أرجع الفنان طارق العربي طرقان، صاحب كلمات وألحان وأغاني روائع تراث الرسوم المتحركة، سر نجاحه طيلة مسيرته المهنية، التي انطلقت سنة 1991 بأول عمل يحمل عنوان: “ماوكلي” إلى كيفية اختيار اللغة السليمة من خلال تقدير الكلمة والقيم التي تحملها لمخاطبة فئة الأطفال، فضلا عن اعتماده على المفردات التي لها معنى حسي بالدرجة الأولى ونفس الشيء ينطبق على الموسيقى. طرقان الذي رسم ذاكرة الأجيال العربية من خلال تقديمه أهم أغاني الكرتون للجيل الذهبي، أكد خلال نزوله ضيفا على جريدة “الشعب” ان الطفل الموجود بداخله لا يكبر ولذلك يستطيع دائما فهم الأطفال والطريقة الأنسب لمخاطبتهم، مؤكدا في الوقت ذاته أن الطفولة لا تتغير إلا أن الجيل الحالي مظلوم لعدم وجود فرصة كبيرة أمامه حتى يتواصل مع الناس بشكل طبيعي بخلاف أطفال الأجيال السابقة، وذلك بسبب الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وتعدد الوسائل السمعية والمرئية. كشف العربي طرقان “أن الغناء للطفل يندرج في إطار السهل الممتنع نظرا للوعي الكبير والقدرة الحفظية الكبيرة للأطفال”، ما دفعه للتركيز على جودة اللغة العربية وجمالها، محاولا من خلالها أن ينشر رسائل التعاون والمحبة والصداقة والحث على القيم الإنسانية في الأغاني المقدمة له، معلنا أنه بات اليوم بالنظر إلى الطلب الكبير على هذا النوع من الفن على إنشاء مدرسة عبر الفضاء الافتراضي قريبا لتلقين تقنيات الأداء بطريقة تفاعلية مع الكبار والأطفال على حد سواء لتصل لأكبر عدد ممكن من هذه الشريحة التي تتلقى اليوم فن تجاري اكبر منه إنساني . أوضح ضيف “الشعب” أنه صنع أغنيات برامج الأطفال الناطقة باللغة العربية منذ ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي أي على فترة طويلة من العطاء، مضيفا أن تحول هؤلاء الأطفال من جمهور صامت إلى فاعلين في المجتمع الفني والاعلامي والثقافي عندما كبروا، فنقلوه من وراء الكواليس إلى العلن.