استمر القتال في اليوم العشرين من الانتفاضة الليبية كرا وفرا في بلدة الزاوية شمال غرب ليبيا التي تضاربت الأنباء حول مصيرها، وأيضا في بلدة رأس لانوف النفطية التي تعرضت لغارات عديدة أمس وسط مخاوف من قصفها مجددا، في وقت أجرى فيه الثوار انسحابا مؤقتا من مدينة بن جواد، غير أن مراسل الجزيرة ذكر مساء أمس بأن الثوار عادوا للتقدم نحو المدينة تحت قصف عنيف، وذلك بعد أن طلب منهم المجلس الانتقالي وقف الزحف غربا لبعض الوقت. وقال مراسل الجزيرة: إن مدينة الزاوية محاصرة وتشهد كرا وفرا بين كتائب العقيد معمر القذافي والثوار، دون أن تتوفر أرقام عن خسائر محتملة. بينما قال شاهد عيان لأسوشيتد برس: إن قوات القذافي استعادت السيطرة على الزاوية التي قطعت عنها الكهرباء والهاتف والإنترنت، وتطلق فيها النار عشوائيا، ووصف الشاهد -الذي تحدث إلى الوكالة بعد فراره إلى منطقة قريبة تتوفر فيها تغطية الهاتف النقال إن البلدة باتت أنقاضا، وإن قوات القذافي تطلق النار على كل من تراه، وانتشر قناصة فوق أسطح بنايات قريبة من ميدان الشهداء، في حين تحدثت روايات سكان الزاوية عن اقتحام كتائب القذافي لبعض المنازل وقتل ساكنيها كما حدث في حي أولاد عمارة. ويبدو أن قوات القذافي تعتمد يوما بعد آخر على القوة الجوية أمام قوات معارضة تجد نفسها مكشوفة في امتداد صحراوي على طول الشريط الساحلي. وتعرضت مدينة رأس لانوف النفطية لثلاث غارات جوية اليوم على الأقل، واستهدفت أيضا براجمات الصواريخ التي تطلق من بلدة بني جواد. وأضاف: أنه لا اشتباكات مباشرة في المدينة التي نزح عنها أغلب السكان، ووقفت قوات القذافي عند مشارفها الغربية. ويخشى كثيرون من قصف كتائب القذافي حقل رأس لانوف النفطي لتدميره، إذا تعذر عليها الاستيلاء عليه. لكن مصادر تحدثت للجزيرة عن نشر صواريخ سام 7 في رأس لانوف التي منع الصحفيون من دخولها من باب التكتم على هذا الأمر. أما في مصراتة الواقعة على بعد 200 كلم شرق طرابلس، فقال أحد أعضاء اللجنة الإعلامية فيها: إن كتائب القذافي تحتشد على مشارفها، ويستعد الثوار لصدها. وتحدث عن قصف طال مناطق سكنية لإثارة الرعب، فقتل 21 شخصا، ومن بنغازي قال الصحفي الليبي فرج المغربي: إن الثوار يسيطرون على مدينة البريقة التي تعيش هدوءا، ويسيطرون أيضا على ميناء سدرة، ويستعدون للتوجه إلى الوادي الأحمر وسرت التي تعد طوقا يحمي طرابلس. وفي خطوة رمزية، رفع علم الاستقلال لأول مرة على ناقلة نفط ليبية في ميناء الحريقة في طبرق التي وصف مصدر صحفي الوضع فيها بالهادئ، وتحدث عن عشرات السيارات دخلت من مصر محملة بالأغذية والدواء، وقالت مصادر في الصناعة النفطية: إن ميناءيْ رأس لانوف والبريقة لم يعودا يعملان بسبب العنف. وما زال الثوار يحكمون قبضتهم على عدد من مدن وبلدات الغرب، بما فيها الزنتان على بعد 120 كلم إلى الجنوب الغربي من طرابلس، حسب إعلامية فرنسية قالت: إن السكان توقعوا هجوما لقوات القذافي البارحة لم يقع في النهاية، لكن الثوار قرروا الجلاء عن بن جواد للمرة الثانية لتجنيبها مزيدا من الضرر كما قالوا، وإن تحدث مراسل الجزيرة عن استعدادات لتحريرها مجددا. وطلب المجلس الانتقالي من الثوار تعليق زحفهم غربا، ريثما يلتحق بهم الجيش، رغم سيطرتهم على 75٪ من أراضي ليبيا. وبالمقابل حذر الساعدي نجل القائد الليبي أمس الأول من أن أباه لم يقحم الجيش بعد في المعارك، وهو يوفره لحماية ليبيا مما أسماه هجوما أجنبيا. ويواجه نظام القذافي أصعب تحد له منذ 1969، إذ تمكنت المعارضة من السيطرة على معظم مناطق الشرق وعلى جزء من الغرب، وباتت تهدد بالزحف على العاصمة.