«لا يحمل مشروع ميدغاز أي خطر على البيئة والإنسان. كل المسائل حظيت بالرعاية منذ أولى البدايات، ودرست بدقة إلى ابعد الحدود». بهذه الكلمات ظل مسؤولو المديرية الجهوية لشركة النقل عبر الأنابيب يرددون على مسامع الصحافيين طيلة الزيارة الخاصة للمحطة الغازية «غ ز4» ببني صاف. وجدد التأكيد عليها في الجولة الاستطلاعية باليوم الثاني من الزيارة إلى شاطئ سيدي جلول آخر نقطة برية لأنبوب ميدغاز الرابط الجزائرباسبانيا عبر البحر المتوسط. وتبتعد نقطة الفصل النهائي بين اليابسة والبحر على مسافة 6 كلم من محطة بني صاف، وهي اقرب مسافة من ألميريا على امتداد 200 كلم من البحر المتوسط فقط. ذكر بهذه الخصوصية محمد حاج عبد الرحمان مهندس بالمديرية الجهوية لشركة نقل الغاز بالأنابيب قائلا في رده على استفسارات الصحافيين الخاصة بتداعيات المشروع: «ليس هناك ما يشغل البال بالمرة، فخطر التلوث البري والبحري غير مطروح تماما لان الغاز نظيف عكس البترول يحترق في الهواء ولا يحدث تسريبات في الطبيعة». وواصل عبد الرحمان أن أنبوب ميدغاز الممون من أنبوب «غ ز4» الآتي من حاسي الرمل يعد امتدادا لمحطة الضغط بني صاف على امتداد بري 6 كلم. وهو على عمق ارض كاف قبل بلوغه البحر على مستوى سيدي جلول ومنه إلى اسبانيا. واختيرت الأرضية الجبلية على واد سيدي جلول لمد الأنبوب بصفة تسمح لخصوصية المنطقة وتأمين مناظرها السياحية والفلاحية والصيد البحري، وهي ميزة لسكان عين تيموشنت في الربوع الغربية من الجزائر. وحسب المتحدث فان الانشغالات التي بدت لأول وهلة في بداية الأشغال لدى بعض السكان سرعان ما تبددت بفعل إتقان الانجاز ودقة الدراسة وتوظيف التكنولوجيا لدرجة أن الذي لا يعرف المنطقة يجهل آن هناك أشغال جبارة تمت وأنبوب غاز مشيد تحت الأرض. لقد عادت الأمور إلى سابق عهدها، وعاد السكان إلى شاطئ سيدي جلول المحمي غير بعيد عن بني صاف يسبحون ويستمتعون بالصيد والمنظر البهيج وهدوء المنطقة المتواجدة في شكل خليج آية في الجمال. وحسب قويدر حدوش احد المهندسين بالمديرية الجهوية لشركة النقل بالأنابيب في ارزيو فان منطقة سيدي جلول التي تبعد عن بني صاف ب 15 كلم ومقر عاصمة الولاية عين تيموشنت ب 15 كلم أيضا يقصدها السكان والمصطافون لزيارة ضريح الولي الصالح حامل نفس التسمية. ويشكل أنبوب ميدغاز عامل نعمة لها وليس نقمة لأنه زاد في رفاهية السكان وانتعاش حياتهم وخلق مناصب شغل لأبنائهم بتوظيف 45 شابا بصفة دائمة في محطة «غ ز4» فقط والقائمة مفتوحة. كما زاد قيمة مقصد سيدي جلول السياحي وجعلها في موقع مهم من التنمية المحلية باعتبارها تحمل خصوصية وتمايز. فسيدي جلول تابعة لبلدية سيدي صافي دائرة بني صاف غربا وجهتها الشرقية تابعة لبلدية سيدي بن عدة دائرة عين تيموشنت. وفوق هذا وذاك اخرج مشروع ميدغاز سيدي جلول من الرقعة الجغرافية الضيقة النائية إلى قطب اقتصادي بامتياز وبوابة عملاقة في ضخ الغاز إلى الضفة الأخرى من المتوسط يحسب لها ألف حساب .