« الإعلام هو عين الثورة، روحها وقلبها النابض رافقها في مختلف المحطات مرافعا من اجل عدالة القضية الجزائرية، مكسرا التعتيم السياسي الإعلامي الفرنسي والمغالطات المروجة بلا توقف طيلة النضال التحرري والتسويق لأشياء ما انزل الله بها من سلطان.” هذا ما اتضح امس في “منتدى الشعب” حول حماية الذاكرة وتواصل الأجيال عشية الاحتفالية بعيد الثورة والتأكيد للمرة المليون على جدوى الإعلام الجزائري الذي شكل الوجه الآخر للكفاح الوطني، موصلا القضية الجزائرية الى ابعد نقطة في المعمورة. من باندونغ، بلغراد، أكرا الى مانهاتن، كان صوت الإعلام مدويا حاملا انشغالا واحدا وهدفا واحدا: إبطال مفعول الدعاية الاستعمارية الفرنسية وإظهار أكاذيب صناع الإشاعة الذي ظلوا يروجون من كل مكان لأشياء غير واقعية محاولين شطب الأمة الجزائرية من المعادلة الدولية متنكرين لإسهاماتها الحضارية ودور رجالات الفكر والسياسة عبر الزمن في الدعوة للتعايش، للسلام، للحوار الثقافي والحضارات. على هذا الدرب سار الإعلام الجزائري الذي ترفع له القبعة ويحظى بالتقدير والإشادة في كل مرة.سار على هذا الدرب مساهما في انتزاع استقلال الجزائر بالدم والدموع. لم يتوقف عند هذه المحطة المفصلية من تاريخ الجزائر المجيد، متخذا من المحطة انطلاقة أخرى لمعارك ونضالات، مرافقا للانجازات يروج للمكاسب يقدم حلولا لتعقيدات مساهما في إنارة الرأي العام الوطني بكل كبيرة وصغيرة دون الاكتفاء بتغطية الأحداث.قام الإعلام بهذا الدور ملتزما بتأدية الوظيفة بأقصى درجات الوعي، بنقاء ضمير وأخلاقيات مهنة. قام في الجهة الأخرى بتذكير الأجيال بماضي البلد الأمين وثورته المجيدة التي هزت العالم وغيرت مجرى العلاقات الدولية مؤسسة لمفاهيم ومبادئ جديدة لحقوق الإنسان أولاها على الإطلاق وأقدسها الحق في الحرية وتقرير المصير، معتبرا انه أجدر بمواصلة المهمة في تبليغ رسالة نوفمبر وتسويق قيم ومبادئ التحرر الوطني وفق ما يمليه واجب الذاكرة وما تتطلبه مسؤولية التواصل مع الأجيال. يقوم الإعلام بهذه المهمة اقتناعا منه بأن هذا الدور المحوري الذي يؤديه في كل مناسبة وأعياد وطنية غايته تحصين الشباب بقيم التحرر والبناء وغرس في نفوسهم ثقافة التآخي والتآزر وحب الوطن الذي لم يهضم من استعمروه لأكثر من قرن، استقلاله وهم يخوضون بلا توقف حملات مسعورة في محاولة يائسة بائسة لضرب استقراره والمساس بسيادته.هم يقومون بهذه الوظيفة القذرة، لكنهم تجاهلوا المعطى الثابت والمتغير في المعادلة الوطنية ،وهو الإعلام الذي أقسم بأغلظ الايمان البقاء وفيا لرسالة الشهيد وهو يناضل على طريقته موظفا القلم، الصورة والصوت لترجمة وصية من ضحوا من اجل الوطن: “اذا استشهدنا حافظوا على ذاكرتنا.”