تحت عنوان “مع بركات المولد النبوي.. تلمسان توقد شموع الثقافة الإسلامية” صدر عن وزارة الثقافة العدد الأول من المجلة نصف الشهرية “الجوهرة”، حيث ستكون على مدار سنة كاملة نبراسا لكل الأحدات والفعاليات الثقافية والفكرية والفنية التي ستحتضنها عاصمة الزيانيين تحت لواء تظاهرة “تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية 2011”.. تناولت المجلة في صفحاتها الأولى رسالة فخامة السيد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، ولتي أشاد فيها باختيار تلمسان عاصمة لثقافة الاسلامية، مشيرا إلى أن هذا الحدث يكتسي أهمية كبرى بالنسبة للجزائر، حتى تبرز مساهمتها ودورها في إثراء الثقافة الإسلامي، ولتكون كتابا مفتوحا نستعيد صفحاته الناصعة وما فيه من عبر، ونستخلص منها القوة والعزم والثقة في النفس. وقال الرئيس إنه من خلال التظاهرة سنبدي مكانة هذه المدينة العريقة، وما قدمته من عطاءات فكرية وإبداعية وبطولات عبر مختلف الحقب والعصور، بهدف تجديد وعي الأجيال بتاريخها وربطها بالمثل والقيم النبيلة لحماية خصوصياتنا وهويتنا، ناهيك يضيف على إبراز البعد الحضاري لأمتنا لتثمين الأمجاد الإنسانية المشتركة والدفع بها لمواكبة العصر وتحدياته ، لأن العالم يقول سيتخطانا ويتجاوزنا ما لم نكن فاعلين في صنع ملامحه الجديدة بماضينا وحاضرنا وعبقرية أجيالنا، وتطلعاتنا الواثقة إلى المستقبل. وبعد أن أشار إلى المراحل التي شهدتها تلمسان منذ أن فتحها أبو المهاجر دينار، وما تعاقب عليها من حضارات، قال بوتفليقة إن التظاهرة موعد أخر مع التاريخ والإنسان، لتتمكن شعوبنا الإسلامية من التصالح مع ذاتها لتقود قاطرة التنمية الثقافية، وتحولها إلى مقابسات فاعلة، ولا تكتفي بالوقوف عند العتبات، بل ينبغي أن تتحول هذه الفعاليات إلى درب نوراني بجوهر مسيرتنا الطافحة بالأمل والتفاعل، لتعزيز أمننا الثقافي، مشيرا في الأخير إلى أن هذا الحدث سيكون فرصة لتأمل المفاصل التاريخية الحاسمة لنقتبس منها قيم الحرية والمحبة والتسامح، ونرتقي بها معارج التمدن الذي سننته حضارتنا الإسلامية الخالدة. وحملت المجلة أيضا حوارا لوزيرة الثقافة خليدة تومي، عددت فيه مكاسب الجزائر الثقافية خلال العقد الأخير، وما حملته من انعكاسات إيجابية على صورة الجزائر داخليا وخارجيا، كما ثمنت في هذا الحوار الجهود المنصبة في خانة إعداد ترميم التراث الثقافي، وكذا جهود الباحثين والمبدعين الذين الذين يقومون بدور تاريخي لتسجيل حركة المشهد الثقافي الجزائري، وحفظه ونقله للأجيال، مؤكدة أن الجوهرة تلمسان في عرسها ستكون بثقافتها وحضارتها الضاربة في التاريخ قائدة قطار الثقافت الإسلامية. وتضمنت المجلة رسالة عبد العزيز بن عثمان التوجيري المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربيوة والعلوم والثقافة قال فيها إن من الأهداف المرسومة لبرنامج عواصم الثقافة الاسلامية تعميق التضامن الاسلامي، وتقوية علاقات التعاون بين الدول الأعضاء، على جميع المستويات خصوصا على المستوى الثقافي، ناهيك عن إقامة شبكة من التبادل والاشتراك في نشر المفاهيم الصحيحة للثقافة الاسلامية. وضاف أن الاحتفاء بتلمسان يأتي في وقت يتعرض فيه العالم الإسلامي إلى لهزات شديدة، تستدعي تضافر الجهود من أجل رأب الصدع وإصلاح ذات البين وتعزيز التضامن الاسلامي، وخدمة المصالح العليا للأمة الاسلامية في الأمن والسلام والتنمية والتقدم. وتناولت “الجوهرة” مختلف المشاريع التي تعززت بها البنية التحتية الثقافية لعاصمة الزيانيين، والتي تحولت إلى ورشة حقيقية للبناء منذ إعلان تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، حيث خصصت الدولة غلافا ماليا معتبرا، ليكون العرس كبيرا يساهم في تعزيز البنية التحتية الثقافية، وخلق حركية في كل القطاعات وتوفير مناصب شغل. من جهة أخرى سلطت “الجوهرة” الضوء على علماء تلمسان من بينهم العلامة “سيدي أبي مدين شعيب”، إضافة إلى بعض الأماكن والمعالم الشاهدة على تاريخ تلمسان الضارب في الزمن كصومعة “المنصورة” التي يبلغ علوها أكثر من 40 مترا، شيدها السلطان المريني أبو يعقوب إبان محاصرة عاصمة الزيانيين من 1299 إلى 1307. كما قدمت المجلة مجموعة من النشاطات الفنية والثقافية التي ستشهدها تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية خلال 2011.