رافق ما تشهده بلادنا من مظاهرات و احتجاجات سلمية الأسبوعين الأخيرين لغط و إشاعات عجت بها مواقع التواصل الاجتماعي روجت لها فيديوهات ، صور و حتى منشورات مكتوبة على الصفحات و الحسابات و المؤسف أن البعض منها يعود لمثقفين روجوا لأخبار و معلومات خاطئة دون عناء التمحيص و التحري أو نشروها لحاجة في انفسهم ؟ في حين تداولها آخرون بحسن نية دون معرفة التبعات المدمرة و الخطيرة لمثل هكذا تصرفات التي تسيء إلى الجميع ؟ و الا ما هي الفائدة التي ترجى من نشر صور و فيديوهات لمظاهرات قديمة شهدتها الجزائر و أخرى لمظاهرات وقعت في بلدان أخرى بهدف الترويج للعنف و المواجهة في حين أن مسيرات الجمعة الماضية جرت في كنف الهدوء و السلمية التامة ، ماعدا بعض أعمال العنف و التخريب المحدودة التي وقعت مساء الجمعة الماضية و التي قام بها بعض المنحرفين تحت وقع المخدرات و المهلوسات - حسب ما أكدته المديرية العامة للأمن الوطني في بيانها . إن الأوضاع التي تشهدها الجزائر تحتاج من كل واحد منا ، مهما كان موقعه أن يقلب الخبر قبل نشره أو تقاسمه عبر الفضاءات الافتراضية من كل الأوجه، و التأكد ليس من صحته فقط و لكن من فائدة نشره حتى و إن كان صحيحا و مؤكدا ؟ المرحلة الدقيقة التي تعيشها البلاد أكبر من منطق ال "سكوبات" و السبق الصحفي ؟ خاصة عندما يتعلق الأمر بأمن و استقرار وطن ، و ليس بالخفي على أي كان أن مواقع التواصل أصبحت تعج بهويات مزورة تسيرها وكالات استخبارات و تجسس متخصصة في صناعة و توجيه الرأي العام، و من منا لم يلاحظ حجم طلبات الصداقة التي عليه عبر فايسبوك هذه الأيام ، أيعقل أن يكون هذا محض صدفة ؟ إن تراجع وسائل الإعلام التقليدية أمام مواقع التواصل الاجتماعي افقد الأولى القدرة على التحكم في المعلومة كما افقد في الوقت نفسه المتلقي حق الحصول على خبر مؤكد و معروف المصدر ؟ لهذا السبب ليس كل ما تتداوله مواقع التواصل الاجتماعي صحيح بالضرورة مما فتح الباب مشرعا أمام انتشار الإشاعة و المغالطات ، لهذا على كل واحد مطالب بالتمحيص فيما ينشر ثم نشر و تداول ما يجنب البلاد الفتن و الانزلاقات - لا قدر الله - و في الصدد أبان رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن وعي و حس وطني عندما طالبوا الشباب الذي خرجوا في مسيرات ليلية في بعض الولايات مساء الأحد بالعودة إلى منازلهم و عدم التظاهر ليلا ، حينها تأكد أن كل جزائري حريص أكثر من الآخر على سلامة و أمن هذا الوطن الذي ليس لنا سواه.