تستمر دار «الإبصار بالمعرفة voir par le savoir» في دعم مكتبة البراي باللغات الثلاث، بإطلاقها عنوانين جديدين في معرض الجزائر الدولي للكتاب، أحدهما عن الشهيد زيغود يوسف، لتغتنم الدار، كعادتها، تزامن معرض الجزائر الدولي للكتاب والاحتفالات بذكرى اندلاع الثورة التحريرية، من أجل اقتراح إصدارات عن السير الذاتية لشهداء الجزائر. كما تعتزم الدار تقديم هبات لجمعيات داعمة للمكفوفين، وجلسات للبيع بالإهداء، وإطلاق مبادرة جديدة خاصة بالكتب الصوتية سيعلن عنها خلال المعرض. تتويجا لأكثر من عشر سنوات من العطاء، كان ثمرتها عشرات العناوين في كتب وأقراص مسموعة موجهة للمكفوفين، تطرح دار «الإبصار بالمعرفة» لصاحبها الكاتب عبد الرحمان آمالو عنوانين جديدين في معرض الجزائر الدولي للكتاب. وبما أن المعرض الدولي للكتاب يتزامن سنويا مع الاحتفال بذكرى أول نوفمبر، فإن دار «الإبصار بالمعرفة» لم تفوت تعزيز تدوين ذاكرة نضال أبطال الثورة، بإصدار العنوان الأول ضمن سلسلة خاصة تعنى بتقديم السير الذاتية لأبطال الثورة الجزائرية، حيث تقترح «الإبصار بالمعرفة» لصاحبها عبد الرحمن أمالو، بالتعاون مع وزارة المجاهدين، تقدم «سيرة الشهيد زيغود يوسف» في كتاب بالبراي، لينضم إلى قائمة سابقة من كتب السير المختصرة التي شملت «العربي بن مهيدي»، «حسيبة بن بوعلي» وغيرهما من شهداء الثورة التحريرية الجزائرية. وفي هذا الصدد، يقول صاحب الدار: «منذ البداية حرصت على تغطية الفراغ الكبير في مكتبة البراي العربية عموما والجزائرية بالخصوص، وهذا الفراغ يجب أن يبدأ بالقيم الأساسية التي تهم وتوحد الجزائريين، وعلى رأسها تسجيل الذاكرة الثورية. هذا الإصدار هو إضافة جديدة لما سبق وطرحناه، ونحن نعمل على المزيد». طرحنا سؤالا عن أهمية الكتابة عن الثورة للمواطن عموما والمكفوف خصوصا، وإن كان كل ما كتب عن الثورة إلى حدّ الآن كافيا، أم أن علينا الإحاطة أكثر بهذه المرحلة الفاصلة من تاريخنا. وكان الجواب بأنه لا يمكن لثورة مثل الثورة الجزائرية، التي تعتبر تجسيدا لمسار نضالي يعتبر مثالا في التاريخ الحديث، أن تكفيها كتب أيّا كان عددها، فما بالك إذا كانت الكتب التاريخية من أكثر الكتب التي يقبل عليها القارئ الجزائري. والتحدّي في دار «الإبصار بالمعرفة» مضاعف، «أولا لأن مكتبة المكفوفين عموما ضعيفة، لهذا نحن مطالبون بتزويدها بأكبر عدد من العناوين في كل المجالات، ومن جهة أخرى يجب علينا أيضا أن نضع على رأس أولوياتنا المجالات الأكثر أهمية بالنسبة للقارئ وعلى رأسها تدوين الثورة الجزائرية». وبخصوص كتاب البراي الذي يشهد فراغا كبيرا في بلادنا، طرحنا تساؤلا حول الواجب القيام به من أجل تدارك وتغطية هذا العجز، وفي هذا الصدد تعتبر دار «الإبصار بالمعرفة» أن ما يجب فعله أولا هو رفع مستوى الوعي لدى الجميع بأهمية الاهتمام بفئة تتجاوز 200 ألف شخص، «علينا كلنا أن نفكر في المساهمة لتسهيل الصعوبات التي يواجهها المكفوفون، من ذلك صعوبة الحصول على مصادر للقراءة سواء بغرض التعلم أو الترفيه، لهذا وإن كانت جهودنا حثيثة في هذا الجانب، إلا أن المجال لا يزال يتسّع لمجهودات دور نشر أخرى، ومن هذا المنبر نوجّه دعوة لكل الناشرين الجزائريين والعرب للعمل على توفير عناوينهم بلغة البراي، ونحن مستعدون بخبرتنا وإمكانياتنا في تسهيل هذا الأمر». تجدر الإشارة إلى أن هذا الإصدار ليس الجديد الوحيد الذي تقترحه الدار في صالون الكتاب، حيث لها إصدار ثان «في مجال تقتحمه الدار لأول مرة، وهو النشر في الشأن القانوني»، من خلال كتاب للمحامي صالح قويسم تحت عنوان «الوجيز في المصطلحات القانونية». هذا الإصدار الفريد في شكل قاموس في أربع لغات هي العربية، الأمازيغية، الفرنسية والإنجليزية، يضع فيه قويسم خبرة سنوات من العمل في اختيار المصطلحات الأكثر تداولا وأهمية، ويبسط من خلاله لعموم القراء عالم السلطة القضائية. ولن تقتصر مشاركة دار «الإبصار بالمعرفة» على هذين الإصدارين، بل ستستقبل عددا من الجمعيات الناشطة في مجال دعم المكفوفين، حيث ستقدم لها هبات متمثلة في مجموعة من الكتب والأشرطة الصوتية، إضافة إلى سلسلة من جلسات البيع بالإهداء لكتاب الدار، وإطلاق مبادرة جديدة خاصة بالكتب الصوتية سيتم الإعلان عنها خلال المعرض. يجدر بالذكر أن دار «الإبصار بالمعرفة» تقدم جميع إصداراتها بالبراي مجانا لكل المكفوفين، وهذا منذ تأسيسها قبل أكثر من 10 سنوات، لتكون الدار الوحيدة عربيا التي تقدم هذه الخدمة لفئة تحتاج الكثير من الدعم والاهتمام.