قال لها أحبك وأنت ست النساء فلما أرى قلبك ولم أر من بعد مثلك أيتها النجلاء يا ضلع آدم مثل الفجر أتيت يا حواء عيونك مثل عيون الغزالة فلا الشعر أصدق من عيوني ولا الحرف ابلى بلاء الذي يكتب عنك في قصائد المدح والهجاء انأ أكتبك وأرسمك وانحت اسمك كوردة يكسوها الخجل والحياء وصوتك حبيبتي مثل النسيم يهب صباحا ومساء قالت هل هذا هو الحب لديك أم أن الحروف أعلنت عنك الجفاء فقلت أنا الذي الحرف يهابني وابتلى بوهمي أيما ابتلاء وآنت طير الغرام الذي كلما سمع ندائي لبى النداء يا نجمة تنامين في أفق فوق العقول وصعبة المنال أنا في جدال مع الجدال كيف اكتب عنك وكيف أجد ظلك بين الطيش والعناد عند الصباح وعند المساء أهيم اشتياقا بفرط الأسى وعودتني كل فضل عسى يذوب اللبيب كما عودتني وقلبي عن جودك بالحب تعودا والليل ببعدك لم يزل سرمدا وتركت في عيوني دمع الصبا كان الأمر كان كما بدى أتيتك بالحب فكن لقلبي حبيبا محسنا فقالت قل ما شئت ففصل الحب ناقص غير متمما فقلت على سيري لم يزل سيركم وخير جميع الجمال خيركم فكن خليلي وخليل الروح وخير حبيب وكن شفائي من علتي وأنت كن لي الطبيب فسهم غرامك ما أخطا الفؤاد حين يصيب فسالت في عينها الدموع قائلة والله أنت الغريب وأنت الحبيب عجيب أمرك عجيب وما أعجبني أمر سواك أيها الغريب فقلت ويحتي من هذا الحب ومن هذا النصيب فلاحت بحبها فطاش راسي بالهوى .. فصمت اللسان واستكان وما أضحى يجيب فقالت لي حينها يا سيدتي أنت الفجر وأنت اللقاء وأنت الحبيب وأنت أمنيتي وأنت ضياء ليلي وأنت العندليب وأنت الوجد والوجدان والولع وأنت القمر القريب وأنت حبي وحياتي وفؤادي وسلامي العذب الجميل.