أبي الحسن أمال دلهوم ممثلة مسرحية موهوبة، تألّقت مؤخرا بتقمّص دور «صافية»، وهو العمل الذي أنتجه المسرح الجهوي بالعلمة، قدم على الخشبة في قالب اجتماعي – فكاهي للمخرج بوزيد شوقي. عن مسيرتها الفنية وتقييمها للعمل المسرحي في هذا الحوار الذي أجرته جريدة «الشعب» مع الممثّلة الصّاعدة على هامش مشاركتها في الطبعة 12 للمسرح الفكاهي بالمدية. الشعب: احكي لنا عن دورك في هذه المسرحية؟ أمال دلهوم: أديت دور صافية، تلك الشخصية التي تبدو في انطلاقة العرض ايجابية، لكن سرعان ما تتحول إلى شخصية سلبية من مبدأ أنها فتاة صغيرة في السن، يتيمة وليس لها المال، وتريد أن تعيش كباقي أفراد المجتمع في سعادة. ولأنّها تريد أن ترى الحياة بألوانها الزاهية وجدت ذات يوم شخصا طلب منها الزواج، فقبلت ليس لأجل العيش بل كحيلة للبحث وإيجاد أخيها التائه في غياهب الدنيا، حيث اكتشف عشقيها سوسو نقطة ضعفها. وتبدأ من هنا معاناتها من جديد بعدما أيقنت بأن هذا الزوج بات يتهرب منها كل مرة، وتأكّدت بأنّه ارتبط بها فقط بسبب فارق السن الكبير بينهما. كيف تطوّر الخلاف بين الزّوجين في المسرحية؟ بحسب السيناريو، فإنّ العلاقة الزوجية قي المسرحية قد بنيت على أساس هش، بحيث لم يتمكن الزوجان النيل من الآخر باعتبار أنّ مضمون هذه المسرحية تترجم بصدق ذلك الخلاف الأزلي بين حواء وآدم وصراع الذات.
كيف تقيّمين أداءك فوق الخشبة خلال عرض المسرحية مؤخّرا في المهرجان بالمدية؟ أعتبر أنّ الدور الذي قدّمته في هذا العرض المسرحي لم يكن وليد الصدفة، ومن يقول أنه راض على أدائه فإنه قد فشل حقا. أعتبر أنّني قدّمت 50 بالمائة فقط ممّا كان يفترض إعطاؤه لجمهور هذه الولاية، على اعتبار أنّني كنت أتمنى أن أقدّم الأحسن والأفضل في هذه المحطة الأولى داخل المنافسة. كيف تمّ اختيارك لتقمّص دور «صافية»؟ قرأت النص فأعجبت بفكرته، كونها تترجم الواقع المعاش، هناك كثير من الحالات يفضل فيها الرجال من كبار السن التزوج من فتيات صغيرات السن. وبكل صراحة عشت بعض من هذا السيناريو لما تزوج أبي صاحب 77 سنة مع أمي في الثلاثين سنة من عمرها، حيث أردت أن أعيش هذا الشعور الإنساني ولو للحظة واحدة لما كانت تحس به أمي، إذ لما تزوجت صافية بالشيخ سوسو في هذا العرض هو من قبيل استشعار فترة زمنية معينة عاشتها أمي بدقة وبكل التفاصيل. هل تعتبرين المسرح ممارسة هواية أم كسب لقمة عيش؟ أرى أن المسرح هو فن وهواية، شيء جميل أن يتجرد الإنسان من ذاته على الخشبة لساعة من الزمن يختلف عن واقعه العادي بجملة من الحركات والوضعية نحو الجمهور بصفته المتلقي والحكم. هل لنا أن نعرف من المثل الأعلى لأمال دلهوم؟ لا أرغب أن أتقمّص شخصية معيّنة، ولا أفكر في ذلك، أنا أؤمن برسالة تربوية من خلال أعمالي وأحب المسرح كفن راقٍ. هل يؤثّر العمل المسرحي على حياتك الزّوجية؟ علاقتي بزوجي ناجحة للغاية ولا زلت أمارس هوايتي وهو من متتبعي أعمالي على الخشبة كمناقش وناقد وموجّه ويطرح أفكاره بكل حرية، سألني ذات يوم هل ستعتزلين الفن؟ فقلت له ربما سيأتي ذلك دون ضغط. ما الدور أو الأدوار التي ترغبين في أدائها مستقبلا؟ منذ ولوجي مجال الفن الرابع، سطّرت هدفا في حياتي وخطّطت له وهو أن أسير في نهج العفوية كأداة للعمل ولعب للأدوار، وأن أسعى جاهدة للنجاح فيها. كما أود أن أجسّد شخصية من ذوي الاحتياجات الخاصة أو مصابة بالسرطان لما في ذلك من رمزية. هل تلتزمين خلال التّمثيل بالسيناريو أم لا؟ العفوية بالنسبة لي هي أساس عملي، هي في نظري تكمن في كيفية أن يتعامل الممثل مع النص والأحداث يحس بها ويعمل على ترجمتها على الخشبة. ربما يصطدم الفنان المسرحي بعمل دون نص كدور شخصية «الأبكم»، فضلا على أن ذلك مرتبط بوجود نصوص مفتوحة يمكن للممثل أن يبرز عبقريته فيها أو مغلقة كالمعلقات المستوحاة من الجاهلية، حيث يستحيل على الفنان الخروج على النص مثلما حدث لي مع دور»عبلة» ذات يوم.