومومباشي بهزيمة أمام مازامبي وتعادل أمام ذات الفريق، سيكون أمام حتمية التنقل إلى المغرب للعودة بالفوز من هناك لتدارك ما فاته حتى يطمح لخوض مباراة وفاق سطيف الأخيرة بنوع من الارتياح، خصوصا إذا فشل الوفاق في تحقيق الفوز أمام مازامبي بملعب الثامن ماي بسطيف، وستكون مأموريته أصعب في حال فاز الوفاق على مازمبي، وسيكون بذلك الكلاسيكو ضد الوفاق بملعب 5 جويلية الأولمبي ناريا. مباراة الرّفاع البحريني لترتيب البيت وسيتنفّس المدرّب الفرنسي «برنارد كازوني» الصعداء هذه الأيام تحضيرا لمباراة الدور ال 32 من البطولة العربية للأندية ضد نادي الرفاع البحريني بذات البلد المقرّر إقامته يوم التاسع من أوت الجاري، كونه سيمكنه الاعتماد على الظهير «حدوش» على الجهة اليسرى، مع استرجاع المعاقب أمام مازمبي القائد «حشود» على الجهة اليمنى من الدفاع، وهو ما سيجعله يخوض هذا اللقاء بأوراق رابحة ويقوم فيه بإعادة ترتيب البيت، خصوصا أن إدارة المولودية تعوّل كثيرا على هذه المنافسة، وستعمل على الذهاب بعيدا فيها بغية استهداف الكأس وعملا على إنعاش خزينتها بالأموال. هذا اللّقاء سيكون أيضا فرصة للطاقم الفني لخلق انسجام أكبر بين القدامى والوافدين الجدد تحضيرا لمباراة الجديدي بالمغرب، وهو ما سيسمح لصانع الألعاب «بورديم» من الاندماج مع زملائه ليتأقلم أكثر مع طريقة لعب المولودية وما يطلبه منه الطاقم الفني، لكن مأمورية «كازوني» لن تكون سهلة في إيجاد بدليل لهدّاف الفريق «محمد هشام نقاش» في الهجوم هو الذي يقوم بعمل كبير من حيث التنشيط الهجومي ويساعد خط الوسط كثيرا في استرجاع الكرات، وغيابه عن لقاء مازمبي ب «تشاكر» كان واضحا وتأثّر به الخط الهجومي للمولودية كثيرا.