على هامش المعرض الذي نظمته المدرسة العليا للفنون الجميلة، الخميس المنصرم، لمختلف الأعمال المنجزة من طرف طلبتها بمختلف تخصصاتهم، ومن اجل التعرف أكثر على واقع المدرسة، إلتقينا بنائب مسوؤلها الأول ومدير الدراسات حاليا السيد كمال شاعو، حيث استضافنا في مكتبه وأجابنا على جملة من الأسئلة تضمنها هذا الحوار: ̄ نود معرفة الأهداف المرجوة من المعرض؟ ̄ ̄ الفكرة من المعرض هي أولا تشجيع الطلبة بمختلف تخصصاتهم وتحفيزهم، خاصة منهم طلبة السنة الأولى من اجل مواصلة الدرب والتطلع لأفاق وبدل المجهود أكثر والاستفادة من حضور الزوار المهتمين بهذا الفن لخلق نوع من التواصل بين الطالب وجمهوره، والذي قد يستفيد من تشجيعاتهم وملاحظاتهم وبالتالي تطوير وتنمية القدرات التي يتمتع بها طلبتنا، أما الهدف الآخر من المعرض فهو تقريب المدرسة وأعمالها من الجمهور العريض والتعرف على إمكانيات المدرسة والتخصصات التي تدّرس بها، ليبقوا على تواصل معها، إضافة إلى ذلك المدرسة استغلت هذه الفرصة لتنظيم أبواب مفتوحة للتلاميذ الحاصلين على شهادة البكالوريا هذا العام، بين 7 و14 جويلية، حتى تتضح لهم الأمور ويأخدوا فكرة عنها مع معلومات إضافية عن وسائل التدريس ومراحله طيلة خمس سنوات، لترغيبهم في الالتحاق بالمدرسة وتفجير طاقاتهم وقدراتهم ومواهبهم وكسر ذلك التردد الموجود عادة لدى جل تلامذتنا، والذي يعود عادة إلى الجهل بواقع الدراسة بالمدرسة والتخصصات العديدة ومختلف الامتيازات التي تمنحها لجميع الطلبة، وبالتالي الالتحاق بها عن قناعة لأنها ضرورية في التحصيل المعرفي وتحقيق النتائج المرجوة.
̄ انطلاقا من هذه الفكرة هل للمدرسة نشاطات خارجية ومشاريع شراكة للتعريف بها أكثر للمحافظة على تواصلها الدائم بالطلبة؟ ̄ ̄ نحن نتمى ذلك مستقبلا بأن يكون فيه تعاون مع الجامعة الجزائرية والمؤسسات التي تشرف عليها وزارة الثقافة، خدمة للمدرسة والثقافة الجزائرية، أما عن المشاريع فتتعلق أساسا بإضافة تخصصات غير موجودة بالمدرسة، لتتماشى مع ما هو موجود عالميا وخلق تواصل مع الجامعات والمدارس الكبرى عبر العالم خصوصا منها الأوربية ولما لا العربية، بهدف تبادل المعلومات والتكوين في الاختصاصات التي يتوفرون عليها والاستفادة من تجاربهم المختلفة لرفع مستوى المدرسة لتصبح من المدارس الكبرى في العالم، وفي هذا الإطار استضفنا مؤخرا مختص بلجيكي في الرسوم المتحركة يدعى ''شرودر'' الذي حضر إلى المدرسة قدم خلالها مساهمات في تخصصه على مراحل بدأها بأسبوع في افريل وأسبوع أخر في جوان، وسيكون له أسبوع ثالث في جويلية، مع العلم أن هذا التخصص أي الرسوم المتحركة غير موجود بالمدرسة التي تطمح إلى الاستفادة من تجارب البلجيكيين والأسبان المعروفين عالميا في هذا التخصص، إضافة إلى ذلك وبعد أن تطورت المدرسة إلى ما بعد التدرج من خلال منح شهادات الماجستير نحن نفكر حاليا في منح الدكتوراه في المستقبل القريب . ̄ المدرسة لها تاريخ عريق وتعتبر من أقدم المدارس عالميا ماذا قدمت حتى الآن؟ ̄ ̄ تعتبر هذه المدرسة الأولى إفريقيا من حيث الأقدمية والمكانة، كما أن لها سمعة عالمية والزوار الأجانب المختصين في مجال الفنون الجميلة يشهدون على ذلك، وكل المتخرجين منها يلقون كل الاحترام في جميع الدول التي يزورونها، وطبعا المدرسة ساهمت في إنعاش الثقافة ببلادنا والتي تخرج منها عمالقة في فن الرسم والهندسة المعمارية نذكر على سبيل المثال اسياخم، محمد خدة، مصطفى بن دباخ، علي خوجة، محمد ديلام وغيرهم كثير وهي مدرسة تكّون مختصين في مجالات عديدة يتحصلون على شهادات معترف بها عالميا. ̄ ماهي الرسالة التي يمكنكم توجيهها عبر جريدة ''الشعب''؟ ̄ ̄ أولا أشكر جريدة ''الشعب'' على حضورها والذي يعبر عن الاهتمام الكبير الذي توليه للثقافة بصفة عامة والفن الجميل بصفة خاصة، أما رسالتي فلا أوجهها للسلطات أو وزارة الثقافة وإنما لكل الجزائريين أدعوهم فيها إلى مزيد من الاهتمام بالفنون الجميلة، وان يضعوا ثقتهم في أبناءهم لمنحهم الفرصة في التعبير على مكنوناتهم وعدم احتقار القيم والكفاءات التي يتمتعون بها، وهم في ذلك يساهمون في تطوير الفن في بلادنا، فلابد للجزائريين أن يقتنعوا ويفهموا أن الفنون الجميلة هي جزء وعنصر هام من حضارتنا وثقافتنا .