تعرف قضية الصحراء الغربية مرحلة حاسمة عادت فيها جولة روس إلى الواجهة لإعادة حلحلة الملف خاصة أمام الجمود الذي تشهده المفاوضات بسبب تزمت الطرف المغربي والمراوغات التي يمارسها لتثبيط عزيمة هذا الشعب المحتل بهدف ترك النضال وتقرير المصير والركون إلى الحكم الذاتي. في هذا السياق حث الوزير السابق العربي بلعياض في ندوة نقاش بمركز «الشعب» للدراسات الإستراتيجية حول «تقرير الشعب الصحراوي.. حق مشروع تعطله المصالح والمؤامرات» على ضرورة مواصلة الشعب الصحراوي كفاحه ضد الاستعمار المغربي لان الاستقلال ليس له حدود أو مدة زمنية. وأشار بلعياض إلى أن الجزائر لن تتوقف عن دعم القضية ولن تتنكر لمبادئها فمن واجبها بعد الاعتراف بها كدولة أن تواصل في ذلك خاصة وأنها من دول الجوار وهذا ليس بالغريب لأن القضية عادلة وقد تتغير الأمور ويتم ضرب المغرب في عقر داره كما فعل الجزائريون مع فرنسا عندما نقلوا الثورة إلى أراضيها. وتساءل الخبير الاقتصادي بشير مصيطفى عن المشهد المستقبلي للصحراء الغربية مستشهدا بما قامت به السودان مؤخرا عندما قطعت الكهرباء و النفط عن السودان المستقل وسبقتها إلى ذلك الهند في باكستان، وما هو احتمال ارتفاع كفة المعارضة للموقف المغربي داخل المغرب في ظل الحراك الديمقراطي والدستور الجديد أو ارتفاع كفة المناصرين لبقاء الصحراء الغربية تحت المظلة المغربية في ظل المعطيات الديمقراطية الجديدة. أما اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد فأشار إلى أن ما يحدث في الصحراء الغربية هو مخطط استعماري قديم وجديد مستقبلي والدليل على ذلك الهجمة الشرسة على الشرق الأوسط والبحر المتوسط الكبير وكل مرة يكتشف جانب من هذا المخطط. واعتبر مجاهد النظام المغربي عميل وصاحب القرار في المنطقة هو فرنسا فهي تستقبل المجلس التأسيسي الليبي ولا يستقبل البوليساريو، ومن هنا هناك خطا في التحليل ويجب علينا ضرب مصالح الرأس الدبر بمقاطعتها وعدم التأمل معها. وحول السياسة المغربية قال محرز العماري رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية لمساندة الشعب الصحراوي أن النظام المغربي يعتمد سياسة الهروب إلى الأمام والإبقاء على الواقع و تلعب في الأروقة بعيدا عن الشرعية الدولية وتشجعه في ذلك فرنسا ويتلقى الاملاءات منها فهو يمارس تزحلق سياسي. من جانبها ركزت فاطمة بلميهوب ناشطة في المجتمع المدني على دور الإعلام في الترويج لقضية الصحراء الغربية مشيرة إلى استلهام الدروس من الثورة الجزائرية وكفاحها الطويل وعبقريتها والتي توجت أخيرا بالاستقلال. وبخصوص كل ما أثير من النقاط شدد المحاضر على استغلال كل ما يرتكب من انتهاكات في حقوق الإنسان والترويج لها إعلاميا للضغط على الدول المساندة للموقف المغربي ومن ثم لا بد من إنشاء قناة تلفزيونية تروج للقضية وليس ببعيد ما أحرزته أمينتو حيدر. وبالنسبة للمواقف ليس هناك أي دليل أو إيحاء يثبت أن الجزائر تفاوضت على اقتسام الصحراء الغربية بل على العكس طرح عليه الأمر وكانت في كل مرة ترفض ذلك مثل مشروع بيكر الذي اقترح أربعة خيارات وكان الموقف الرسمي الجزائري أنها مع ما يقرره الشعب الصحراوي. أما فرنسا يمكن اعتبار أن الاشتراكيين خذلوا الصحراويين فبعد أن كانوا يؤيدون تقرير المصير وهم في المعارضة تغير موقفهم بعد صعودهم لسدة الحكم، أما اسبانيا فمعروف عنها أنها تسيرها مصالحها وهي تتلاعب بمواقفها على هذا الأساس. وحول الإصلاحات الأخيرة التي يقوم بها العاهل المغربي اعتبر شعنان مسعود أن دسترة القضية خطأ جسيم وغير شرعي لأنه يمكن للمعارضة أن تتساءل لماذا استنزاف الثروات المغربية لصالح الصحراويين ويقارنون بين المستوى المعيشي لهم ما سيخلق أزمة داخلية داخل المغرب. أما المقاطعة فاعتبرها المحاضر أمر صعب جدا لأنه لا بد من أن تكون هناك رؤية سياسية واضحة ومشتركة وقوية لاتخاذ مثل هذا القرار.