أكّد الأستاذ المحاضر بالمدرسة الوطنية للإدارة، وبكلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية عبد العزيز جراد، أنّ حرب الذاكرة مازالت موجودة بيننا وبين فرنسا بعد سنوات من الاستقلال، مشدّدا على ضرورة “طرح منهجية كتابة تاريخنا”. أفاد عبد العزيز جراد خلال مداخلة حول الأسباب وراء “حرب الذاكرة”، ذكر منها ثلاثة في مقدمتها المؤسسات الفرنسية لعدم اعترافها، أما الثاني تخص الإشكالية النفسية لدى قادتهم نظرا لما اقترفوه، فيما يتعلق السبب الثالث بتزييف التاريخ ومحاولة إخفاء الجرائم المرتكبة إبان الفترة الاستعمارية والمصنفة في خانة الجرائم ضد الإنسانية. وذكر جراد في تدخله خلال النقاش الذي احتضنه منتدى “الشعب” أمس، بأن مصطلح الجرائم ضد الإنسانية استعمله الرئيس الفرنسي الحالي ايمانويل ماكرون عندما جاء إلى الجزائر قبل انتخابه، وتبعته ضجة ضده، وعندما جاء كرئيس للجمهورية الفرنسية قال “ليست معنيا بما حدث في الماضي”، وهذا “خطأ لأن استمرارية الدولة مازالت موجودة، والدولة الفرنسية منذ القدم وإلى يومنا هذا تتبنى تاريخها بايجابياته وسلبياته”، أي أنه تراجع لذلك أقول أن الأمر يتعلق ب “حرب الذاكرة”. كما أن الإشكال كذلك مطروح عندنا وفق ما أكد، لأنه “لم تكن لدينا كل الوسائل والآليات لقراءة لتاريخنا”، لذلك “وفي غياب الحقائق نجدها خاطئة تماما في الكتب المدرسية”، مشدّدا على ضرورة حل الإشكال من خلال “الرجوع إلى كتابتنا التاريخية الحقيقية”، لاسيما وأنه “في فرنسا تصدر يوميا كتب حول الثورة الجزائرية”، أما نحن “من الصعب جدا أن تأخذ كل المعلومات وتكتب كتيب حول مرحلة من مراحل الثورة الجزائرية، لذلك أضاف يقول نجد أن هناك تزييف من قبل “أناس لا علاقة لهم بالثورة، أو مؤرخين ليس لديهم كل الوسائل البيداغوجية والأرشيف لكتابة تاريخ صحيح”. وتساءل في سياق موصول: “هل لمراكز البحث في التاريخ الإمكانيات الكافية لكتابة التاريخ؟ وهل تتوفر الجامعة اليوم على إمكانيات لكتابة تاريخنا؟ هل هناك همزة وصل بين الجامعيين والمؤرخين؟ لأن كتابة التاريخ اليوم، ليست فقط بالذاكرة، وان يتم الأخذ من التجارب الشخصية للمجاهدين، لكن لابد حسبه من اعتماد المؤرخ في كتابته على الوثيقة أي الأرشيف، مشددا على ضرورة اعتماد الموضوعية في المنهجية والمعلومات، على أن تكون النتيجة دائما لصالح الشعب الجزائري، ولتاريخه ومستقبله.