عاشت أول أمس، ولاية بجاية الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، من خلال تنظيم العديد من النشاطات الدينية، إلقاء محاضرات، وتنظيم ندوات ودروس المسجدية، حول سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام، وأهمية تربية الأجيال الصاعدة على قيمه وأخلاقه، والتعريف بميلاده وأمّه آمنة بنت وهب ومرضعته حليمة السعدية، وجدّه عبد المطلب وعمه أبي طالب، وشخصيات تاريخية أخرى. وكعيّنة نظّمت جامعة عبد الرحمان ميرة ببجاية، بالمركز الإسلامي مولود قاسم نايت بلقاسم، ندوة علمية وفكرية، بالتعاون مع المجلس الإسلامي الأعلى، حول قيم وخصال النبي عليه الصلاة والسلام وكل ما جاءت به الرسالة المحمدية، وذلك بمشاركة العديد من الأساتذة والباحثين. وأشرف رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، بوعلام الله غلام الله، على افتتاح هذه الندوة العلمية، مؤكدا أنّ الاحتفال بهذه المناسبة هوالاحتفال برمز أمتنا الإسلامية، نبي الرحمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو تذكير من باب قول الله تعالى وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين، حيث عندما تضيق بنا نلجأ إلى نبيّنا الكريم، وهو اللجوء الذي يعتبر ثقافة أصيلة ومتأصّلة لدى المسلمين. ومن جهته بارك السيد أحمد معبد والي الولاية، قرار تنظيم هذه الندوة بعاصمة الحماديين، مدينة العلم والعلماء، وذلك لرمزية المنطقة العلمية الدينية والحضارية، وتمنّى أن تجمع هذه الولاية أنوار هذه الذرى العطرة، وتتشبّع بما يرافقها من نفحات روحانية وشمائل تجدّر فينا القيم الأصيلة العليا، وتجدّد لدى الجميع روح العمل والتحلي بخصالها فكرا وروحا وسلوكا. ومن جهته، أكد أحمد تغليسية، مدير الشؤون الدينية ل «الشعب»، أن مصالحه سطّرت برنامجا متنوعا لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف الغالية على قلوب المسلمين، بتنظيم مسابقات في حفظ القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والمتون الفقهية، كما برمجت دروس على مستوى مساجد الولاية حول السيرة النبوية، بالإضافة إلى إلقاء محاضرات نشّطها بعض الشخصيات الدينية، كما تختتم الاحتفالات بتوزيع جوائز تشجيعية على الفائزين في مختلف المسابقات، من حفظة القرآن الكريم والسنّة النبوية. وفي نفس السياق، أكد الأستاذ عربوش إديرأنّ البجاويون خاصة القاطنون بالمناطق الريفية، يفضّلون إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، من خلال تنظيم «الوزيعة» أو كما تسمى باللهجة المحلية «تيمشرط»، وهي عادة قديمة يتم فيها ذبح عدد من رؤوس البقر وتوزيعها على الفقراء، أو تنظيم ولائم يشارك فيها عدد من مواطني المنطقة، وهي تبين مدى تضامن سكان هذه المناطق وتعلقهم بالموروث الديني، تعبيرا منها عن وحي المصطفى عليه الصلاة والسلام. أما ربات البيوت فتمثل هذه المناسبةً بالنسبة لهن الكثير، ويعبّرن بذلك بإعداد أشهى الأطباق التقليدية، على غرار «البغرير»، «تيبوعجاجين»، طبق «السفنج» أو «لخفاف»، وهي أنواع من الأكلات التقليدية، تضاف إلى طبق الكسكسي بالدجاج، وكل مولود جديد يسمى باسم محمد، القاسم، المولود، مصطفى، العربي، وغيرها من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم.